المشتاقة للجنة
08-10-2010, 03:49 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اخوتي في الله لقد تم بفضل الله تفريغ لجزء الاول من خطبة الصيف والمعاصي لفضيلة الشيخ حسين يعقوب
وارجو من الله ان ينتفع بها ويقبلها مني
احبتي في الله لماذا تكثر المعاصي في الصيف؟ انه سؤال حقا يحترقنا والكل يلاحقه في مطلع الصيف وقبل انتهاء الامتحانات, تفاجئ أن الدنيا تشتعل معاصي, لماذا يعصي الناس الله؟ سؤال يحتاج الى تدبر فانك اذا سالت ألا تخشى النار؟ الجميع يخشاها, وإلا فجرب ان تضع يدك في فرن.
ألا تخشى الموت؟ الكل يخشاه ونحن متأكدون ان الكل يهرب منه, إذن لماذا يعصي الناس الله لماذا يتجرؤون عليه؟ لماذا يخشون الناس أكثر من خشية الله؟, لماذا يراعون نظر الناس ولا يراعون نظر الله؟
انه سؤال يحتاج الى وقفة كل منا يجدها في نفسه وهو يعصي ويخشى ان يراه الناس وهو يعلم ان الله يراه قال الله تعالى ( إِنَّا أَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِمَا أَرَاكَ اللّهُ وَلاَ تَكُن لِّلْخَآئِنِينَ خَصِيمًا. وَاسْتَغْفِرِ اللّهِ إِنَّ اللّهَ كَانَ غَفُورًا رَّحِيمًا . وَلاَ تُجَادِلْ عَنِ الَّذِينَ يَخْتَانُونَ أَنفُسَهُمْ إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبُّ مَن كَانَ خَوَّانًا أَثِيمًا . يَسْتَخْفُونَ مِنَ النَّاسِ وَلاَ يَسْتَخْفُونَ مِنَ اللّهِ وَهُوَ مَعَهُمْ إِذْ يُبَيِّتُونَ مَا لاَ يَرْضَى مِنَ الْقَوْلِ وَكَانَ اللّهُ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطًا)
لا شك ان السبب الاول من اسباب المعاصي هو عدم توقير الله في القلب, لو عظمنا الله جل جلاله في قلوبنا فعلت وصدق الله حين قال ما قدروا الله حق قدره.
ايها الاخوة في الله ان الخوف على قدر المعرفة والخشية على قدر العلم, قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أما إني أعلمكم بالله و أشدكم منه خشية. وقال الملك جل جلاله انما يخشى الله من عباده العلماء. فلو عرف الناس الله ما عصوه ولا تجرؤوا عليه بل لتبثوا على طاعته وراقبوه وراعوه, ولذا فضعف عظمة الله في قلب الانسان انما سببه الجهل بالله وأول سبيل لمعرفة الله وتعظيمه: التفكر, وهو عبادة مهجورة, اننا بحاجة للعمل بهذه العبادة والله عز وجل امر بها قال جل جلاله قل سيروا في الأرض فانظروا كيف بدأ الخلق ثم الله ينشيء النشأة الآخرة إن الله على كل شيء قدير".
وقال تعالى قل انظروا ماذا في السماوات والأرض وما تغني الآيات والنذر عن قوم لا يؤمنون وقال عز وجل أفلم ينظروا إلى السماء فوقهم كيف بنيناها وزيناها وما لها من فروج ( 6 ) والأرض مددناها وألقينا فيها رواسي وأنبتنا فيها من كل زوج بهيج ( 7 ) تبصرة وذكرى لكل عبد منيب ( 8 ) ونزلنا من السماء ماء مباركا فأنبتنا به جنات وحب الحصيد ( 9 ).
وقال الله أفلم يسيروا في الأرض فتكون لهم قلوب يعقلون بها أو آذان يسمعون بها فإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور.
سؤال احبتي في الله متى كانت آخر مرة نظرت فيها الى السماء وقلت ربنا ما خلقت هذا باطلا سبحانك فقنا عذاب النار.
