المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : السلبية وترك لفظ أنا مالي


المشتاقة للجنة
10-28-2010, 08:53 PM
السلبية.. وترك لفظ أنا مالي

بقلم الدكتور:- مصطفى شلبي (http://www.aljofe.com/vb/redirector.php?url=http%3A%2F%2Fwww.manaratweb.com %2Fnews.php%3Fnewsid%3D2366%23shalabai)

يقول الله تعالى: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لَا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ } (المائدة: 105). اللفظ وهذا الخلق السيئ: (أنا مالي)..


فقد شاع منذ فترة هذا اللفظ، فأدى إلى تخريب وتدمير كبير في كل مجالات الحياة، وهو ناتج عن السلبية واليأس والوهن، فتقطعت أواصر المجتمع، فالجار يرى المنكر في دار جاره ولا ينكره، والصديق يرى الآفات التي تعتري صديقه ولا ينصحه، والزميل يرى الهاوية التي يهوي فيها زميله ولا يوقظه... وهكذا.


المجتمع المسلم لابد أن يلفظ


فرأس الفساد كله هذا الخُلق الآتي:


أولاً: هذا اللفظ (أنا مالي) من صفات الكافرين؛ لقول الله تعالى: { لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ )87( كَانُوا لَا يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنْكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ )97} (المائدة)


روى أبو داود عن عبد الله بن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:


(إن أول ما دخل النقص على بني إسرائيل، كان الرجل يلقى الرجل فيقول يا هذا اتق الله ودع ما تصنع، فإنه لا يحل لك، ثم يلقاه من الغد، فلا يمنعه ذلك من أن يكون أكيله وشريبه وقعيده، فلما فعلوا ذلك ضرب الله قلوب بعضهم ببعض، ثم قال: { لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ }(2) الآية.


ثم قال: (كلا والله لتأمرن بالمعروف، ولتنهون عن المنكر، ولتأخذن على يد الظالم، ولتأطرنه على الحق أطراً، ولتقصرنه على الحق قصراً، أو ليضربن الله بقلوب بعضكم على بعض، ثم ليلعننكم كما لعنهم)(1).


ومن المخاطر الكبيرة: الفهم الخاطئ لهذه الآية: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لَا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ } (المائدة: 105).


قام أبو بكر رضي الله عنه فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: (أيها الناس إنكم تقرأون هذه الآية وتضعوها في غير موضعها، وإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (إن الناس إذا رأوا الظالم ولم يأخذوا على يديه، أوشك الله عز وجل أن يعمهم بعقاب منه)(2).


يقول الشيخ الشعراوي ــ رحمه الله ــ: (إن من هدايتكم أن تضربوا على أيدي العابثين الفاسقين).


قال الترمذي عن أمية الشعباني قال: أتيت أبا ثعلبة الخشني فقلت له: كيف تصنع في هذه الآية؟


قال: أية آية؟ قلتُ: قول الله تعالى: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ }.


قال: أما واللهِ لقد سألتُ عنها خبيراً، سألتُ عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: (بل ائتمروا بالمعروف، وتناهوا عن المنكر حتى إذا رأيتَ شُحاً مطاعاً وهوىً متبعاً، ودنيا مؤثرة، وإعجاب كل ذي رأي برأيه، فعليك بخاصة نفسك، ودع العوام، فإن من ورائكم أياماً، الصابر فيهن مثل القابض على الجمر، للعامل فيهن أجر خمسين رجلاً يعملون كعملكم).


قال عبد الله بن المبارك: وزاد غير عتبة: قيل: يا رسول الله صلى الله عليه وسلم أجر خمسين رجلاً منا أم منهم؟، قال: (بل أجر خمسين منكم)(1).


ولذلك أمر الله الملائكة أن تبدأ بهذا الرجل العابد، الذي كان يعبد الله ويرى المعاصي في كل مكان حوله، ولم يتمعر وجهه غضباً لله، فقال الله للمَلك: (به فابدأ).. لسلبيته.


الإسلام يكره السلبية التي من صورها (2):


1 ــ يكره الإسلام للمسلم أن يشتغل بما لا يعنيه، وأن يصرف وقته في التافه من الأمور، والخوض في الباطل من القول، أو حضور الزور من الفعل، أو الرد على إساءات الآخرين، ولهذا وصف الله المؤمنين بقوله تعالى: { وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ } (المؤمنون: 3)، { وَإِذَا سَمِعُوا اللَّغْوَ أَعْرَضُوا عَنْهُ وَقَالُوا لَنَا أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ سَلَامٌ عَلَيْكُمْ لَا نَبْتَغِي الْجَاهِلِينَ } (القصص: 55). ووصف عباد الرحمن بقوله: { وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا } (الفرقان: 63).


