المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : دورة المشتاقون الى رمضان


أم عبد المنعم
07-04-2012, 03:28 AM
http://www.archive.org/download/graphics_01/163.gif



دورة المشتاقون إلى رمضان (http://www.way2allah.com/khotab-series-3784.htm)

http://www.archive.org/download/graphics_01/113.gif


تدور عجلة الزمن بسرعة مذهلة ترتجف منها القلوب الحية ، ذلك أن المسلم يكاد يطيش عقله عندما يقف مع نفسه محاسباً: ماذا قدّم فيما انقضى من أيام عمره ولياليه ؟؟ ويزداد خوفاً وفرقاً عندما يستحضر ما رواه الترمذي وابن ماجة وغيرهم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أعمار أمتي ما بين الستين إلى السبعين، وأقلهم من يجوز ذلك‏ ).‏فيا الله ما أقصر الأعمار .... !!! تبلغ الستين أو السبعين أو الثمانين أو المئة ، ثم تنتهي من الدنيا وتنتقل إلى الآخرة ، وهذا إن لم تتخطفك المنون فيسن الشباب أو الكهولة ....!!!!http://www.archive.org/download/graphics_01/110.gif


لكن عزاء المسلمين أن لهم رباً لطيفاً رحيما ، عوضهم بقصر أعمارهم ما يدركون به أعمال المعمرين مئات السنين ، وذلك بمضاعفة الأجور والحسنات بحسب شرف الأزمنة والأمكنة ومواسم الطاعات .ومن ذلك ما أنعم الله به على عباده بفضيلة شهر الصيام ففيه مضاعفة للحسنات، وتكفير للسيئات، وإقالة للعثرات ؛


http://www.archive.org/download/graphics_01/110.gif


هلال خير وبركة ، أطل علينا من بعيد ، فيا مرحباً بمقدم الضيف الحبيب ، أطل علينا سيد الشهور، وأفضلها على مر العصور، شهر القرآن والصيام والقيام ، شهر جعل الله صيامه فريضة ، وقيام ليله تطوعاً وفضيلة ، تُفتح فيه أبواب الجنان، وتُغلق فيه أبواب النيران ، وتصفد فيه الشياطين .

شهر المغفرة والرحمات والعتق من النيران ، شهر الصبر والمواساة ، شهر التكافل والتراحم، شهر التناصر والتعاون ، شهر الفتوحات والانتصارات، شهر تُرفع فيه الدرجات، وتُضاعف فيه الحسنات، وتُكفّر فيه السيئات، شهر فيه ليلة خير من ألف شهر، من حُرم خيرها فقد حرم ، ومن نال أجرها فقد فاز وغنم.

غمرت فرحة مقدمه الأفئدة ، وتلألأت به وجوه خاشعة ، وانشرحت فيه صدور مؤمنة.

http://www.archive.org/download/graphics_01/110.gif


أخواني واخواتي في الله بنا نعيش مع المشتاقين ونشتاق لما يشتاقون اليه

كل يوم باذن الله شوق فتابعونا اكرمكم الرحمن

ومع الشوق الاول

http://www.youtube.com/watch?v=QyERAd9bHD0

http://www.archive.org/download/graphics_01/21.gif



ولتحميل باقي السلسله من

هنا (http://www.way2allah.com/khotab-series-3784.htm)

أم عبد المنعم
07-04-2012, 03:29 AM
http://saaid.net/mktarat/ramadan/a765798e8f.gif


بسم الله الرحمن الرحيم
رمضان فرصة للتغيير الحقيقي..
عندما نصدق في تغيير القلب لا القالب..!!


رمضان تصفد فيه الشياطين... فلا يخلصون الى ماكانو يخلصون اليه من قبل!!
والصيام يضيق مجاري الشيطان الذي يجري من ابن آدم مجرى الدم...
وهذا هو أشد الأعداء لك وقد كفيت اياه
فياباغي الخير أقبل وياباغي الشر أقصر.

بقي العدو الثاني وهي النفس الامارة بالسوء.. التي بين جنبيك
فإنه بعد تضييق مجاري الشيطان فيضعف أمرها بالسوء...
وتكون العين التي تنظر والأذن التي تسمع إلى كل ماحولهما من مظاهر الطاعة والعمل الصالح
يرسلان للقلب اشارات بايقاظ الخشية من الله والحياء من الناس أن تقترف شيئا يجرح الصيام.
http://ia700704.us.archive.org/1/items/graphics_01/110.gif


فلذلك لو خلا الصائم بنفسه حيث لا يراه أحد..!!
لم يفكر بالفطر مهما بلغ به الأمر
بل ولو أعطي شيئا مقابل الفطر لم يفعل..
لما يجد في نفسه من التعظيم لشعائر الله.

فهذان العائقان من التغيير.. الشيطان والنفس
قد كفاك الله اياهما في هذا الشهر.
وطُرحت أمامك الحوافز والمغريات
لتساعدك في النهوض والتغيير الدائم لا المؤقت!!

تفتح أبواب الجنان وتزيّن لتشتاق النفس اليها
وتغلق أبواب النار لتطمئن النفس بعدم الولوج فيها ..
ثم تعدد الفضائل من صام ايمانا واحتسابا...وللصائم دعوة لاترد..وياباغي الخيرأقبل..
http://ia700704.us.archive.org/1/items/graphics_01/110.gif
ومن قام ايمانا واحتسابا..ومن فطر صائما..وليلة خير من الف شهر...و..و....و...
فضائل عظيمة كلها تدعوك للتغيير...
إذا لماذا لا نتغير؟؟أو نتغير مؤقتا ثم نعود؟؟

ليس المقصود من التغيير ان تتغير شكلا او تتغير مؤقتا ثم تعود

إنما المقصود ان يكون الصيام دفعة للأمام ورفعة للأعلى ليتم التغيير..


http://ia700704.us.archive.org/1/items/graphics_01/110.gif
الشوق الثاني
http://www.youtube.com/watch?v=yFfrJJe34q4

المشتاقة للجنة
07-04-2012, 02:17 PM
اللهم بلغنا رمضان

جزاك الرحمن خيرا وكل عام وانتم الى الله اقرب

أم عبد المنعم
07-05-2012, 04:16 AM
بسم الله الرحمن الرحيم

الحمدلله تعالى وهب وأنعم، وهدى وأكرم، والصلاة والسلام على سيد الأمم وعلى آله وأصحابه أرباب الهمم.

أخي المسلم: استشعار عظمة الله تعالى.. وجلاله..وملكه الذي لا تحيط به العقول.. وجبروته.. إن ذلك شغل القلوب التي عرفت الله تعالى.. وأفردته بالعبادة والقصد..

إن القلوب إذا استشعرت عظمة ملك الملوك، ملكها الخوف منه تبارك وتعالى.. والخشية.. والرهبة..

وهذه أخي المسلم وقفة أخرى في سلسلة المحاسبة.. وسؤال آخر، ينبغي أن يسأله كل مسلم لنفسه، هل هو من الباكين من خشية الله تعالى؟!

دموع الخائفين.. أغلى دموع!
وبكاء المخبتين.. أحلى بكاء!
وأنين المنيبين.. أصدق أنين!

خشية الله تعالى.. ملكت قلوب العارفين.. واستحوذت على أفئدة الصادقين..

البكاء من خشية الله تعالى، أصدق بكاء تردد في النفوس.. وأقوى مترجم عن القلوب الوجلة الخائفةhttp://ia700704.us.archive.org/1/items/graphics_01/110.gif
..قال يزيد بن ميسرة رحمه الله: "البكاء من سبعة أشياء: البكاء من الفرح، والبكاء من الحزن، والفزع والرياء، والوجع، والشكر، وبكاء من خشية الله تعالى، فذلك الذي تُطفئ الدمعة منها أمثال البحور من النار!"

أخي المسلم: ما أحلى دموع الخشية إذا أهملت من أعين الخائفين! هنالك تتنزل الرحمات.. وتُكتب الحسنات.. وتُرفع الدرجات!

فهل حاسبت نفسك يوماً: أين كنت من تلك اللحظات؟! أين كنت من ركب الباكين؟!

كم من دموع لغير الله أريقت!
وكم من بكاء لأجل شهوات النفوس توالى!

قال عبدالله بن عمر رضي الله عنهما: "لأن أدمع من خشية الله أحب إلى من أن أتصدق بألف دينار!"
http://ia700704.us.archive.org/1/items/graphics_01/110.gif
فهنيئاً لمن أسعفته الدمعات.. قبل حسرات يوم اللقاء!
هنيئاً لمن تعجل البكاء.. قبل حسرات يوم اللقاء!
فيا من شغلته الدنيا بغفلاتها!
ويا من صدته الشهوات بأباطيلها!
أنسيت أنك في ملك ملك الملوك؟!

أنسيت أنك في مُلك من ليس كمثله شيء تبارك وتعالى؟!

تذكر الجبار في ملكه.. والمتعالي في كبريائه..
تذكر من إليه مرجعك.. ومن هو أقرب إليك من حبل الوريد!
http://ia700704.us.archive.org/1/items/graphics_01/110.gif

فهل حاسبت نفسك أيها العاقل: كم مرة دمعت عيناك من خشية الله تعالى؟!

هل يتحرك قلبك إذا قرعك القرآن بوعيده؟!
هل يتحرك قلبك إذا رأيت القبور وسكونها؟!
هل تذكرت الموت وكرباته؟!
هل تذكرت القبر وأهواله؟!
هل تذكرت الحشر وشدائده؟!
هل تذكرت الصراط وفظائعه؟!
شدائد لا ينجو منها إلا أهل الصدق.. الذي استعدوا قبل الممات.. وأعدُّوا قبل الحسرات..
بكوا قبل يوم البكاء.. وهراقوا الدموع قبل يوم تصبح الدموع دماء!