اريد ان اجيب على السؤال الاول لماذا تكثر المعاصي في الصيف؟ السبب الاول هو الفراغ وان الناس يريدون ان يستمتعوا بنعم الله في معصية الله , يحاربونه عز وجل بنعمه, نعمة البحر الذي امرنا الله ان نتفكر فيه, خلعوا عنده ملابسهم واختلط الرجال بالنساء عرايا لا يراقبون الله,قال رسول الله صلى الله عليه وسلم احفظ عورتك فان استطعت ان لا يراها احد فافعل قالوا فان كان احدنا خاليا يا رسول الله قال الله احق ان يستحيى منه.
اين الحياء؟ هناك اناس اعطاهم الله مالا و صحة و اعطاهم بحرا يستخرج منه لحما طريا وترى فيهم مشاهد سبحان الملك, ثم هم يجلسون هناك يجاهرون الله بالعداوة عرايا دفعتهم استغلال نعمة الله لشهوة النفس والمتعة ونسوا ان الله ما خلق الارض والسماء بما فيهما الا ليعبد سبحانه وتعالى قال تعالى وما خلقنا السماء والارض وما بينهما لاعبين. وهذا جهل العبد بالله انهم يستعملون نعمه في المعاصي, قال الله (( إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلاَفِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لآيَاتٍ لِّأُوْلِي الألْبَابِ الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللّهَ قِيَاماً وَقُعُوداً وَعَلَىَ جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّار)
قام رسول الله صلى الله عليه وسلم حين مضى ثلث الليل ثم نظر الى السماء ثم قرا هذه الاية ثم قال ويل لمن قراها ولن يتدبر فيها.
كم مرت بناهذه الاية ولم نتفكر فيها, لذا احب ان اشير الى ان التفكر في ايات الله المتلوة المقروءة وايات الله المرئية المنظورة فنتفكر في القران ومنظر السماء, الجبال, والبحار وقد قال الملك وفي انفسكم افلا تبصرون.
انظر الى يدك وقلبها وانظر اليها كيف تقلب صفحات الكتاب و انظر الى الاصابع قال بعض الاطباء ان الانسان حين يقلب صفحة من الكتاب يستعمل اكثر من 1500 حاسة وانت لا تدري هذه النعم سبحان الله العظيم.
و صدق ابو سليمان الزهراني حين قال والله اني اخرج من بيتي فلا يكان يقع بصري علىشيئ إلا وارى لله فيه علي نعمة ولي فيه عظة وعبرة. الله اكبر
انظر اخي الى جميع اعضاء الجسم و انظر الى طفلك الرضيع وانت تتامل في خلق الله ما خلق الله هذا إلا بالحق, ان هذا المفيد في تعظيم الله في قلبك يفيد ايضا في ان يصرف بصرك عن الحرام, فتستعمل النظر فيما خلق له, قال الملك( أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُور)ِ قلوب اعماها الحرص اعمتها الدنيا , غلفتها المعاصي , غلب عليها الران فلما طغى الران على القلوب انتقل الى العيون فعميت العيون إلا عن رؤية المعاصي, اننا بحاجة ايها الاخوة الى تعبيد الحواس كما انك تعبد لسانك بتلاوة القران والذكر والامر بالمعروف والنهي عن المنكر, تعبد عينك فحين تنظر لا تنظر إلا الى ما يرضي الله.
ايها الاخوة الفائدة الثالثة من قضية توجيه النظر الى كتاب الكون المفتوح لكي يعظم الله في قلبك اولا ولتعبيد عينك ثم ايضا اعمال العقل, ان من اعظم الافات التي تواجه المسلمين في هذه الايام تعطيل عمل العقل لله, تجد طالبا في الثانوية يعصر ذهنه وركز بكل عقله لحل مسالة او لاجابة سؤال وانا اسالك بالله الذي خلقك هل استعملت عقلك بهذه الطريقة مرة لطاعة الله, الكل يسهو من السهو في الصلاة لماذا لا نركز بهذه الطريقة التي يركز بها هذا الطالب؟.
