المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أزمة أخلاق


ابو تسنيم
10-26-2010, 12:50 AM
نعيش أزمة أخلاق ، في ظني هي السبب في تأخرنا عن كثير من الميادين ، وتقهقرنا عن ركب الحضارة الإنسانية ، مع أن رسولنا بعث ليتمم مكارم الأخلاق ، وكان مدرسة في الأخلاق بقوله وفعله وهديه وسمته ودله صلى الله عليه وسلم ، أدبه ربه فأحسن تأديبه ، وأثنى عليه بأبلغ الثناء فقال : ( وإنك لعلى خلق عظيم ) .

عجباً ترى ولا ينقضي العجب .. حق الكبير على الصغير ضائع ومهدر ، إن سلم من تأففه لم يسلم من تسوره المحراب ، وتطاوله ..حتى صار تقدير الكبير عملة نادرة وسلعة مفقودة .. يعجبني كثيراً بقايا خلق كريم قديم لا يتمسك به إلا البعض اليوم وهو : تقبيل يد الجدّ الكبير بطناً مع ظهر ، ويعجبني أكثر منه طأطأة الرأس بحضرته والسكوت عند إقباله وإفساح الطريق له ، وتقديمه ، والمسارعة لخدمته وإنجاز مهمته ، والذين يقومون بمثل هذه الأعمال اليوم قلة قليلة وسط ركام كثير لا يقيم للكبير وزنا ولا يعرف له حقاً وقدراً ، ألا إن هذا الأمر دين وأي دين ( إن من إجلال الله إكرام ذي الشيبة ) .

تجلس في مجلس فيطرح موضوع فيدلي كلٌ بدلوه ، العالم والجاهل والمتعالم .. الكل يبدي ويعيد ( غشيم متعافي ) بل يقطع حديثك أجهل من في المجلس من لا يعرف الكوع من البوع ، ليصرّ على رأيه ، ويتمسك بمذهبه ، فإذا سألته عن مصدره قال : والله سمعت ..!! ثقافة سماعية مصدرها برامج المسابقات أو صباح الخير ياعرب ، أو حتى افتح ياسمسم وفوازير رمضان يضاهي بها ( الغشيم المتعافي ) المتخصص الذي ينقل عن مصادر علمية !! ناهيك عن المقاطعات ورفع الأصوات ، ثم ينبري أحدهم فيخرج سيجارة يعكّر بها صفو المجلس ليضيف إلى التلوث الضوضائي تلوثاً بيئياً كربونياً دون مراعاة للحق العام في تنفس البقية الباقية في الجو من الأكسجين السالم من العوادم والملوثات .. عشرة يتحدثون دفعة واحدة وعشرة يمارسون الحديث والسماع في آن واحد في ذات اللحظة ، في جوٍ من الصراخ والزعيق أشبه ( بحراج السيارات وورش الحدادة ) .

في أمان الله كنت أسير في الشارع فرأيت الأخ مفتول الشارب يلقي بورقة المنديل من نافذة سيارته فأبديت أسفي وتأففي ، فشفع فعلته بأخرى أشد نكارة حين ألقى علبة مرطبات فارغة هكذا في عرض الطريق ( وإن كان عجبك )..

يا سادة مستوى أخلاقيات المجتمع تظهر واضحة للعيان من خلال الإبداعات الفنية التي لا يناسبها إلا ( الحمامات العامة ) ، ففيها ترى رسومات وتعبيرات وأشعاراً وووالخ وقديماً قال لي صديق : إذا أردت أن تعرف مستوى بلد إسلامي فعليك مراقبة صناديق الأحذية عند المساجد!!

زرت بلدين إسلاميين فطبقت قانون صاحبنا فوجدت أنهما بلغا من الرقي شأواً عظيماً .. جنوب أفريقيا وماليزيا ، وزرت بلاداً إسلامية أخرى فوجدت أحذية ولم أجد صناديق ، وأحيانا وجدت صناديق كأنها بروج مشيدة بأقفال ومفاتيح زعموا أنها صناديق للأحذية خشية السرقة ، ووجدت في بعضها صناديق وأحذية وبينهما خصومة وقطيعة .

يواعدك أحدهم في الخامسة فيأتي في التاسعة معتذراً بالزحام مع أن هناك ابتكاراً اسمه : الجوال وآخر اسمه رسائل ال sms

لا قيمة للعامل الذي يساهم في بناء البلد ونهضته ، نصيبه فقط قسوة في التعامل وتأخير للحقوق وازدراء في النظر ..الخ

ثم نريد منه أن يكون أميناً على الأبناء والنساء والممتلكات ..

أين إفشاء السلام وإلقاء التحية والبسمة التي هى مفتاح كل خير وصدقة من خير الصدقات ؟

عند المصعد يتدافع الناس ، كل يرفع شعار : نفسي نفسي ، في (ميكافيلية) فريدة وأنانية عجيبة بعيداً عن خلق الإيثار ، قريباً من الأنا وحبّ الذات ( أنا ومن بعدي الطوفان ) .