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «عينان لا تمسهما النار: عينٌ بكت من خشية الله، وعينٌ باتت تحرس في سبيل الله» [رواه الترمذي]

وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا يلج النار رجلٌ بكى من خشية الله، حتى يعود اللبن في الضرع، ولا يجتمع غبارٌ في سبيل الله ودخانُ جهنم» [رواه الترمذي]

تابعوا معنا الشوق الثالث اكرمكم الرحمن
http://www.youtube.com/watch?v=aSxvxzSeAwA (http://www.kuwaitshr.com/vb/redirector.php?url=%68%74%74%70%3a%2f%2f%77%77%77% 2e%79%6f%75%74%75%62%65%2e%63%6f%6d%2f%77%61%74%63 %68%3f%76%3d%61%53%78%76%78%7a%53%65%41%77%41)

أم عبد المنعم
07-06-2012, 11:04 PM
هل تعرف الرضا بالله والرضا عن الله؟؟

الرضا بالله

ان ترضى به ربا خالقا مدبرا مهيمنا على خلقه.. وكلهم تحت قهره وسلطانه لاينازعه احد في أمره.. يحكم على الخلق ولا يحكمون عليه..وان تسلم له بأمره كله ولايصيب القلب تردد او حرج في التسليم والرضا بالله حاكما وربا خالقا مدبرا لأمره ومصرفا لخلقه يحكم مايشاءويفعل مايريد. سبحانه جل شأنه.

والرضا عن الله..

التسليم والرضا بكل ماقدر وقضى عليك به من الحوادث والاقدار كلها خيرها وشرها وان مااصابك لم ليكن ليخطأك وأن مااخطأك لم يكن ليصيبك وان الله هو الذي يدبر الامر وبيده ملكوت كل شي..وانه ارحم بك من نفسك واعلم بك من نفسك وان مااصابك من مصيبة فبما كسبت يداك ويعفو عن كثييير.. وانك عبد مملوك له تحت امره وقهره وقدرته ومشيئته وانه لايحدث شي بالكون الا بتدبيره وتصريفه.


فإذا علمت هذا..
فإن الجزع والتسخط لايرد من امرالله وقدره شي وهو دليل على عدم رضى العبد عن ربه ولذلك لايكون العبد راضيا عن الله حتى يسلم له بكل مايصيبه من خير او شر وان يملأ قلبه يقينا ان الله اراد به خيرا وانه ارحم به من نفسه..مع فعل الاسباب في جلب رضى الله ودفع سخطه..
والله المستعان‎

http://ia700704.us.archive.org/1/items/graphics_01/110.gif
تابعوا معنا الشوق الرابع لعلنا نكون منهم
http://www.youtube.com/watch?v=B5l3V-7uWQQ

أم عبد المنعم
07-06-2012, 11:33 PM
أخي واختي في الله..
دعني أحدثك عن ربي وربك قليلاً، عسى أن تصل هذه الكلمات إلى قلبك، فتحبه حبًا حقيقيًا، تعالوا نتعرف إلى الله ولكن بلغة تختلف عن جميع اللغات... إنها لغة الحب.

فمن العجب العجاب: كيف لا يمتلئ القلب بمحبة الله سبحانه وهذا إبداعه المذهل في كل مكان؟!!

هذا إحسانه العظيم مع كل نَفَس نتنفسه؟

هذا حلمه العجيب علينا وهو يرانا على ما يسخطه ثم هو لا يعاقب؟

هذا كرمه الهائل الذي يدير الرأس، ونحن نقبل عليه متلطخين فلا يتردد في قبولنا بل هو يفرح بعودتنا إليه ويبدل سيئات من عصاه حسنات إذا تاب إليه وأناب.

بالله عليك تصور هذه الصورة -ولله المثل الأعلى- فلو أنَّ إنسانًا مدَّ إليك يده ليساعدك أو يصافحك، فإذا أنت معرضٌ عنه، ملتفت في الاتجاه الآخر، وهو رغم هذه الإساءة الظاهرة ما زال مادًا يديه تجاهك، بالله لو رأيت هذا يحدث مع شخص ما، أما تزجر هذا المُعرِض، أما تنهاه عن قبح فعله، فماذا أنت صانع إذا علمت أنَّ الله جل في علاه: «يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار، ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل» [رواه مسلم].

واستحضر معي صورة أخرى لرجل محسن عنده أحد العاملين الفقراء، فالرجل لإحسانه لا يتركه دون أن يعطيه نفقته من طعام وشراب، ويسد عنه احتياجاته، وفي المقابل يطالبه ببعض الأعمال اليسيرة، فإذا بهذا العامل الفقير يتطاول على سيده ويخالف أوامره ويتكاسل عن أداء الأعمال التي كلفه بها، وإذا أدى هذه الأعمال فإنَّما يؤديها وفق هواه ومزاجه الشخصي، بالله أما يحق لهذا السيد أن يطرده، فإذا بك تراه لا يعاجله بالعقوبة بل يتركه ويعتذر له، فأي إحسان أعظم من هذا، ألا يكون هذا الرجل المحسن محل احترامك وثنائك، أظنك فهمت المعنى، ولله المثل الأعلى
.http://ia700704.us.archive.org/1/items/graphics_01/110.gif
وانظر إلى رب "ودود" يتودد إلى عباده الصالحين... نعم يتودد، وتسبق محبته لهم محبته له، {يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ} [المائدة: 54] وقد سبق نعيمه شكرهم، وهو من هو في الجلال والعظمة، فتصور أنَّ ملكًا عظيمًا له سلطانه وهيبته، ينزل إلى رعيته، فيتودد إليهم، ولا حاجة له منهم، يسألهم: هل من حاجة؟ هل تريد أي شيء؟

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذا مضى شطر الليل أو ثلثاه ينزل الله تبارك وتعالى إلى السماء الدنيا فيقول: هل من سائل يُعطي؟ هل من داع يُستجاب له؟ هل من مستغفر يُغفر له حتى ينفجر الصبح» [رواه مسلم].

يحبك وأنت لا تبادله حبًا بحب كما يليق به سبحانه!! نعم أحبك حين اصطفاك بالإسلام، فماذا صنعت لشكر هذه النعمة العظيمة.

عن عبيد الله بن الحسن قاضي البصرة قال: "كانت عندي جارية أعجمية وضيئة، فكنت بها معجبا، فكانت ذات ليلة نائمة إلى جنبي، فانتبهت فلم أجدها فلمستها، فلم أجدها، وقلت: شر. فلما وجدتالله.تها ساجدة وهي تقول: بحبك لي اغفر لي. قال: قلت لها: لا تقولي هكذا قولي بحبي لك. فقالت: يا بطال حبه لي أخرجني من الشرك إلى الإسلام، وحبه لي أيقظ عيني وأنام عينك.
قال: قلت: فاذهبي فأنت حرة لوجه الله، قالت: يا مولاي أسأت إليَّ كان لي أجران، وصار لي أجر واحد". (اعتقاد أهل السنة (4/654))

وكانت امرأة من العابدات تقول: بحبك لي إلا غفرت لي. فقيل: أما يكفيك أن تقولي بحبي لك؟ قالت : أما سمعت قوله {يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ} [المائدة: 54] فقدم محبته على محبتهم له. (فيض القدير (3/532))
http://ia700704.us.archive.org/1/items/graphics_01/110.gif
فيا لرحمة الله!! كم يحتقر الإنسان نفسه كلما تخيل هذا العطاء الرباني، ويرى ما هو فيه من عصيان وتنكر للجميل، غفرانك ربنا غفرانك.

أخي واختي في الله..
ما بالك تبتعد عنه وهو منك قريب، قال تعالى: {وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ} [ق: 16] وانظر إلى عظيم إحسانه، فمن تقرب إليه خطوة تقرب إليه ضعفها، من قاله مشىشى إليه، من أتاه يمشي أتاه هرولة.

أليس هذا عجيبًا لو أنَّ الأمر يُحسب بمعايير أهل الأرض، فلماذا يقبل السيد هكذا على عبد أعرض عنه وأخطأ في حقه، إنَّ عليه أن يسعى لتصحيح أخطائه، ويذهب إلى سيده ويقطع المسافات التي ابتعد بها عنه، دون أن يتحرك له سيده، حتى يتعلم الدرس جيدًا، لكن ترى السيد أول ما رأى عبده يتحرك له بادره فسعى تجاهه أكثر، أما يستحي هذا العبد بعد كل هذا؟!!

حبيبي في الله..
انظر لعظيم صفة ربك، هل تعرف أنَّ ربك "حيي " تدرى من أي شيء؟ إنَّه يستحي أن يرد يد الطالبين من فضله صفرًا، وقد يكون منهم مذنب ومقصر، فمن ذا الذي ذل له فما عرف العز؟ من الذي لجأ إليه فما أعانه، يا هذا إن لم يحدث لك هذا فاتهم نفسك لا تتهمه، فهو أهل الجود والفضل والإنعام والإكرام.