اننا امة للاسف نسير في القطيع لقد فوجئت عند قراءة إحصائية عن عدد سكان مصر الذين يملكون الدش في هذه الايام هل هؤلاء فقراء ويزعم ان هناك ازمة في الاقتصاد نقص في السيولة ركود اين الركود و قد صار عند كل الفقراء هذه الفضائيات, ثم هل عرفت الان لماذا تكثر المعاصي في الصيف لان الناس حريصون على ان ينجح ابناؤهم في الامتحانات ودخولهم الجامعة اكثر من حرصهم على دخول اولادهم الجنة, ففي ايام الامتحانات اغلق التلفاز وعطل الراديو و الغي الاغاني وامنع الزيارات وكف كل شيئ فان انتهت الامتحانات فافتح جميع أبواب معصية الله.
ايها الاحبة اني احبكم في الله حريص على ان تدخلوا الجنة, اللهم ارزقنا الجنة وما يقرب اليها من قول وعمل, وليس الجنة بالاماني , انما الجنة تكون بعملك فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه احدا.
نعم ان اعمال العقل في التفكر والتدبر والتامل والاعتبار وفي سلوك السبيل الى الله وفي الوصول الى الجنة وفي ان تكون مع الرسول صلى الله عليه وسلم في الفردوس الأعلى والإعمال في كيف تنجي اولادك من الفتن التي تحيط بابنائك في هذا الزمان و في كيف تحمي نساءك وبناتك ان يضلوا, ان هذه الامور تحتاج الى إعمال العقل , لكن بعض الناس جعل عقله لا يفكر إلا في الدنيا, اننا بحاجة الى ان نخرج من زحمة الحياة, لا لمعصية الله وانما لطاعة الله.
الى ماذا ينظر المسلم؟ تامل معي في هذه الاية التي هدد بها رسول الله صلى الله عليه وسلم الويل لمن قراها ولم يتدبر فيها وليس المقصود بالتدبر في الايات ان نربط بالايات الكونية بالنظريات الفلكية انما اقصد ان ننظر الى الشمس الى السماء الى الجبال الى النجم ثم نقول ربنا ما خلقت هذا باطلا سبحانك فقنا عذاب النار.
ايها الاخوة اننا بحاجة الى النظر الحقيقي لتطهير العين من الحرام. اننا في الصيف و انت تتامل طول النهار وقصر الليل وفي الشتاء طول الليل وقصر النهار تامل كيف يدخل الله الليل في النهار والنهار في الليل . (( إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلاَفِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لآيَاتٍ لِّأُوْلِي الألْبَابِ الَّذِينَ يَذْكُرُونَ الله )حين ينظر الى السموات والارض حين يتامل الليل والنهار يقول لا اله إلا الله , وهذا هو الذكر المطلوب لا ان يجلس على المسبحة ويذكر انما يقول لا اله إلا الله لا معبود إلا الله لا يكون الاه بحق إلا الله ربنا ما خلقت هذا باطلا فقنا عذاب النار,سبحان الملك ما الذي جاء بذكر النار حين التفكر هذا هو الار تباط هذه هي الثمرة هذه هي النتيجة الحقيقية حين تتفكر فتوقر الله وتعظمه في قلبك فتقول سبحان الملك من قلبك حين تركب الطائرة او الباخرة او السيارة سبحان الله ففي الثلاثة ايات
في الباخرة وهي تحر البحر ايات والطائرة وهي تجوب الافاق ايات والسيارة وهي تضرب في الارض وانت تنظر الى الصحارى والجبال ايات.
تقول سبحان الملك حين يعمل القلب بعد عمل العين فتعرف عظمة الله فتخشاه فكما ذكر سبحانه وتعالى ربنا ما خلقت هذا باطلا سبحانك فقنا عذاب النار ربنا انك من تدخل النار فقد أخزيته.
