المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الدرس الثالث (تتمت دروس اللسان) حركة اللسان


ابو تسنيم
01-03-2010, 09:48 AM
أضرُّ حركات الجوارح : حركة اللسان ، وهي أضرها على العبد .
واختلف السلف ، والخلف : هل يكتب جميع ما يلفظ به أو الخير والشر فقط ؟ على قولين ، أظهرهما الأول .
وقال بعض السلف : كل كلام ابن آدم عليه لا له إلا ما كان من الله وما والاه ، وكان الصدِّيق – رضي الله عنه – يمسك على لسانه ويقول : هذا أوردني الموارد ، والكلام أسيرك ؛ فإذا خرج من فيك صرت أنت أسيره . والله عند لسان كل قائل : {مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ} [ قّ:18].
ويامر الشيطان معاونيه بنصيحه لابد وان نتدبرها
قوموا على ثغر اللسان ؛ فإنه الثغر الأعظم ، وهو قبالة الملك ؛ فأجروا عليه من الكلام ما يضره ولا ينفعه ، وامنعوه أن يجري عليه شيء مما ينفعه : من ذكر الله تعالى ، واستغفاره ، وتلاوة كتابه ، ونصيحة عباده ، والتكلم بالعلم النافع ، ويكون لكم في هذا الثغر أمران عظيمان ، لا تبالون بأيهما ظفرتم :
أحدهما : التكلم بالباطل؛ فإن المتكلم بالباطل أخ من إخوانكم ومن أكبر جندكم وأعوانكم.
والثاني : السكوت عن الحق ؛ فإن الساكت عن الحق أخ لك أخرس ، كما أن الأول أخ ناطق ، وربما كان الأخ الثاني أنفع أخويكم لكم ، أما سمعتم قول الناصح (( المتكلم بالباطل شيطان ناطق ، والساكت عن الحق شيطان أخرس )) ؟
فالرباط الرباط على هذا الثغر أن يتكلم بحق أو يمسك عن باطل ، وزينوا له التكلم بالباطل بكل طريق ، وخوفوه من التكلم بالحق بكل طريق .
واعلموا يا بني أن ثغر اللسان هو الذي أهلك منه بني آدم وأكبهم منه على مناخرهم في النار ، فكم لي من قتيل وأسير وجريح أخذته من هذا الثغر ؟
وأُوصيكم بوصية فاحفظوها : لينطق أحدكم على لسان أخيه من الإنس بالكلمة ، ويكون الآخر على لسان السامع ؛ فينطق باستحسانها وتعظيمها والتعجب منها ، ويطلب من أخيه إعادتها ، وكونوا أعواناً على الإنس بكل طريق ، وادخلوا عليهم من باب واقعدوا لهم كل مرْصد ، أما سمعتم قسمي الذي أقسمت به لربهم حيث قلت : {قَالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ * ثُمَّ لَآتِيَنَّهُمْ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَنْ شَمَائِلِهِمْ وَلا تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ} [ الأعراف:17]
وقد حذرهم ذلك رسولهم - صلى الله عليه وسلم - وقال لهم : (( إن الشيطان قد قعد لابن آدم بطرقه كلها ، وقعد له بطريق الإسلام : فقال : أتُسلم وتذر دينك ودين آبائك ؟ فخالفه وأسلم ؛ فقعد له بطريق الهجرة ؛ فقال : أتهاجر وتذر أرضك وسماءك ؟ فخالفه وهاجر ؛ فقعد له بطريق الجهاد ؛ فقال : أتجاهد فتقتل فيقسم المال وتنكح الزوجة ؟ )) فهكذا فاقعدوا لهم بكل طرق الخير ، فإذا أراد أحدهم أن يتصدق فاقعدوا له على طريق الصدقة ، وقولوا له في نفسه : أتخرج المال فتبقى مثل هذا السائل ، وتصير بمنزلته أنت وهو سواء ؟ أو ما سمعتم ما ألقيت على لسان رجل سأله آخر أن يتصدق عليه ؛ فقال : هي أموالنا إن أعطيناكموها صرنا مثلكم ؟ واقعدوا له بطريق الحج ؛ فقولوا : طريقه مخوفة مشقة ، يتعرض سالكها لتلف النفس والمال ، وهكذا فاقعدوا على سائر طرق الخير بالتنفير عنها وذكر صعوبتها وآفاتها ، ثم اقعدوا لهم على طرق المعاصي فحسنوها في أعين بني آدم ، وزينوها في قلوبهم ، واجعلوا أكبر أعوانكم على ذلك النساء ؛ فمن أبوابهن فادخلوا عليهم ، فنعم العون هن لكم ) .
واخيراً هل كل ما يلفظ به اللسان يكتبه الملكين
إنَّ أي لفظ ينطق به المرء المكلف ، يدور في واحد من أحكام التكليف الخمسة :
الإباحة ، والوجوب ، والاستحباب ، والحرام ، والمكروه .
ولا خلاف يؤثر في أن جميع ما يتكلم به المرء من خير يؤجر عليه ، واجباً كان أو مستحباً، أو من شر تلحقه تبُعتُهُ محرماً كان أو مكروهاً: أن الملكْين المُوكَّليْن به يكتبانه.
وإنما الخلاف في : (( الكلام المباح )) هل يكتبه الملكان أم لا يكتبانه ؟ على قولين :
والصحيح الذي عليه عامة المحققين : أنهما يكتبانه ، لعموم قول الله - تعالى - : {مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ} [ قّ:18] .
فيكتب الملكان كل ما ينطق به الإنسان ، وأما النية الباعثة له ، فلا اطلاع لهما عليها ، فالله يتولاها . والله أعلم .
وهذا موقفنا اليوم وفي الغد باذن الله الاهم في كيفية التكفير عن ذلات اللسان ان قدر الله لنا البقاء واللقاء واعتذر عن الاطاله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

khaledbelal
01-03-2010, 11:19 AM
جزاك الله خيرا اخي الكريم على هذا الموضوع المفيد جدا

بارك الله فيك ونفع بك

المشتاقة للجنة
03-18-2010, 09:10 PM
جزاكم الرحمن خير الجزاء بما نفعتنا به

المشتاقة للجنة
09-08-2010, 05:34 PM
رفع الله قدركم اعادة القراءة بما يفيد النفس امر جميل