انظر إليه وهو يراك تتعصاه وتزعم وتفعل المنكرات، فيسترك ولا يفضحك، فإنَّه "ستير يحب الستر"، تخيل لو أنَّ والدًا محسنًا على ولده، يعطيه من كل ما يريد، فإذا بالولد يسرق أباه سرًا، وإذا به يُفاجأ بوالده أمامه يراه وهو يأخذ المال من خزانته، لا شك سترتعد فرائصه، وربَّما يظن أنها القيامة من هول الصدمة، فما كان في حسبانه أبدًا أن يكون والده أمامه في هذا الموقف، فإذا به يتلعثم أمامه، وتتخبط قدماه انتظارًا لرد فعله، فإذا به لم يزجره ولم يعنف عليه، بل رأيته لا يشعره بأنَّه رآه، ولسان حاله يقول: "أرجو أن لا تعود إلى مثل هذا"... فلو أنَّ لهذا الولد شعورًا وإحساسًا ماذا تُراه يفعل؟!!

http://ia700704.us.archive.org/1/items/graphics_01/110.gif
تعالوا معنا مع الشوق الخامس وتابعوا الدوره رحمكم الله
مع الشوق الخامس
http://www.youtube.com/watch?v=DXdQ1-ZCu8Y

أم عبد المنعم
07-09-2012, 02:55 AM
http://ia600704.us.archive.org/1/items/graphics_01/163.gif


كيف أتوب ؟





بسم الله الرَّحمن الرَّحيم
الحمد لله غافر الذنب، و قابل التوب، شديد العقاب، الفاتح للمستغفرين الأبواب، والميسر للتائبين الأسباب، والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم. أما بعد:

!أخي الفاضل اختي الفاضله: أكثر الناس لا يعرفون قدر التوبة ولا حقيقتها فضلاً عن القيام بها علماً وعملاً. وإذا عرفوا قدرها فهم لا يعرفون الطريق إليها، وإذا عرفوا الطريق فهم لا يعرفون كيف يبدءون؟

فتعال معي !أخي الفاضل اختي الفاضله لنقف على حقيقة التوبة، والطريق إليها عسى أن نصل إليها.
كلنا ذوو خطأ
!أخي الفاضل اختي الفاضله:
كلنا مذنبون... كلنا مخطئون.. نقبل على الله تارة وندبر أخرى، نراقب الله مرة، وتسيطر علينا الغفلة أخرى، لا نخلو من المعصية، ولا بد أن يقع منا الخطأ، فلست أنا و أنت بمعصومين { كل ابن آدم خطاء وخير الخطائين التوابون } [رواه الترمذي وحسنه الألباني].

والسهو والتقصير من طبع الإنسان، ومن رحمة الله بهذا الإنسان الضعيف أن يفتح له باب التوبة، وأمره بالإنابة إليه، والإقبال عليه، كلما غلبته الذنوب ولوثته المعاصي.. ولولا ذلك لوقع الإنسان في حرج شديد، وقصرت همته عن طلب التقرب من ربه، وانقطع رجاؤه من عفوه ومغفرته.

http://ia700704.us.archive.org/1/items/graphics_01/113.gif

أين طريق النجاة؟
قد تقول لي: إني أطلب السعادة لنفسي، وأروم النجاة، وأرجو المغفرة، ولكني أجهل الطريق إليها، ولا أعرف كيف ابدأ؟ فأنا كالغريق يريد من يأخذ بيده، وكالتائه يتلمس الطريق وينتظر العون، وأريد بصيصاً من أمل، وشعاعاً من نور. ولكن أين الطريق؟

والطريق !أخي الفاضل اختي الفاضله واضح كالشمس، ظاهر كالقمر، واحد لا ثاني له... إنه طريق التوبة.. طريق النجاة، طريق الفلاح.. طريق سهل ميسور، مفتوح أمامك في كل لحظة، ما عليك إلا أن تطرقه، وستجد الجواب: وإني لغفار لمن تاب وءامن وعمل صالحاً ثم اهتدى [طه:82]. بل إن الله تعالى دعا عباده جميعاً مؤمنهم وكافرهم الى التوبة، وأخبر أنه سبحانه يغفر الذنوب جميعاً لمن تاب منها ورجع عنها مهما كثرت، ومهما عظمت، وإن كانت مثل زبد البحر، فقال سبحانه: قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعاً إنه هو الغفور الرحيم [الزمر:53].


http://ia700704.us.archive.org/1/items/graphics_01/113.gif
لله أشد فرحا بتوبة عبده حين يتوب إليه







ثبت في الصحيحين عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال : \" لله أشد فرحا بتوبة عبده حين يتوب إليه من أحدكم كان على راحلته بأرض فلاة , فانفلتت منه , وعليها طعامه وشرابه فأيس منها فأتى شجرة فأضطجع في ظلها – قد أيس من راحلته – فبينا هو كذلك إذا هو بها قائمة عنده فأخذ بخطامها ثم قال من شدة الفرح اللهم أنت عبدي وان ربك – أخطأ من شدة الفرح – \"

سبحان الله ... وما أجمل تلك الحكاية التي ساقها ابن القيم رحمه الله في مدارج السالكين حيث قال : \" وهذا موضع الحكاية المشهورة عن بعض العارفين أنه رأى في بعض السكك باب قد فتح وخرج منه صبي يستغيث ويبكي , وأمه خلفه تطرده حتى خرج , فأغلقت الباب في وجهه ودخلت فذهب الصبي غير بعيد ثم وقف متفكرا , فلم يجد له مأوى غير البيت الذي أخرج منه , ولا من يؤويه غير والدته , فرجع مكسور القلب حزينا . فوجد الباب مرتجا فتوسده ووضع خده على عتبة الباب ونام , وخرجت أمه , فلما رأته على تلك الحال لم تملك أن رمت نفسها عليه , والتزمته تقبله وتبكي وتقول : يا ولدي , أين تذهب عني ؟ ومن يؤويك سواي ؟ ألم اقل لك لا تخالفني , ولا تحملني بمعصيتك لي على خلاف ما جبلت عليه من الرحمة بك والشفقة عليك . وارادتي الخير لك ؟ ثم أخذته ودخلت .


http://ia700704.us.archive.org/1/items/graphics_01/113.gif
وأخيراً... !!أخي الفاضل اختي الفاضله
فِر الى الله بالتوبة، فر من الهوى... فر من المعاصي... فر من الذنوب... فر من الشهوات... فر من الدنيا كلها... وأقبل على الله تائباً راجعاً منيباً... اطرق بابه بالتوبة مهما كثرت ذنوبك، أو تعاظمت، فالله يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار، ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل، فهلمّ أخي الحبيب الى رحمة الله وعفوه قبل أن يفوت الأوان.


لا تغتر بستر الله وتوالي نعمه
!أخي الفاضل اختي الفاضله:
بعض الناس يسرف على نفسه بالذنوب والمعاصي، فإذا نُصح وحذّر من عاقبتها قال: ما بالنا نرى أقواماً يبارزون الله بالمعاصي ليلاً ونهاراً، وامتلأت الأرض من خطاياهم، ومع ذلك يعيشون في رغد من العيش وسعة من الرزق. ونسي هؤلاء أن الله يعطي الدنيا لمن يحب ومن لا يحب، وأن هذا استدراج وإمهال من الله حتى إذا أخذهم لم يفلتهم، يقول : { إذا رأيت الله يعطي العبد في الدنيا على معاصيه ما يحب فإنما هو استدراج، ثم تلا قوله عز وجل: فلمّا نسوا ما ذكّروا به فتحنا عليهم أبواب كل شئ حتى إذا فرحوا بما أوتوا أخذناهم بغتة فإذا هم مبلسون، فقُطع دابر القوم الذين ظلموا والحمد لله ربّ العالمين } [رواه أحمد وإسناده جيد].


أسأل الله تعالى أن يجعلني وإياك من التائبين حقاً، المنيبين صدقاً، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.







تابعوا معنا اخواني واخواتي في الله ومع الشوق السابع
http://www.youtube.com/watch?v=q9B1_EsP0oU
وانتظرونا مع شوق جديد من أشوق المشتاقين فى رمضان
دمتم بخير

أم عبد المنعم
07-09-2012, 03:19 AM
http://ia600704.us.archive.org/1/items/graphics_01/163.gif
http://t0.gstatic.com/images?q=tbn:VxY8eyvtpOPlYM:http://el-3amal.com/news/files/news/29563.jpg
بسم الله الرحمن الرحيم

(وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَابَةً لِلنَّاسِ وَأَمْنًا)مثابه اي تثوب اليه القلوب



(رَبَّنَا إِنِّي أَسْكَنْتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُوا الصَّلَاةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُمْ مِنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ )




الكعبة -بيت الله -لله بيت في الارض؟سبحان الله
فأين المشتاقون للكعبة ؟الست مشتاق لتقبيل الحجر الاسود؟ الست مشتاق ان تقف على الملتزم ؟ اين دموع الشوق للكعبه؟http://t1.gstatic.com/images?q=tbn:4CVFVC8HKLKjxM:http://salemsalem.jeeran.com/%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%AC%D8%B1%2520%D8%A7%D9%84%D8 %A3%D8%B3%D9%88%D8%AF.JPGhttp://t0.gstatic.com/images?q=tbn:79bMBiSDV-pRuM:http://wh-em.com/mt7f-7r/data/media/166/ip042.jpg


ففي ربعـــــهم لله بـــــــــــيت مبــــــــارك *** إليه قلــــوب الخـــــــــلــــق تهـــوى وتهـــواه
**يطوف بــــــــه الجــــــــــاني فيـــغفر ذنبه * ويسقط عنه جــــــــــــــرمــــــــه وخطايــــاه
فكـــــم لــذة كـــم فرحـــة لطوافـــــــــــه *** فالله ما أحلى الــطـــــــــــــواف وأهنــــــــاه
نطــــــوف كأنـــا في الجنــــــــان نطوفهــا *** ولا هــــم ولا غـــم فــــــــــــذاك نـــفــــيــناه
فيا شوقنا نــــــــــــحو الطواف وطيبــــــــه *** فذاك شـــــــــــــــــــوق لا يحــــــاط بمعناه
فمن لم يذقه لــــــــــــــم يذق قط لـــــــــذة *** فذقه تـــــــذق يا صـــــاحي ما قــــــــد ذقنــاه


http://alrekab.com/vb/images/smilies/flr.gifمشهد الكعبة تهفو إليه قلوب ملايين المؤمنين.. مشهد يذيب أقسى القلوب.. ويغرق المحبين في نهر الدموع.. تشعربحلاوة الذل إلى الله وعظمة التوسل إليه وفتح باب رحمته.