حين ترى الجبال بشموخها و السماء بارتفاعها و الارض بامتدادها والبحار بامواجها حين ترى الأزهار بألوانها والاشجار باوراقها وغصونها حين تتأمل في أصابع طفلك الرضيع وفي جميع اعضائه, حينها تقول انك من تدخل النار فقد أخزيته. ياله من خزي وأي خزي أن هذا العبد الذي خلق فأحسن خلقه وخلق له ما في الارض جميعا ثم يلقى في جهنم تأكله النار أي خزي بعد ان تكرم تهان, أي خزي بعد ان ذكرك الله بآياته المقروءة وآياته المنظورة ودعاك وعلمك ثم بعد ذلك تعصيه ,أي خزي بعد حين تقف بين يديه يوم القيامة فيقول الله لك عبدي لماذا جعلتني أهون الناظرين اليك عبدي لما عصيتني لما غفلت وأنا تسبح له السموات السبع والأرض ومن فيهن وان من شيء إلا يسبح بحمده, فلما تركت أنت التسبيح.
نعم أيها الإخوة إننا بحاجة إلى وقفة جادة للنظر لنستخرج هذه المعاني الثلاثة :
المعنى الأول: تعظيم الله و توقيره الذي يثمر خشيته.
المعنى الثاني: تنظيف العين وتطهيرها واستعمالها فيما خلقت له.
المعنى الثالث: إعمال العقل في طاعة الله, العقل المعطل الراكب للأمة, الذي لا يفكر إلا في الخراب والفساد لا يفكر إلا في المعاصي وفي الذنوب والشهوات وفي الدنيا.
إننا بحاجة الى تعبيد العقل للرب ان نستعمله في كيف نصحح عبادتنا كيف نتحاشى عن معصية الله كيف نصلح من بيوتنا وازواجنا واولادنا وكيف يهدي الله بنا المسلمين وكيف ننصر دين ربنا, اننا بحاجة الى تعبيد هذا العقل كما ينبغي وذلك بهذه العبادة المفقودة المغفول عنها عبادة التفكر والنظر, أيها الإخوة إن فيما تراه أمامك لو تاملت فيه نعما تحتاج الى هداية.
فاللهم اجعلنا ممن نظره عبرا وصمته فكرا و نطقه ذكرا. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين.
لا تنسونا من دعوة صالحة اختكم في الله المشتاقة للجنة
اخوتي في الله لقد تم بفضل الله تفريغ لجزء الاول من خطبة الصيف والمعاصي لفضيلة الشيخ حسين يعقوب
وارجو من الله ان ينتفع بها ويقبلها مني
احبتي في الله لماذا تكثر المعاصي في الصيف؟ انه سؤال حقا يحترقنا والكل يلاحقه في مطلع الصيف وقبل انتهاء الامتحانات, تفاجئ أن الدنيا تشتعل معاصي, لماذا يعصي الناس الله؟ سؤال يحتاج الى تدبر فانك اذا سالت ألا تخشى النار؟ الجميع يخشاها, وإلا فجرب ان تضع يدك في فرن.
ألا تخشى الموت؟ الكل يخشاه ونحن متأكدون ان الكل يهرب منه, إذن لماذا يعصي الناس الله لماذا يتجرؤون عليه؟ لماذا يخشون الناس أكثر من خشية الله؟, لماذا يراعون نظر الناس ولا يراعون نظر الله؟
انه سؤال يحتاج الى وقفة كل منا يجدها في نفسه وهو يعصي ويخشى ان يراه الناس وهو يعلم ان الله يراه قال الله تعالى ( إِنَّا أَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِمَا أَرَاكَ اللّهُ وَلاَ تَكُن لِّلْخَآئِنِينَ خَصِيمًا. وَاسْتَغْفِرِ اللّهِ إِنَّ اللّهَ كَانَ غَفُورًا رَّحِيمًا . وَلاَ تُجَادِلْ عَنِ الَّذِينَ يَخْتَانُونَ أَنفُسَهُمْ إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبُّ مَن كَانَ خَوَّانًا أَثِيمًا . يَسْتَخْفُونَ مِنَ النَّاسِ وَلاَ يَسْتَخْفُونَ مِنَ اللّهِ وَهُوَ مَعَهُمْ إِذْ يُبَيِّتُونَ مَا لاَ يَرْضَى مِنَ الْقَوْلِ وَكَانَ اللّهُ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطًا)
لا شك ان السبب الاول من اسباب المعاصي هو عدم توقير الله في القلب, لو عظمنا الله جل جلاله في قلوبنا فعلت وصدق الله حين قال ما قدروا الله حق قدره.