أزمة أخلاق تطال حتى المساجد ودور العبادة .. تقرأ سورة الكهف في أمان الله يوم الجمعة فلا تشعر إلا وقدماً هبطت من السماء ، وأحيانا قدماً عليها شراب بالٍ تصيبك رائحته بزكام إلى نهاية 2010م فتحاول أن تستوعب المنظر لتفيق على صاحبها قاطعاً الرقاب متخطياً الصفوف دون سابق إنذار أو استئذان ..وتجلس مستحضراً الهيبة والجلال في الحرم المكي تنتظر إقامة الصلاة فيفاجئك رجل يضيق عليك المكان الضيق أصلاً ثم يبادر بالتكبير كيما يتحاشى العتب !!

نحن إلى كثير من الأدب أحوج منا إلى كثير من العلم كما قال الأولون .

بقلم فضيلة الشيخ القارئ توفيق بن سعيد الصائغ

المشتاقة للجنة
10-26-2010, 01:28 PM
للاسف هذا واقعنا انعدام الادب في كثير من الاحوال و عدم التحلي بالخلق الحسن
وظني بذلك قلة الايمان والمعرفة باخلاق المسلم كيف يجب عليه ان يكون فالغالب نريد اصلاح شيئ او نقوم بشيئ ولو بسيط كرمي القمامة في مكانها المخصص تجد من يقول لك آه آه ارمهااا في الارض فالكل يرمي
وهذا ما وقع معي يوم السبت الا اني اصريت على ان امسك ما كان في يدي حتى وصلت الى مكان القمامة اعزكم الله ورميته وقلت لمن معي على الاقل احس اني احترم القوانين واردت في نفسي ان افعل شيئا جيدا ولا ابالي بمن هم حولي

لآسفة على الاطالة لكن هذه صورة من بعض الصور التي نعيشها يوميا وهي ان الناس يوقولن ومالي انا فالكل يفعل هذا ولا نبالي بمن هم محترمون ومؤدبون فقط نرى العيوب

جزاكم الرحمن خيرا

Nermeen
10-26-2010, 05:36 PM
إنا لله وإنا اليه راجعون
الاسلام علمنا كل شيء
والرسول ارشدنا كيف نعيش حياتنا وكيف نتصرف حتى طريقة لبس الحذاء ....كيف وماذا نقول عند لبسه
فسبحان الله
نحن نتجه الى من لا ينفعنا ويضرنا
وان احمل الغلط والمسؤلية ... ليس فقط للاهل والآباء والمدارس بل للمجتمع كله

اولا بالنسبة للاهل فلا يوجد عند الاهل مستجد الاب مشغول طوال النهار في العمل ولا ينتبه للاولاد
الذين تتحمل الام بنفسها ووحدها مسؤليتهم وهذا لا يكفي طبعا وخاصة اذا كانت الام تعمل هي ايضا فهنا البلاء اعظم
وخاصة اذا كانوا الاولاد والبنات في سن المراهقة
فهذا السن بوجود كل هذه المغريات وهذه الفتن على التلفزيونوفي الشارع وكل مكان
يجب ان يكون لهم رعاية خاصة
اما من ناحية المدرسة
فلا يوجد في المدارس الاهداف السامية التي من اجلها نعمل
فيجب ان يكون هدفنا من العمل كمعلمين ومعلمات ليس فقط اننا بحاجة الى النقود او المعاش الذي سناخذه في آخر الشهر
وسواء قمنا بواجبنا او لم ...سنأخذ المعاش
يجب ان نعرف باننانعمل لله تعالى
وان يكون هدفنا هو فعلا تعليم وتفهيم وإحتواء هؤلاء الطلاب
فتجد الطلاب يكرهون المدرس والدرسة والمعلم ويكرهون المادة
واصبح الطلاب لا يدرسون ويذاكرون دروسهم الا لانهم يريدون النجاح في الامتحان فقط
وليس لانهم هدفهم العلم والمعرفة لذلك بمجرد ان ينتهي العام الدراسي ينسون كل ما تعلموه

ولا ننسى دور الاعلام ....(المفسدون في الارض)
فهو له الدور الرئيسي ايضا في ضياع الشباب وضياع اخلاقهم
مما يقدم لهم من برامج ومسلسلات ليس هدفها الا ضياع الاخلاق والهوية ايضا

ولهذا وحتى لا أطيل اكثر عليكم
فانا اشفق على اولادنا وبناتنا
لما يتعرضون له مؤثرات خارجية سلبية
تنعكس على سلوكياتهم وتصرفاتهم

فلنحمد الله إذا... بانهم ليس لديهم مشاكل نفسية او انفصاف في الشخصية
وهذا موجود ايضا ولكن افضل من الدول الغربية
ولا حول ولا قووة الا بالله

ابو تسنيم
10-27-2010, 12:17 AM
نعم بارك الله فيكم فان حدث ما اقول وما تقولون لما كانت هذه الازمه التي نعاني منها جميعاً مع الجميع الا من رحم ربي
ردودكما في الصميم والموضوع مع الردوود لو نعمل بهم لكان الخير كل الخير في اخلاقنا ومعاملتنا