http://alrekab.com/vb/images/smilies/flr.gifلقد جاء سيل اطبق على الكعبة وطاف عبد الله بن الزبيرسباحه -- وكان يطيب الكعبة حتى كان يوجد ريحها من مسافة بعيدة وما ذلك الالشده حبه وشوقه للكعبةhttp://t3.gstatic.com/images?q=tbn:T68rFUVeAFMgtM:http://www.alfalaq.com/images/mak21.jpg

http://ia700704.us.archive.org/1/items/graphics_01/113.gif
يقول الإمام أحمد بن حنبل:
كنت أطوف بالكعبة وأثناء الطواف جاورني رجل يقول: يا رب ملابسي بسيطة كما ترى.. وابنتي ضعيفة كما ترى، وزوجتي بسيطة كما ترى، يا من يرى الذي بنا ولا يُرى.
فأشفق الإمام أحمد بن حنبل على الرجل، فأخذ مالا واقترب منه ثم وضعه في يده، ففزع الرجل وقال: ما هذا، أنا رجل واسع الثراء.
فقال له الإمام ابن حنبل: فلم تفعل ما تفعل؟ قال: يا إمام.. يحب الله أن ندخل عليه من باب الذل، فقلت أذل نفسي لربي، فوالله إن ملابسي لبسيطة في جوار ما في الجنة وإن أبنتي لضعيفة بجوار قدرة الله، أنا لم أكذب نحن فعلا مساكين "


وقد يبتلي الله الناس بالمصائب. ليعودوا ويرجعوا إليه، يريد أن ينبه الإنسان إلى تصاعد درجة غروره وأنت في المصيبة تتذوق حلاوة القرب إلى الله.


http://alrekab.com/vb/images/smilies/flower.gifقال احدهم
تنزل علي المصيبة، ولولا أنه من الحرام أن أدعو الله أن يطول أمد هذه المصيبة لفعلت ذلك فلما سألته: لماذا؟ قال: أتذوق أشياء لم يكن باستطاعتي تذوقها وأنا في ظروف البهجة والسرور..
الله سبحانه يقف إلى جانب المنكسر إذا دعاه .. الله سبحانه أنزل بك المصائب لكي تعبده وتلجأ إليه وتدعوه وأنت ذليل له.

وقد يؤخر الله إجابة الدعاء لكي تلح عليه أكثر.. وحين تتأخر إجابة الدعاء تغضب وتقول: لن أدعوه مرة أخرى.
http://ia700704.us.archive.org/1/items/graphics_01/113.gif
http://alrekab.com/vb/images/smilies/flower.gifفأحلى العبادات هي التي تتم بانكسار وذل لله.. وهذا قمة الإيمان، فلو وصلت إلى هذه الدرجة في عبادتك، تمسك بها وتشبث. لأن الله سوف يعزك بعدها عزا كبيرا. وسوف تتذوق من حلاوة الإيمان ما لا تعادله لذات الدنيا كلها.

وقد يؤخر الله دموعك، فترى الناس كلها وأنت تطوف بالكعبة . خاشعة تنهمر دموعها بغزارة، وأنت لا تبكي، أتعرف لماذا بفعل بك ذلك؟.. لتظل واقفا على بابه كثيرا، ربما لو فتح لك وذرفت الدمعتين، تدير له ظهرك بعد تفريغ الطاقة، الله سبحانه يريدك واقفا متضرعا على بابه فإذا لم تبك، لا تحزن، فالله يريدك واقفا على بابه، ولا يريدك أن تنصرف عنه.


والعلماء يقولون: لا تسأم من الوقوف على بابه ولو طردت، ولا تقطع الاعتذار ولو رددت، قل له: سأظل واقفا على بابك حتى تفتح لي باب رحمتك، ولو لم تسقط الدموع أو يأت الخشوع، لا تقل لن أتي إليك مرة أخرى.


قل في دعائك إلهي أنخنا مطايانا ببابك ووقفنا على بابك وطرقنا الأبواب فإن لم تفتح لنا فهي مصيبة، فافتح لنا أبواب رحمتك.

هل تستطيع الوصول إلى هذه الدرجة من الذل لخالقك؟.. تقول له: أنا واقف ببابك ولن أنصرف، "لا تسأم من الوقوف على بابه ولو طردت، ولا تقطع الاعتذار ولو رددت فإن فتح الباب للمقبولين فادخل دخول المتطفلين، ومد يدك وقل له: مسكين فتصدق علي، فإنما الصدقات للفقراء والمساكين.
http://ia700704.us.archive.org/1/items/graphics_01/113.gif
يا من أمرتنا بعتق الرقاب، أعتقنا، يا من أمرت بالعفو عن الناس، أنت تحب العفو فأعف عنا.


اسمعه وهو يقول:
"يا أيها الناس أنتم الفقراء إلى الله" ليس فقر أموال، لكنه فقر مطلق، فقر في كل شيء، كل ذرة فيك تحتاج إلى الله، فلماذا أنت متكبر؟.
"أنتم الفقراء إلى الله والله هو الغني الحميد"..
غنى مطلق، غنى في كل شيء، "إن يشأ يذهبكم ويأتِ بخلق جديد"..
وهذا ليس صعبا على الله، زلزال مدته 40 ثانية يموت فيه 40 ألف شخص، إن يشأ يذهبكم، "تسونامي" تغرق بلادا بأكملها بالطوفان وتبتلع شعوبا في ثوان.. ويأتي بخلق جديد..
أعاصير لا ترد، تدمر أعتى الدول قوة، وتجعلها لا حول لها ولا قوة.. "وما ذلك على الله بعزيز"... هو يبعث برسائله المختلفة إلينا.
زلازل وأعاصير وفيروسات تقضي على الطيور والحيوانات والناس "أنتم الفقراء" هذا الفقر كلما أحسست به داخل قلبك، وأنت تركب أفخم السيارات وتلبس أغلى الملابس، الفقر أن يستشعر قلبك ذلك لله تبارك وتعالى،
استشعروا فقركم يمدكم بغناه استشعروا ذلكم يمدكم بعزه استشعروا حاجتكم إليه، يمدكم بعطائه، اسمعه وهو يقول للمؤمنين: "لقد نصركم الله ببدر وأنتم أذله".. يسجد له من في السماوات ومن في الأرض والشمس والقمر والنجوم والجبال والشجر والدواب ويأتي من البشر من يأبى السجود والسجود هنا ليس سجود الصلاة، لكنه الخشوع لله، فكيف يخشع لله كل هؤلاء. بينما الإنسان يتمرد ويركبه الغرور.


فكلما تذللت له أكثر، يحبك أكثر، ويكرمك أكثر، ويعزك ويرفعك أكثر.
نسأل الله أن يمن علينا بتذوق عبادة الذل لله ليغفر لنا خطايانا ويعفو عنا، ويتقبل دعاءنا.

ولاتنسَ ان أحلى معنى للإيمان تتذوقه في حياتك يوم ينكسر القلب لله، يوم تحس أنك ذليل بين يدي الله ويعينك على هذه العبادة القرآن.


نسأل الله ونحن في رحابه وعلى أبواب بيته الحرام في مكة المكرمة، أن يفتح لنا باب الرحمة والمغفرة وأن يتقبل منا خشوعنا ودعاءنا ويحشرنا في زمرة المساكينhttp://www.muslmh.com/vb/images/smilies/wrrrd.gif. http://t0.gstatic.com/images?q=tbn:cZB08SeOT8xsIM:http://www.islam-network.net/Vb/imgcache/2/5819alsh3er.jpg

تابعوا معنا هذا الشوق التي تهفوا اليه القلوب
ومع الشوق الثامن
http://www.youtube.com/watch?v=gb_HzT5EmUE
وانتظرونا مع شوق جديد من أشوق المشتاقين فى رمضان
دمتم بخير

ابو تسنيم
07-09-2012, 08:53 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