ايها الاخوة في الله ان الخوف على قدر المعرفة والخشية على قدر العلم, قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أما إني أعلمكم بالله و أشدكم منه خشية. وقال الملك جل جلاله انما يخشى الله من عباده العلماء. فلو عرف الناس الله ما عصوه ولا تجرؤوا عليه بل لتبثوا على طاعته وراقبوه وراعوه, ولذا فضعف عظمة الله في قلب الانسان انما سببه الجهل بالله وأول سبيل لمعرفة الله وتعظيمه: التفكر, وهو عبادة مهجورة, اننا بحاجة للعمل بهذه العبادة والله عز وجل امر بها قال جل جلاله قل سيروا في الأرض فانظروا كيف بدأ الخلق ثم الله ينشيء النشأة الآخرة إن الله على كل شيء قدير".
وقال تعالى قل انظروا ماذا في السماوات والأرض وما تغني الآيات والنذر عن قوم لا يؤمنون وقال عز وجل أفلم ينظروا إلى السماء فوقهم كيف بنيناها وزيناها وما لها من فروج ( 6 ) والأرض مددناها وألقينا فيها رواسي وأنبتنا فيها من كل زوج بهيج ( 7 ) تبصرة وذكرى لكل عبد منيب ( 8 ) ونزلنا من السماء ماء مباركا فأنبتنا به جنات وحب الحصيد ( 9 ).
وقال الله أفلم يسيروا في الأرض فتكون لهم قلوب يعقلون بها أو آذان يسمعون بها فإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور.
سؤال احبتي في الله متى كانت آخر مرة نظرت فيها الى السماء وقلت ربنا ما خلقت هذا باطلا سبحانك فقنا عذاب النار.
اريد ان اجيب على السؤال الاول لماذا تكثر المعاصي في الصيف؟ السبب الاول هو الفراغ وان الناس يريدون ان يستمتعوا بنعم الله في معصية الله , يحاربونه عز وجل بنعمه, نعمة البحر الذي امرنا الله ان نتفكر فيه, خلعوا عنده ملابسهم واختلط الرجال بالنساء عرايا لا يراقبون الله,قال رسول الله صلى الله عليه وسلم احفظ عورتك فان استطعت ان لا يراها احد فافعل قالوا فان كان احدنا خاليا يا رسول الله قال الله احق ان يستحيى منه.
اين الحياء؟ هناك اناس اعطاهم الله مالا و صحة و اعطاهم بحرا يستخرج منه لحما طريا وترى فيهم مشاهد سبحان الملك, ثم هم يجلسون هناك يجاهرون الله بالعداوة عرايا دفعتهم استغلال نعمة الله لشهوة النفس والمتعة ونسوا ان الله ما خلق الارض والسماء بما فيهما الا ليعبد سبحانه وتعالى قال تعالى وما خلقنا السماء والارض وما بينهما لاعبين. وهذا جهل العبد بالله انهم يستعملون نعمه في المعاصي, قال الله (( إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلاَفِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لآيَاتٍ لِّأُوْلِي الألْبَابِ الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللّهَ قِيَاماً وَقُعُوداً وَعَلَىَ جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّار)
قام رسول الله صلى الله عليه وسلم حين مضى ثلث الليل ثم نظر الى السماء ثم قرا هذه الاية ثم قال ويل لمن قراها ولن يتدبر فيها.
كم مرت بناهذه الاية ولم نتفكر فيها, لذا احب ان اشير الى ان التفكر في ايات الله المتلوة المقروءة وايات الله المرئية المنظورة فنتفكر في القران ومنظر السماء, الجبال, والبحار وقد قال الملك وفي انفسكم افلا تبصرون.