وفي الحديث: (مِنْ حُسْنِ إسلام الـمَرء تركه ما لا يعنيه)(3)، وقد اعتبر علماء السنة هذا الحديث أحد أحاديث أربعة يقوم عليها بناء الإسلام.


2 ــ يكره الإسلام للمسلم أن يصرف أصغريه (قلبه ولسانه) إلى اللعن للناس أو للأشياء، فليس المسلم سباباً ولا لعاناً، ولهذا جاءت جملة أحاديث وفيرة عن النبي صلى الله عليه وسلم كلها تقول: (لا تسبوا) منها: (لا تسبوا الموتى فإنهم أفضوا إلى ما قدموا)(4)، (لاتسبوا الدهر، فإن الله هو الدهر)(1)، (لا تسبوا الريح فإنها مأمورة)(2)، (لا تسبوا الـحُمَّى فإنها كفارة الخطايا)(3)، (لا تسبوا الديك، فإنه يوقظ للصلاة)(4).


3 ــ وأعجب من ذلك النهي عن سب الشيطان ذاته، مع ثبوت عداوته للإنسان وطرده من رحمة الله مذموماً مدحوراً، روى النسائي والطبراني والحاكم عن بعض الصحابة قال: (كنتُ رديف النبي صلى الله عليه وسلم فعثر بعيرنا، فقلتُ: (تعس الشيطان)، فقال لي النبي صلى الله عليه وسلم: (لا تقل تعس الشيطان فإنه يعظم حتى يصير مثل البيت، ويقول: بقوتي، أي صرعته بقوتي، ولكن قل: بسم الله، فإنه يصغر حتى يصير مثل الذباب).


إن سب الشيطان عمل سلبي لا يؤذي الشيطان نفسه، بل يسره ويرضي غروره، وإنما يؤذي الشيطان ويغيظه أن يتجه الإنسان إلى عمل إيجابي كأن يذكر الله تعالى، ويقول: (بسم الله)، فهذا يجعله يتضاءل ويصغر حتى يعدو كالذباب.








http://montada.khaledbelal.net/jannat/buttons/report.gif (http://montada.khaledbelal.net/report.php?p=907304)

المشتاقة للجنة
10-28-2010, 08:58 PM
الواقع الذي نعيشه: في الحياة اليومية ــ طفل يكسر شجرة.. أنا مالي ــ أطفال يتشاجرون.. أنا مالي ــ ولد يكسر زجاج مصلحة.. أنا مالي ــ إهدار مال عام.. أنا مالي ــ أولاد جارك في الخطأ أو قريب لك في الخطأ.. أنا مالي وتظل هكذا حتى يصل خطر أولاد جارك بالطبع إلى أولادك لأن السلوك السيئ يعدي.. الحريق في منزل جارك..أنا مالي، وينتقل الحريق إلى دارك والكل يقول: أنا مالي ويحترق منزل جارك ثم منزلك ثم المنزل المجاور حتى تحترق القرية كلها..


واقع الأمة: يُنتهك عرضها، وتُستباح حرماتها.. ماذا أنت صانع؟


التوصيات العملية:


ــ الدعاء للأمة.. والدعاء للمسئ بالهداية والرحمة.


ــ العمل والإنتاج حتى تتقدم الأمة وتزدهر اقتصادياً.


ــ أن نكون يداً واحدة.. فكل مَن رأى منكراً أو شيئاً خاطئاً لا ينتظر أن يطلب منه غيره إصلاح هذا الخطأ، ولكن يبادر هو بالإصلاح.


بعض الأطفال كانوا يلعبون بالصواريخ والألعاب النارية، ولم يأخذ أحد على أيديهم، فكانوا يزعجون المارة، ومن هؤلاء المارة امرأة تحمل طفلها الرضيع على يديها وعندما فزعت من الصاروخ الذي أحدث صوتاً هائلاً تحت قدميها رفعت يديها تلقائياً لأعلى ونسيت أن هناك طفلاً على يديها فسقط الولد على الأرض فمات!!


والآن احذِّر توابع هذا اللفظ السيئ على الأمة، وعلى المجتمع، وخاصة على الأسرة فإنه يدمِّرها، ويتشرد الأطفال، فلابد وأن يستشعر الأب والأم المسئولية.


مسئولية النفس والأهل:


يقول الله تعالى: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ } (التحريم: 6).


فالنداء للمؤمن.. ليوضح له ربه سبحانه وتعالى مسئوليته عن نفسه وعن ولده، وقد روى عبد الله بن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (كلكم راع ومسئول عن رعيته، الإمام راع ومسئول عن رعيته، والرجل راع في أهله ومسئول عن رعيته، والمرأة راعية في بيت زوجها ومسئولة عن رعيتها، والخادم راع في مال سيده ومسئول عن رعيته، وكلكم راع ومسئول عن رعيته)(1).