ارجوا الله ان يجعلها في ميزان حسناتكم

تم النشر في غيرما مكان ليعم النفع

أم عبد المنعم
07-11-2012, 04:28 AM
http://ia600704.us.archive.org/1/items/graphics_01/163.gifhttp://1.bp.blogspot.com/---oyE2L6CDM/TWGMyZOmnyI/AAAAAAAAAKc/JJMidPvzYKA/s1600/128709578.jpg
يقول ابن القيم (( وكيف يقدر قدر دار غرسها الله بيده وجعلها مقرا لأحبابه ، وملأها
من رحمته وكرامته ورضوانه ، ووصف نعيمها بالفوز العظيم وملكها بالملك
الكبير ، وأودعها جميع الخير بحذافيره : وطهرها من كل عيب وأفه ونقص
فأن سألت عن أرضها وتربتها فهى المسك والزعفران ، وأن سألت عن سقفها
فهو عرش الرحمن ، وإن سألت عن بلاطها فهو المسك الأذفر ، وإن سألت
عن بنائها فلبنه من فضه ولبنه من ذهب ))...
http://ia700704.us.archive.org/1/items/graphics_01/113.gif
* وإن سألت عن أشجارها فما فيها شجره إلا وساقها من ذهب وفضه لا
من الحطب والخشب.. وإن سألت عن ثمرها فأمثال القلال ألين من الزبد
وأحلى من العسل ..
*وإن سألت عن ورقها فأحسن ما يكون من رقائق الحلل ، وإن سألت عن
أنهارها فأنهار من لبن لم يتغير طعمه وأنهارمن خمر لذه للشاربين ، وأنهار
من عسل مصفى ، وإن سألت عن طعامهم ففاكهه مما يتخيرون ولحم طير
مما يشتهون ، وإن سألت عن شرابهم فالتسنيم والزنجبيل والكافور ، وإن
سألت عن أنيتهم فأنيه الذهب والفضه فى صفاء القوارير ...
http://ia700704.us.archive.org/1/items/graphics_01/113.gif
فحى على جنات عدن فأنها ... منازلنا الأولى وفيها المخيم
ولكننا سبى العدو فهل ترى ... نعود إلى أوطاننا ونسلم
* وهذا وإن سألت عن يوم المزيد وزياره العزيز الحميد ورؤيه وجهه
المنزه عن التمثيل والتشبيه ، كما ترى الشمس فى الظهيره والقمر ليله
البدر كما تواتر عن الصادق المصدوق النقل فيه ، فاستمع يوم ينادى
المنادى : يا أهل الجنه إن ربكم تبارك وتعالى يستزيركم فحى على
زيارته ، فيقولون : سمعا وطاعه ، وينهضون إلى الزياره مبادرين
فأذا بالنجائب قد أعدت لهم فيستوون على ظهورها مسرعين ، وحتى إذا
انتهوا إلى الوادى الأفيح الذى جعل لهم موعدا ، وجمعوا هناك فلم يغادر
الداعى منهم أحدا ، أمر الرب تبارك وتعالى بكرسيه فنصب هناك
ثم نصبت لهم منابر من نور ومنابر من لؤلؤ ومنابر من زبرجد ومنابر
من ذهب ومنابر من فضه ، وجلس أدناهم وحاشاهم فيهم دنى على كثبان
المسك ما يرون أن أصحاب الكراسى فوقهم فى العطايا ، حتى إذا استقرت
بهم مجالسهم واطمأنت بهم أماكنهم نادى المنادى : يا أهل الجنه إن لكم
عند الله موعدا يريد أن ينجزكموه . فيقولون : ما هو ؟! ألم يبيض
وجوهنا ويثقل موازيننا ويدخلنا الجنه ويزحزحنا عن النار . فبينما هم
كذلك إذ سطع لهم نور أشرقت له الجنه فرفعوا رؤوسهم فأذا الجبار جل
جلاله وتقدست أسماؤه . وقد أشرف عليهم من فوقهم . وقال : يا أهل الجنه
سلام عليكم فلا ترد هذه التحيه بأحسن من قولهم : اللهم أنت السلام ومنك
السلام تباركت يا ذا الجلال والأكرام ، فيتجلى لهم الرب تبارك وتعالى
ويضحك إليهم ، ويقول : يا اهل الجنه فيكون أول ما يسمعون منه تعالى
( أين عبادى الذين أطاعونى بالغيب ولم يرونى فهذا يوم المزيد فيجتمعون
على كلمه واحده : قد رضينا فارض عنا ، فيقول : يا أهل الجنه إنى لو لم
أرض عنكم لم أسكنكم جنتى ، هذا يوم المزيد فاسألونى : فيجتمعون على
كلمه واحده : أرنا وجهك ننظر إليه . فيكشف لهم الرب جل جلاله الحجب
ويتجلى لهم فيغشاهم من نوره ما لولا أن الله تعالى قضى أن لا يحترقوا
لاحترقوا . ولا يبقى فى ذلك المجلس أحد إلا حاضره ربه تعالى محاضره
حتى إنه يقول : يا فلان أتذكر يوم فعلت كذا وكذا ؟ يذكره ببعض غدراته
فى الدنيا ، فيقول : يارب ألم تغفر لى ؟ فيقول : بمغفرتى بلغت منزلتك
هذه
http://ia700704.us.archive.org/1/items/graphics_01/113.gif ...
* وأخيرا بعد أن عشنا مع بعض رحله الفرحه ومشاهدها بقى لكل واحد فينا
يسأل نفسه سؤال واحدا

* هل تستحق الدنيا أن تجعل المؤمن ينشغل بها عن طاعه الله
جل وعلا وأن يحرم من تلك الفرحه وأن يحرم من الجنه الجنه ؟؟!!
* كلا والله .... لأن الدنيا كلها لا تساوى عند الله جناح بعوضه ولذلك قال الحبيب
صلى الله عليه وسلم (( الدنيا ملعونه ملعون كا فيها إلا ذكر الله وما والاه وعالما
ومتعلما ))

* بل أن الله جل وعلا حينما يسأل الكفار والمنافقين ويوقل لهم (( كم لبثتم فى الأرض
عدد سنين ؟؟ )) فأنهم يشهدون أن الدنيا كلها وبكل ما فيها من نعيم ولذه فانيه لا تساوى
يوما (( قالوا لبثنا يوما أو بعض يوم فسئل العادين )) فيبكتهم الله عز وجل ويقول تعالى
{ بل لبثتم إلا قليلا لو إنكم كنتم تعلمون }


* يقول الأمام ابن القيم فى كتابه القيم ( حادى الأرواح إلى بلاد الأرواح )

اللهم ان نسألك الجنه وما قرب اليها من قول وعمل



اللهم ارزقنا لذة النظر الى وجهك الكريم والشوق الى لقائك


تعالوا معنا نبحر اكثر لننال هذه المنزله



http://ia700704.us.archive.org/1/items/graphics_01/113.gif
ومع الشوق الثامن


http://www.youtube.com/watch?v=IyQ50D417Fg

أم عبد المنعم
07-11-2012, 05:11 AM
http://www.islamweb.net/PicStore/Random/1305697259_167767.jpg

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه ومن والاه, وبعد:
فإن هذا الدين الحنيف يحث على مكارم الأخلاق من عفة ومروءة وحسن خلق وصلة رحم ... وغيرها من الأخلاق التي عظم الشرع أجر من تحلى بها، ومن جملة هذه الأخلاق الكريمة خلق الصدق الذي أمر الله بالتحلي به فقال تعالى:
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ وَكُونُواْ مَعَ الصَّادِقِين}.
وقال النبي صلى الله عليه وسلم: " عليكم بالصدق...". الحديث.
وللصدق معانٍ كثيرة ولكن حديثنا هنا عن الصدق مع الله تعالى، قال ابن القيم رحمه الله تعالى: [ليس شيء أنفع للعبد من صدق ربه في جميع أموره، مع صدق العزيمة، فيصدقه في عزمه وفي فعله قال تعالى: { فَإِذَا عَزَمَ الأَمْرُ فَلَوْ صَدَقُوا اللَّهَ لَكَانَ خَيْرًا لَّهُم}
فسعادته في صدق العزيمة وصدق الفعل .... ومن صدق الله في جميع أموره صنع له فوق ما يصنع لغيره].أ.هـ.
وقد امتدح الله تعالى بعض عباده ووصفهم بالصدق، فقال عن عبده وخليله إبراهيم عليه السلام:
(وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقاً نَبِيّاً) (مريم:41)






http://ia700704.us.archive.org/1/items/graphics_01/113.gif

" الصدق مع الله " أجل أنواع الصدق ، ويكون المسلم صادقاً مع ربِّه تعالى إذا حقَّق الصدق في جوانب ثلاثة : الإيمان والاعتقاد الحسَن ، والطاعات ، والأخلاق ، فليس الإيمان بالتمني ولا بالتحلي ، والصادق فيه هو من حققه على الوجه الذي أراده منه ربه تعالى ، ومنه الصدق في اليقين ، والصدق في النية ، والصدق في الخوف منه تعالى ، وليس كل من عمل طاعة يكون صادقا حتى يكون ظاهره وباطنه على الوجه الذي يحبه الله تعالى .
وقد بَينَّ الله تعالى الصادقين في آية واحدة ، وهي قوله عز وجل : (لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آَمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ وَالْمَلَائِكَة وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآَتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآَتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْس)ِ ثم قال سبحانه بعد هذه الأوصاف كلها: (أُولَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ) البقرة/ 177 .
http://ia700704.us.archive.org/1/items/graphics_01/113.gif
وقال الشيخ عبد الرحمن السعدي رحمه الله :
( أُولَئِكَ ) أي : المتصفون بما ذُكر من العقائد الحسنة ، والأعمال التي هي آثار الإيمان ، وبرهانه ونوره ، والأخلاق التي هي جمال الإنسان وحقيقة الإنسانية : فأولئك هم ( الَّذِينَ صَدَقُوا ) في إيمانهم ؛ لأن أعمالهم صدَّقت إيمانهم ، ( وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ ) لأنهم تركوا المحظور ، وفعلوا المأمور ؛ لأن هذه الأمور مشتملة على كل خصال الخير ، تضمناً ، ولزوماً ؛ لأن الوفاء بالعهد يدخل فيه الدين كله ، ولأن العبادات المنصوص عليها في هذه الآية : أكبر العبادات ، ومن قام بها : كان بما سواها أقوم ، فهؤلاء هم الأبرار ، الصادقون ، المتقون .
" تفسير السعدي " ( ص 83 ) .
وقال الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله :
ومن فوائد الآية : أن ما ذُكر هو حقيقة الصدق مع الله ، ومع الخلق ؛ لقوله تعالى : ( أولئك الذين صدقوا ) ؛ فصِدْقهم مع الله : حيث قاموا بهذه الاعتقادات النافعة : الإيمان بالله ، واليوم الآخر ، والملائكة ، والكتاب ، والنبيين ، وأنهم أقاموا الصلاة ، وآتوا الزكاة ، وبذلوا المحبوب في هذه الجهات ، وأما صدقهم مع الخلق : يدخل في قوله تعالى : ( والموفون بعهدهم إذا عاهدوا ) ، وهذا من علامات الصدق ، ولهذا قال تعالى : ( أولئك الذين صدقوا ) فصدقوا في اعتقاداتهم ، وفي معاملاتهم مع الله ، ومع الخلق .
" تفسير سورة البقرة " ( 2 / 293 ، 294 ) .
http://ia700704.us.archive.org/1/items/graphics_01/113.gif



http://www.youtube.com/watch?v=Jf1DSfAtAek
وانتظرونا مع شوق جديد من أشوق المشتاقين فى رمضان
دمتم بخير