انظر الى يدك وقلبها وانظر اليها كيف تقلب صفحات الكتاب و انظر الى الاصابع قال بعض الاطباء ان الانسان حين يقلب صفحة من الكتاب يستعمل اكثر من 1500 حاسة وانت لا تدري هذه النعم سبحان الله العظيم.
و صدق ابو سليمان الزهراني حين قال والله اني اخرج من بيتي فلا يكان يقع بصري علىشيئ إلا وارى لله فيه علي نعمة ولي فيه عظة وعبرة. الله اكبر
انظر اخي الى جميع اعضاء الجسم و انظر الى طفلك الرضيع وانت تتامل في خلق الله ما خلق الله هذا إلا بالحق, ان هذا المفيد في تعظيم الله في قلبك يفيد ايضا في ان يصرف بصرك عن الحرام, فتستعمل النظر فيما خلق له, قال الملك( أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُور)ِ قلوب اعماها الحرص اعمتها الدنيا , غلفتها المعاصي , غلب عليها الران فلما طغى الران على القلوب انتقل الى العيون فعميت العيون إلا عن رؤية المعاصي, اننا بحاجة ايها الاخوة الى تعبيد الحواس كما انك تعبد لسانك بتلاوة القران والذكر والامر بالمعروف والنهي عن المنكر, تعبد عينك فحين تنظر لا تنظر إلا الى ما يرضي الله.
ايها الاخوة الفائدة الثالثة من قضية توجيه النظر الى كتاب الكون المفتوح لكي يعظم الله في قلبك اولا ولتعبيد عينك ثم ايضا اعمال العقل, ان من اعظم الافات التي تواجه المسلمين في هذه الايام تعطيل عمل العقل لله, تجد طالبا في الثانوية يعصر ذهنه وركز بكل عقله لحل مسالة او لاجابة سؤال وانا اسالك بالله الذي خلقك هل استعملت عقلك بهذه الطريقة مرة لطاعة الله, الكل يسهو من السهو في الصلاة لماذا لا نركز بهذه الطريقة التي يركز بها هذا الطالب؟.
اننا امة للاسف نسير في القطيع لقد فوجئت عند قراءة إحصائية عن عدد سكان مصر الذين يملكون الدش في هذه الايام هل هؤلاء فقراء ويزعم ان هناك ازمة في الاقتصاد نقص في السيولة ركود اين الركود و قد صار عند كل الفقراء هذه الفضائيات, ثم هل عرفت الان لماذا تكثر المعاصي في الصيف لان الناس حريصون على ان ينجح ابناؤهم في الامتحانات ودخولهم الجامعة اكثر من حرصهم على دخول اولادهم الجنة, ففي ايام الامتحانات اغلق التلفاز وعطل الراديو و الغي الاغاني وامنع الزيارات وكف كل شيئ فان انتهت الامتحانات فافتح جميع أبواب معصية الله.
ايها الاحبة اني احبكم في الله حريص على ان تدخلوا الجنة, اللهم ارزقنا الجنة وما يقرب اليها من قول وعمل, وليس الجنة بالاماني , انما الجنة تكون بعملك فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه احدا.
نعم ان اعمال العقل في التفكر والتدبر والتامل والاعتبار وفي سلوك السبيل الى الله وفي الوصول الى الجنة وفي ان تكون مع الرسول صلى الله عليه وسلم في الفردوس الأعلى والإعمال في كيف تنجي اولادك من الفتن التي تحيط بابنائك في هذا الزمان و في كيف تحمي نساءك وبناتك ان يضلوا, ان هذه الامور تحتاج الى إعمال العقل , لكن بعض الناس جعل عقله لا يفكر إلا في الدنيا, اننا بحاجة الى ان نخرج من زحمة الحياة, لا لمعصية الله وانما لطاعة الله.
الى ماذا ينظر المسلم؟ تامل معي في هذه الاية التي هدد بها رسول الله صلى الله عليه وسلم الويل لمن قراها ولم يتدبر فيها وليس المقصود بالتدبر في الايات ان نربط بالايات الكونية بالنظريات الفلكية انما اقصد ان ننظر الى الشمس الى السماء الى الجبال الى النجم ثم نقول ربنا ما خلقت هذا باطلا سبحانك فقنا عذاب النار.