فلابد من ملازمة الطاعة والتقوى في كل حال.


فعن ابن عمرو رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (يا معشر المهاجرين خصال خمس إن ابتليتم بهن ونزلن بكم ـ وأعوذ بالله أن تدركوهن ـ: لم تظهر الفاحشة في قوم قط حتى يعلنوا بها إلا فشا فيهم الأوجاع التي لم تكن في أسلافهم، ولم ينقصوا المكيال والميزان إلا أُخِذوا بالسنين، وشدة المؤنة، وجور السلطان، ولم يمنعوا زكاة أموالهم إلا مُنِعُوا القطر من السماء، ولولا البهائم لم يمطروا، ولم ينقضوا عهد الله وعهد رسوله إلا سلط عليهم عدواً من غيرهم فيأخذ بعض ما في أيديهم، وما لم تحكم أئمتهم بكتاب الله إلا جعل بأسهم بينهم)(1).


الأوجاع: الأمراض، والسنين: الفقر، والقطر: المطر، وبأسهم: حربهم.


السلبية تضر السلبي قبل غيره: (الولد الأوسط والسلبية )


يتجلى هذا النموذج في سورة القلم" إِذْ أَقْسَمُوا لَيَصْرِمُنَّهَا مُصْبِحِينَ) أتضح من سياق الآيات أن هناك نقاشاً دار أثناء الاتفاق على منع حقوق الفقراء من الزكاة وكان الولد الأوسط يرفض ذلك المنع. ويذكر سياق الآيات أن الأرض كلها أحرقت فلماذا لم يترك الطائف (فَطَافَ عَلَيْهَا طَائِفٌ) لهذا الولد جزءاً من الأرض فقد كان يرفض المنع ؟؟!!!


ولكن الآيات تذكرنا بأنه ليس فقط عليك أن ترفض الفساد والخطأ وتتكلم ولكن عليك أن لا تسير مع المفسدين الظالمين فيجري عليك ما يجري عليهم جزاء سلبيتك " وَمَا ظَلَمَهُمُ اللَّهُ وَلَكِنْ أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ " آل عمران





اعجبني الموضوع فنقلته لكم ارجو الافدة للجميع

ابو تسنيم
10-29-2010, 07:32 PM
اكثرما نحن فيه حقيقةً بالسلبيه التي لا يسلم منها احداً الا من رحم ربي
ولي تنبه حديث
أول ما دخل النقص على بني إسرائيل، كان الرجل يلقى أخاه فيقول: يا هذا اتق الله ودع ما تصنع؛ فإنه لا يحل لك. ثم يلقاه من الغد فلا يمنعه ذلك من أن يكون أكيله وشريبه وقعيده، فلما فعلوا ذلك ضرب الله قلوب بعضهم ببعض. ثم قال: لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُدَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ كَانُوا لَا يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنْكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ تَرَى كَثِيرًا مِنْهُمْ يَتَوَلَّوْنَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَبِئْسَ مَا قَدَّمَتْ لَهُمْ أَنْفُسُهُمْ أَنْ سَخِطَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَفِي الْعَذَابِ هُمْ خَالِدُونَ
هذا الحديث في سنده انقطاع، هو منقطع، رواه أبو داود -وذكر المحقق- في سننه، والترمذي في باب التفسير، وضعفه الشيخ ناصر الدين الألباني ورواه ابن وضاح في البدع والنهي عنها، لكن الحديث له شواهد يرتقي بها إلى درجة الحسن لغيره يكون حسنا، والآية كافية في هذا

Nermeen
10-29-2010, 07:58 PM
جزاكِ الله خيرا على هذا الموضوع الطيب
اثناء قراءتي للموضع تكاثرت الافكار في مخيلتي وتذكرت عدة مواقف
الشاهد من الموضوع
ان الذي يرى الحق في هذه الايام وينصح به
يجد نفسه في معظم المواقف والاحيان وكأنه الوحيد الذي بلا عقل والاخرين هم العقلاء
لانه يقف ضد التيار
نحن تعلمنا من رسولنا الكريم صلى الله عليه وعلى آله وسلم
اننا يجب ان تكون ردة فعلنا ايجابية وان نصحح ما نرى من أخطاء بأي طريقة حتى لو بالكلام
ولكن ماذا نفعل في زمن
قد منعنا فيه حتى من الكلام


أنني ادعوا الله ان يغير هذا الحال بأفضل منه
وأن يردنا لديننا ردا جميلا

المشتاقة للجنة
11-09-2010, 08:39 PM
الله امين بارك الرحمن بك اخيتي نرمين

جزاك الرحمن خيرا اخي الفاضل على اضافتك شكرا لكم