أم عبد المنعم
07-12-2012, 02:25 AM
20 سبباً للعتق من النار في رمضان
فقد قال صلى الله عليه وسلم : ] إنَّ لله تعالى عتقاء في كل يوم و ليلة – يعني في رمضان – وإنَّ لكل مسلم في كل يوم وليلة دعوة مستجابة [[ رواه الإمام أحمد وصححه الألباني (2169) في صحيح الجامع ]
وقال صلى الله عليه وسلم : ] إنَّ لله عز وجل عند كل فطر عتقاء [
[ رواه الإمام أحمد وحسنه الألباني (2170) في صحيح الجامع ]
فحري بمن سمع بهذا الحديث أن يبذل قصارى جهده في الاتيان بالأسباب التي بها فكاك رقبته من النَّار ، لا سيما في هذا الزمان الشريف ، حيث رحمة الله السابغة ، فيا باغي الخير هلمَّ أقبل ، فقد صفدت الشياطين ، وسجِّرت النيران ، وفتِّحت أبواب الجنة ، فيا لعظم رحمة الله !! أي ربٍ كريم مثل ربِّنا ، له الحمد والنعمة والثناء الحسن .
فكم لله من عتقاء كانوا في رق الذنوب والإسراف ، فأصبحوا بعد ذل المعصية بعز الطاعة من الملوك والأشراف . فلك الحمد
كم له من عتقاء صاروا من ملوك الآخرة بعدما كان في قبضة السعير . فلك الحمد .
فيا أرباب الذنوب العظيمة ، الغنيمة الغنيمة في هذه الأيام الكريمة ، فما منها عوض و لا لها قيمة ، فمن يعتق فيها من النار فقد فاز بالجائزة العظيمة .
بشراك بأعظم بشارة كما قال النبي صلى الله عليه وسلم لأبي بكر رضي الله عنه : ] أنت عتيق الله من النار [ [ رواه الترمذي والحاكم وصححه الألباني (1482) في صحيح الجامع ]
ولا يُلقاها إلا ذو حظ عظيم ، فعسى أسير الأوزار يطلق ، عسى من استوجب النار يعتق ، جعلني اللهُ وإياك منهم
.http://ia700704.us.archive.org/1/items/graphics_01/110.gif
فمن هذه الأسباب :

(1) الإخلاص .
قال صلى الله عليه وسلم : ] لن يوافي عبد يوم القيامة يقول : لا إله إلا الله يبتغي بها وجه الله إلا حرَّم الله عليه النار [ [ رواه البخاري ]
ومن أظهر علاماته : النشاط في طاعة الله ، وأنْ يحب أن لا يطلع على عمله إلا الله .
قيل لذي النون : متى يعلم العبد أنَّه من المخلصين ؟ قال : إذا بذل المجهود في الطاعة ، وأحب سقوط المنزلة عند النَّاس .
فإذا أردت الفوز بهذه المنزلة العظيمة فجدَّ واجتهد ، وشد المئزر ، وأرِ الله من نفسك شيئًا يبلغك رضاه ، وبقدر ما تتعنى تنال ما تتمنى ، وعلى قدر جدِّك يكون جدُّك ،
قال الصديق أبو بكر رضي الله عنه : والله ما نمت فحلمت ، ولا توهمت فسهوت ، وإنِّي لعلى السبيل ما زغت .
قيل للربيع بن خثيم : لو أرحت نفسك ؟ قال : راحتها أريد .
(2) إصلاح الصلاة بإدراك تكبيرة الإحرام .
قال صلى الله عليه وسلم : ] من صلى لله أربعين يوما في جماعة يدرك التكبيرة الأولى كتب له براءتان : براءة من النار و براءة من النفاق [ [رواه الترمذي وحسنه الألباني (6365) في صحيح الجامع ]
وهذا مشروع إيماني ينبغي أن تفرغ له نفسك ، إنها مائتا صلاة ، فاعتبرها مائتي خطوة إلى الجنة ، فهل لا تستحق سلعة الله الغالية أنْ تتفرغ لها ؟
(3) المحافظة على صلاتي الفجر والعصر .
قال صلى الله عليه وسلم : ] لن يلج النار أحد صلَّى قبل طلوع الشمس وقبل غروبها - يعني الفجر والعصر[- [ رواه مسلم ]
وهذا بأن تصليهما في أول الوقت ، وتحافظ على أداء السنة قبلهما
قال صلى الله عليه وسلم : ] ركعتا الفجر خير من الدنيا و ما فيها [ [ رواه مسلم ]
وقال صلى الله عليه وسلم : ] رحم الله امرءًا صلَّى قبل العصر أربعا [ [رواه أبو داود والترمذي وحسنه الألباني (3493) في صحيح الجامع ]
http://ia700704.us.archive.org/1/items/graphics_01/110.gif
(4) المحافظة على أربع ركعات قبل الظهر وبعده
قال صلى الله عليه وسلم : ] من يحافظ على أربع ركعات قبل الظهر وأربع بعدها حرَّمه الله على النار [ [ رواه أبو داود والنسائي والترمذي وصححه الألباني (584) في صحيح الترغيب ]
فهذا الفضل لا يحصل إلا لمن حافظ على هذه الركعات، وبعض العلماء يرى أنَّها سنة مؤكدة لما لها من جزاء عظيم .
(5) البكاء من خشية الله تعالى
قال صلى الله عليه وسلم : ] لا يلج النار رجل بكى من خشية الله حتى يعود اللبن في الضرع ، و لا يجتمع غبار في سبيل الله و دخان جهنم في منخري مسلم أبدا [ [ رواه الترمذي والنسائي وصححه الألباني (7778) في صحيح الجامع ]
فهنيئًا لك إذا صحت لك دمعة واحدة من خشية الله ، فإنَّ القلوب تغسل من الذنوب بماء العيون ، والبكاء قد يكون كثيرًا لاسيما في رمضان ومع سماع القرآن في صلاة التراويح والتهجد ، ولكن كما قال سفيان الثوري : إذا أتى الذي لله مرة واحدة في العام فذلك كثير
ويكفي أنَّ من رزق تلك الدمعة قد اختصه الله بفضل لا يبارى فيه
فهو في ظل عرش الرحمن يوم الحشر : فإنَّ من السبعة الذين يظلهم الله بظله يوم لا ظلَّ إلا ظله ] رجل ذكر الله خاليًا ففاضت عيناه [ [ رواه مسلم ]
(6) مشي الخطوات في سبيل الله
عن يزيد بن أبي مريم رضي الله عنه قال : لحقني عباية بن رفاعة بن رافع رضي الله عنه وأنا أمشي إلى الجمعة فقال أبشر فإن خطاك هذه في سبيل الله سمعت أبا عبس يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ] من اغبرت قدماه في سبيل الله فهما حرام على النار [ [ رواه الترمذي وقال حديث حسن صحيح وصححه الألباني (687)في صحيح الترغيب]
فاحتسب كل خطوة تخطوها في سبيل الله ، ممشاك إلى المسجد ، وأعظمها تلك الخطوات إلى صلاة الجمعة
.http://ia700704.us.archive.org/1/items/graphics_01/110.gif(7) سماحة الأخلاق .
قال صلى الله عليه وسلم : ] من كان هينا لينا قريبًا حرمه الله على النار[ [ رواه الحاكم وصححه الألباني (1745) في صحيح الترغيب ]
قال المناوي : ومن ثم كان المصطفى صلى الله عليه وسلم في غاية اللين ، فكان إذا ذكر أصحابه الدنيا ذكرها معهم ، وإذا ذكروا الآخرة ذكرها معهم ، وإذا ذكروا الطعام ذكره معهم. [ فيض القدير (6/207) ]
(8) إحسان تربية البنات أو الأخوات
قال صلى الله عليه وسلم : ] ليس أحد من أمتي يعول ثلاث بنات أو ثلاث أخوات فيحسن إليهن إلا كنَّ له سترا من النار[ [ رواه البيهقي وصححه الألباني (5372) في صحيح الجامع ]
وقال صلى الله عليه وسلم : ] من كان له ثلاث بنات فصبر عليهن ، وأطعمهن ، وسقاهن ، وكساهن من جدّته كنَّ له حجابا من النار يوم القيامة [ [ رواه الإمام أحمد وابن ماجه وصححه الألباني (6488) في صحيح الجامع ]
(9) الجلوس للذكر من بعد صلاة الفجر حتى طلوع الشمس ، أو من بعد صلاة العصر حتى المغرب ، تشتغل فيها بالتسبيح والتحميد والتكبير والتهليل .
قال صلى الله عليه وسلم : ] لأن أقعد مع قوم يذكرون الله تعالى من صلاة الغداة حتى تطلع الشمس أحب إليَّ من أن أعتق أربعة من ولد إسماعيل ، دية كل واحد منهم اثنا عشر ألفا ، ولأن أقعد مع قوم يذكرون الله من صلاة العصر إلى أنْ تغربَ الشمس أحب إلي من أن أعتق أربعة [ [ رواه أبو داود وحسنه الألباني (5036) في صحيح الجامع ، (2916) في الصحيحة ]
http://ia700704.us.archive.org/1/items/graphics_01/110.gif
(10) اللهج بهذا الذكر العظيم بعد صلاة الفجر
قال صلى الله عليه وسلم : ] من قال دبر صلاة الفجر وهو ثاني رجله قبل أن يتكلم : لا إله إلا الله ، وحده لا شريك له ، له الملك وله الحمد ، يحيي ويميت ، بيده الخير ، وهو على كل شيء قدير . عشر مرات كتب الله له بكل واحدة قالها منهن حسنة ، ومحي عنه سيئة ، ورفع بها درجة ، وكان له بكل واحدة قالها عتق رقبة ، وكان يومه ذلك في حرز من كل مكروه ، وحُرس من الشيطان ، ولم ينبغ لذنب أن يدركه في ذلك اليوم إلا الشرك بالله[ [ رواه النسائي في الكبرى وحسنه الألباني (472) في صحيح الترغيب]
11) التكبير مائة قبل طلوع الشمس.
قال صلى الله عليه وسلم : ] من قال : " سبحان الله " مائة مرة قبل طلوع الشمس وقبل غروبها كان أفضل من مائة بدنة ، ومن قال : " الحمد لله " مائة مرة قبل طلوع الشمس وقبل غروبها كان أفضل من مائة فرس يحمل عليها ، ومن قال : " الله أكبر " مائة مرة قبل طلوع الشمس وقبل غروبها كان أفضل من عتق مائة رقبة ، ومن قال : " لا إله إلا الله وحده ، لا شريك له ، له الملك ، وله الحمد ، وهو على كل شيء قدير " مائة مرة قبل طلوع الشمس وقبل غروبها لم يجيء يوم القيامة أحد بعمل أفضل من عمله إلا من قال قوله أو زاد [ [ رواه النسائي في الكبرى وحسنه الألباني في صحيح الترغيب (658) ]