ايها الاخوة اننا بحاجة الى النظر الحقيقي لتطهير العين من الحرام. اننا في الصيف و انت تتامل طول النهار وقصر الليل وفي الشتاء طول الليل وقصر النهار تامل كيف يدخل الله الليل في النهار والنهار في الليل . (( إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلاَفِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لآيَاتٍ لِّأُوْلِي الألْبَابِ الَّذِينَ يَذْكُرُونَ الله )حين ينظر الى السموات والارض حين يتامل الليل والنهار يقول لا اله إلا الله , وهذا هو الذكر المطلوب لا ان يجلس على المسبحة ويذكر انما يقول لا اله إلا الله لا معبود إلا الله لا يكون الاه بحق إلا الله ربنا ما خلقت هذا باطلا فقنا عذاب النار,سبحان الملك ما الذي جاء بذكر النار حين التفكر هذا هو الار تباط هذه هي الثمرة هذه هي النتيجة الحقيقية حين تتفكر فتوقر الله وتعظمه في قلبك فتقول سبحان الملك من قلبك حين تركب الطائرة او الباخرة او السيارة سبحان الله ففي الثلاثة ايات
في الباخرة وهي تحر البحر ايات والطائرة وهي تجوب الافاق ايات والسيارة وهي تضرب في الارض وانت تنظر الى الصحارى والجبال ايات.
تقول سبحان الملك حين يعمل القلب بعد عمل العين فتعرف عظمة الله فتخشاه فكما ذكر سبحانه وتعالى ربنا ما خلقت هذا باطلا سبحانك فقنا عذاب النار ربنا انك من تدخل النار فقد أخزيته.
حين ترى الجبال بشموخها و السماء بارتفاعها و الارض بامتدادها والبحار بامواجها حين ترى الأزهار بألوانها والاشجار باوراقها وغصونها حين تتأمل في أصابع طفلك الرضيع وفي جميع اعضائه, حينها تقول انك من تدخل النار فقد أخزيته. ياله من خزي وأي خزي أن هذا العبد الذي خلق فأحسن خلقه وخلق له ما في الارض جميعا ثم يلقى في جهنم تأكله النار أي خزي بعد ان تكرم تهان, أي خزي بعد ان ذكرك الله بآياته المقروءة وآياته المنظورة ودعاك وعلمك ثم بعد ذلك تعصيه ,أي خزي بعد حين تقف بين يديه يوم القيامة فيقول الله لك عبدي لماذا جعلتني أهون الناظرين اليك عبدي لما عصيتني لما غفلت وأنا تسبح له السموات السبع والأرض ومن فيهن وان من شيء إلا يسبح بحمده, فلما تركت أنت التسبيح.
نعم أيها الإخوة إننا بحاجة إلى وقفة جادة للنظر لنستخرج هذه المعاني الثلاثة :
المعنى الأول: تعظيم الله و توقيره الذي يثمر خشيته.
المعنى الثاني: تنظيف العين وتطهيرها واستعمالها فيما خلقت له.
المعنى الثالث: إعمال العقل في طاعة الله, العقل المعطل الراكب للأمة, الذي لا يفكر إلا في الخراب والفساد لا يفكر إلا في المعاصي وفي الذنوب والشهوات وفي الدنيا.
إننا بحاجة الى تعبيد العقل للرب ان نستعمله في كيف نصحح عبادتنا كيف نتحاشى عن معصية الله كيف نصلح من بيوتنا وازواجنا واولادنا وكيف يهدي الله بنا المسلمين وكيف ننصر دين ربنا, اننا بحاجة الى تعبيد هذا العقل كما ينبغي وذلك بهذه العبادة المفقودة المغفول عنها عبادة التفكر والنظر, أيها الإخوة إن فيما تراه أمامك لو تاملت فيه نعما تحتاج الى هداية.
فاللهم اجعلنا ممن نظره عبرا وصمته فكرا و نطقه ذكرا. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين.
لا تنسونا من دعوة صالحة اختكم في الله المشتاقة للجنة