(12) الوصية بهذه الذكر في أذكار الصباح والمساء .
قال صلى الله عليه وسلم : ] من قال : اللهم ! إني أشهدك ، وأشهد ملائكتك وحملة عرشك ، وأشهد من في السماوات ومن في الأرض : أنَّك أنت الله لا إله إلا أنت ، وحدك لا شريك لك ، وأشهد أنَّ محمدا عبدك ورسولك . من قالها مرة ؛ اعتق الله ثلثه من النار ،ومن قالها مرتين ؛ أعتق الله ثلثيه من النار ، ومن قالها ثلاثا ؛ أعتق الله كله من النَّار [ [ رواه الحاكم في المستدرك وصححه الألباني في الصحيحة (267) ]

(13) التسبيح والتحميد مائة
عن أم هانىء رضي الله عنها قالت : مر بي رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم فقلت : يا رسول الله . قد كبرت سني ، وضعفت - أو كما قالت - فمرني بعمل أعمله ، وأنا جالسة .
قال : سبحي الله مائة تسبيحة فإنها تعدل لك مائة رقبة تعتقينها من ولد إسماعيل
واحمدي الله مائة تحميدة فإنها تعدل لك مائة فرس مسرجة ملجمة تحملين عليها في سبيل الله .
وكبري الله مائة تكبيرة فإنها تعدل لك مائة بدنة مقلدة متقبلة .
وهللي الله مائة تهليلة تملأ ما بين السماء والأرض ، ولا يرفع يومئذ لأحد عمل أفضل مما يرفع لك إلا أن يأتي بمثل ما أتيت . [ رواه أحمد والبيهقي ، وحسنه الألباني (1553) في صحيح الترغيب (1316) في الصحيحة]
وفي رواية لابن أبي الدنيا جعل ثواب الرقاب في التحميد ومائة فرس في التسبيح
وقال فيه :] وهللي الله مائة تهليلة لا تذر ذنبا ولا يسبقها عمل [
فأكثر منها ، ولا تغفل عن هذا الورد في اليوم والليلة ، وخذ بهذا الدرع الواقي والزمه كذلك .
http://ia700704.us.archive.org/1/items/graphics_01/110.gif
(14) الإكثار من هذا الذكر في اليوم والليلة .
قال صلى الله عليه وسلم : ] من قال : لا إله إلا الله ، وحده لا شريك له، له الملك ، و له الحمد ، و هو على كل شيء قدير. عشرا كان كمن أعتق رقبة من ولد إسماعيل [ [ متفق عليه]
15) الطواف بالبيت سبعة أشواط وصلاة ركعتين بعدها
قال صلى الله عليه وسلم : ]من طاف بالبيت سبعا و صلى ركعتين كان كعتق رقبة [ [ رواه ابن ماجه وصححه الألباني (6379) في صحيح الجامع ]
وقال صلى الله عليه وسلم : ] من طاف بهذا البيت أسبوعا فأحصاه كان كعتق رقبة لا يضع قدما و لا يرفع أخرى إلا حط الله عنه بها خطيئة و كتب له بها حسنة [ [ رواه الترمذي والنسائي والحاكم وصححه الألباني (6380) في صحيح الجامع ]
وفي رواية للطبراني : ] من طاف بالبيت أسبوعا لا يلغو فيه كان كعدل رقبة يعتقها [ [ رواه الطبراني في الكبير، وصححه الألباني (1140) في صحيح الترغيب ]
فاللهم تابع لنا بين الحج والعمرة ، ولا تحرمنا زيارة بيتك الحرام ، فاعقد العزم على الحج والاعتمار ، فإن لم تنله بالعمل نلته بالنية .
(16) القرض الحسن ، أو أن تعطي أخاك شيئًا يتزود به للمعاش ، وهداية التائه الضال.
قال صلى الله عليه وسلم : ] من منح منحة ورق [ أي الفضة ( المال) ] ، أو منح ورقا ، أو هدى زقاقا ، أو سقى لبنا كان له عدل رقبة أو نسمة[ [ رواه الإمام أحمد وصححه الأرنؤوط ]
فإذا طلب أحد النَاس منك قرضًا ( سلفة ) فأعطه ولا تبخل ، واحتسب لعله يكون سبب عتقك من النار ، أو أعن محتاجًا بشيء يتزود به على معاشه ، كأنْ تعطي امرأة مسكينة ( ماكينة خياطة ) أو تعين فقيرًا بـ ( محل صغير ) يسترزق منه

(17) الذب عن عرض أخيك المسلم .
قال صلى الله عليه وسلم : ] من ذبَّ عن عرض أخيه بالغيبة كان حقا على الله أن يعتقه من النار [ [ رواه الإمام أحمد والطبراني وصححه الألباني (6240) في صحيح الجامع ]
فإياك ومجالس الغيبة ، والنيل من أعراض المسلمين ، وذكرك أخاك بما يكره ، فإذا جلست في مجلس ، ونال النَّاس من عرض أخيك المسلم ، فاحذر فإنَّ المستمع لا يخرج من إثم الغيبة إلا بأنْ ينكر بلسانه ، فإن خاف فبقلبه ، فإن قدر على القيام أو قطع الكلام لزمه .
(18) ارم بسهم في سبيل الله .
قال صلى الله عليه وسلم : ] أيما مسلم رمى بسهم في سبيل الله فبلغ مخطئا أو مصيبا فله من الأجر كرقبة [ [ رواه الطبراني في الكبير وصححه الألباني (2739) في صحيح الجامع ]
(19) الإلحاح وكثرة الدعاء بذلك .
قال صلى الله عليه وسلم : ] ما سأل رجل مسلم الله الجنة ثلاثا إلا قالت الجنة : اللهم أدخله الجنة ، و لا استجار رجل مسلم الله من النار ثلاثا إلا قالت النار : اللهم أجره منِّي [ [ رواه الإمام أحمد وصححه الألباني (5630) في صحيح الجامع ]
(20) إصلاح الصيام.
قال صلى الله عليه وسلم : ] الصوم جنة يستجن بها العبد من النار[ [ رواه الطبراني في الكبير وحسنه الألباني (3867) في صحيح الجامع ]
وقد جعل الله الصيام بدل عتق الرقبة في دية القتل الخطأ وكفارة الظهار
قال الله تعالى : ] فَدِيَةٌ مُّسَلَّمَةٌ إِلَى أَهْلِهِ وَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُّؤْمِنَةً فَمَن لَّمْ يَجِدْ فَصِيَامُ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ تَوْبَةً مِّنَ اللّهِ وَكَانَ اللّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا [ [النساء : 92
(21) إطعام الطعام للمساكين .
فقد جعل الله إطعام الطعام محل العتق في كفارة الظهار ] ومَن لَّمْ يَسْتَطِعْ فَإِطْعَامُ سِتِّينَ مِسْكِينًا ذَلِكَ لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ أَلِيمٌ [ [ المجادلة : 4]
وجعل إطعام المساكين أو كسوتهم محل عتق الرقاب في كفارة الأيمان .
مسك الختام ..
قبس من دعاء الصالحين ( جعلني الله وإياك منهم )
اللهم : يا رب البيت العتيق أعتق رقبتي من النار وأعذني من الشيطان الرجيم .
إلهنا إنك تحب أن نتقرب إليك بعتق العبيد ، ونحن عبيدك - وأنت أولى بالتفضل – فاعتقنا
وإنك أمرتنا أن نتصدق على فقرائنا ، ونحن فقراؤك - وأنت أحق بالجود - فتصدق علينا
http://www.youtube.com/watch?v=3I-XFhRAE1g



[/QUOTE]

أم عبد المنعم
07-14-2012, 01:55 AM
خلق الحياء وأهميته في حياة المسلم


( الخير والشر معان كامنة تعرف بسمات دالة )
اعلم أن الخير والشر معان كامنة تعرف بسمات دالة كما قال سلم بن عمرو الشاعر:-

لا تسأل المرء عن خلائقه في وجهه شاهد من الخبر
فسمة الخير: الدعة والحياء, وسمة الشر: القحة والبذاء, وكفى بالحياء خيرا أن على الخير دليلا, وكفى بالقحة والبذاء شراً أن يكونا إلى الشر سبيلا, وقد روى حسان بن عطية عن أبي إمامة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " الحياء والعي شعبتان من الأيمان, والبذاء والبيان شعبتان من النفاق " أخرجه أحمد والترمذي والحاكم.
ويصد بالعي: سكون اللسان تحرزاً عن الوقوع في البهتان, والبذاء: ضد الحياء وهو فحش الكلام, والبيان: فصاحة اللسان والمراد به هنا ما يكون فيه أثما من الفصاحة كهجو أو مدح بغير حق, ويشبه أن يكون العي في معنى الصمت, والبيان في معنى التشدق, كما جاء في حديث آخر: " إن أبغضكم إلى الله الثرثارون المتفيهقون المتشدقون ", وروى أبوسلمة عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " الحياء من الأيمان والأيمان في الجنة, والبذاء من الجفاء والجفاء في النار " في معجم الطبراني, سنن البيهقي, وأخرجه أحمد والترمذي وقال: حسن صحيح, وأخرجه البخاري في الأدب عن أبي بكرة.

( الحياء من الأيمان )
المسلم عفيف حييي والحياء خلق له, والحياء من الأيمان والأيمان عقيدة المسلم وقوام حياته فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " الأيمان بضع وسبعون أو بضع وستون شعبة فأفضلها لا إله إلا الله وأدناها إماطة الأذى عن الطريق والحياء شعبة من الأيمان " رواه البخاري ومسلم, وسر كون الحياء من الأيمان أن كلا منهما داع إلى الخير صارف عن الشر مُبعد عنه, فالأيمان يبعث المؤمن على فعل الطاعات وترك المعاصي, والحياء يمنع صاحبه من التقصير في الشكر للمنعم ومن التفريط في حق ذي الحق كما يمنع الحيي من فعل القبيح أو قواه اتقاء للزم والملامة, ومن هنا كان الحياء خيراًَ, ولا يأتي إلا بخير كما صح ذلك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في قوله " الحياء لا يأتي إلا بخير " رواه البخاري ومسلم عن عمران بن حصين.

( أقوال في الحياء )
قال بعض الحكماء: من كساه الحياء ثوبه لم ير الناس عيبه.
قال بعض البلغاء: حياة الوجه بحيائه كما أن حياة الغرس بمائه.
قال بعض البلغاء العلماء: يا عجباًَ ! كيف لا تستحي من كثرة ما لا تستحي, وتتقي من طول مالا تتقي ؟!
وقال صالح بن عبد القدوس:
إذا قل ماء الوجه قل حياؤه *** ولا خير في وجه إذا قل ماؤه
حياءك فاحفظه عليك وإنما *** يدل على فعل الكريم حياؤه
قال الجنيد رحمه الله: الحياء رؤية الآلاء ورؤية التقصير فيتولد بينهما حالة تسمى الحياء, وحقيقته خلق يبعث على ترك القبائح وبمنع من التفريط في حق صاحب الحق.
ومن كلام بعض الحكماء: أحيوا الحياء بمجالسة من يستحى منه, وعمارة القلب: بالهيبة والحياء فإذا ذهبا من القلب لم يبق فيه خير.
قال الفضيل بن عياض: خمس علامات من الشقوة: القسوة في القلب, وجمود العين, وقلة الحياء, والرغبة في الدنيا, وطول الأمل.
وقال يحيى بن معاذ: من استحيا من الله مطيعا استحيا الله منه وهو مذنب.
وكان يحي بن معاذ يقول: سبحان من يذن
ب عبده ويستحي هو.

http://files.fatakat.com/2009/12/1260873432.gif
ومن الآثار الإلهية:-
* يقول الله عز وجل: [ ابن آدم.. إنك ما استحييت مني أنسيت الناس عيوبك.. وأنسيت بقاع الأرض ذنوبك.. ومحوت من أم الكتاب زلاتك.. وإلا ناقشتك الحساب يوم القيامة ]
* ويقول الله عز وجل: [ ما أنصفني عبدي.. يدعوني فأستحي أن أرده ويعصيني ولا يستحي مني ]

( الحرص على الحياء والدعوة إليه )
المسلم إذ يدعو إلى المحافظة على خلق الحياء في الناس وتنميته فيهم إنما يدعو إلى خير ويُرشد إلى بر؛ إذ الحياء من الأيمان والأيمان مجمع كل الفضائل وعنصر كل الخيرات, وفي الصحيح من حديث ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم: " مر على رجل من الأنصار وهو يعظ أخاه في الحياء فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم دعه فإن الحياء من الأيمان ", فدعا بذلك إلى الإبقاء على الحياء في المسلم ونهى عن إزالته ولو منع صاحبه من استيفاء بعض حقوقه, إذ ضياع بعض حقوق المرء خير له من أن يفقد الحياء الذي هو جزء أيمانه وميزة إنسانيته ومعين خيرته, ورحم الله امرأة كانت قد فقدت طفلها فوقفت على قوم تسألهم عن طفلها, فقال أحدهم تسأل عن ولدها وهي منتقبة فسمعته فقالت: لأن أرزأ في ولدي خير لي من أرزأ في حيائي أيها الرجل.

( ما لا يمنعه الحياء )
خلق الحياء في المسلم غير مانع له أن يقول حقاً أو يطلب علماً أو يأمر بمعروف أو ينهى عن منـكر.
• فقد شفع مرة عند رسول الله صلى الله عليه وسلم أسامة بن زيد حب رسول الله وابن حبه فلم يمنع الحياء رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يقول لأسامة في غضب: " أتشفع في حد من حدود الله يا أسامة والله لو سرقت فلانة لقطعت يدها ".
• ولم يمنع الحياء أم سليم الأنصارية أن تقول يا رسول الله: إن الله لا يستحي من الحق فهل على المرأة من غسل إذا هب احتلمت ؟ فيقول لها رسول الله _ ولم يمنعه الحياء _ " نعم إذا رأت الماء ".
• خطب عمر بن الخطاب رضي الله عنه مرة فعرض لغلاء المهور فقالت له امرأة أيعطينا الله وتمنعنا يا عمر ألم يقل الله (... وآتيتم إحداهن قنطاراً فلا تأخذوا منه شيئاُ...), فلم يمنعها الحياء أن تدافع عن حق نسائها, ولم يمنع عمر أن يقول معتذرا: كل الناس أفقه منك يا عمر.
• قال: مرة في المسلمين وعليه ثوبان فأمر بالسمع والطاعة فنطق أحد المسلمين قائلاً: فلا سمع ولا طاعة يا عمر عليك ثوبان وعلينا ثوب واحد, فنادى عمر بأعلى صوته: يا عبد الله ابن عمر فأجابه ولده: لبيك أبتاه فقال له: أنشدك الله أليس أحد ثوبي هو ثوبك أعطيتنيه ؟ قال : بلى والله , فقال الرجل : الآن نسمع ونطيع , فانظر كيف لم يمنع الحياء الرجل أن يقول , ولا عمر أن يعترف .

http://ia700704.us.archive.org/1/items/graphics_01/110.gif( معنى إذا لم تستحي فاصنع ما شئت )
روى شعبة عن منصور بن ربعي عن أبي منصور البدري قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن مما أدرك الناس من كلام النبوة الأولى: يا ابن آدم إذا لم تستحي فاصنع ما شئت "
وليس هذا القول إغراء بفعل المعاصي عن قلة الحياء كما توهمه بعض من جهل معاني الكلام ومواضعات الخطاب, وفي مثل هذا الخبر قول الشاعر:
إذا لم تخـشى عاقبـة الليالي *** ولم تستحي فاصنع ما تشـاء
فلا والله ما في العيش خيـر *** ولا الدنيا إذا ذهـب الحيـاء
يعيش المرء ما استحيا بخير *** ويبقى العود ما بقي اللحـاء

واختلف أهل العلم في معنى هذا الخبر:
• فقال أبوبكر بن محمد الشاشي في أصول الفقه: - معنى هذا الحديث أن من لم يستحي دعاه ترك الحياء إلى أن يعمل ما يشاء لا يردعه عنه رادع, فليستحي المرء فإن الحياء يردعه.
• وقال أبو بكر الرازي من أصحاب أبي حنيفة أن المعنى فيه إذا عُرضت عليك أفعالك التي هممت بفعلها فلم تستحي منها لحسنها وجمالها فاصنع ما شئت منها فجعل الحياء حكماً على أفعاله وكلا القولين حسن والأول أشبه لأن الكلام خرج عن النبي صلى الله عليه وسلم مخرج الذم لا مخرج المدح, ولكن قد جاء حديث بما يضاهي الثاني وهو قوله صلى الله عليه وسلم: " ما أحببت أن تسمعه أذناك فائته وما كرهت أن تسمعه أذناك فاجتنبه "

( أنواع الحياء )
قال أبو الحسن الماوردي في كتابه " أدب الدنيا والدين ":-
والثاني:الحياء في الإنسان قد يكون من ثلاثة أوجه: أحدها: حياؤه من الله تعالى. والثاني : حياؤه من الناس . والثالث: حياؤه من نفسه.
فأما حياؤه من الله تعالى فيكون بامتثال أوامره والكف عن زواجره... روى ابن مسعود أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " استحيوا من الله عز وجل حق الحياء, فقيل يا رسول الله فكيف نستحي من الله عز وجل حق الحياء ؟ قال: من حفظ الرأس وما وعى, والبطن وما حوى, وترك زينة الحياة الدنيا, وذكر الموت والبلى: فقد استحيا من الله عز وجل حق الحياء " وهذا الحديث من أبلغ الوصايا.
ويقول أبو الحسن الماوردي عن نفسه: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في المنام ذات ليلة, فقلت يا رسول الله, أوصني, فقال: استحي من الله عز وجل حق الحياء... ثم قال: تغير الناس. قلت: وكيف ذلك يا رسول الله ؟ قال: كنت أنظر إلى الصبي, فأرى من وجهه البشر والحياء, وأنا أنظر إليه اليوم, فلا أرى ذلك في وجهه.
وأما حياؤه من الماس: فيكون بكف الأذى وترك المجاهرة بالقبيح, وقد روى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: " من تقوى الله اتقاء الناس " وروى أن حذيفة بن اليمان أتى الجمعة فوجد الناس قد انصرفوا, فتنكب الطريق عن الناس, وقال: لا خير فيمن لا يستحي من الناس.
وأما حياؤه من نفسه, فيكون بالعفة وصيانة الخلوات..
وقال بعض الحكماء: ليكن استحياؤك من نفسك أكثر من استحيائك من غيرك, وقال بعض الأدباء: من عمل في السر عملاً يستحي منه في العلانية, فليس لنفسه عنده قدر. http://ia700704.us.archive.org/1/items/graphics_01/110.gif
http://www.youtube.com/watch?v=8yaiSZP0LZ8تابعوا معنا اكرمكم الرحمن (http://www.youtube.com/watch?v=8yaiSZP0LZ8)

أم عبد المنعم
07-14-2012, 02:41 AM
http://files.fatakat.com/2009/12/1260873432.gif

فَضْلُ قِيامِ الليْلِ




بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله ربِّ العالمين حمدًا كثيرًا مباركًا طيِّبًا فيه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أنَّ محمَّدًا عبده ورسوله، أمَّا بعد؛
أحبابي الكرام؛ في هذا اللقاء سوف نتكلم عن عبادة، هذه العبادة أصبحت منسيَّة عند كثيرٍ من المسلمين، بل أصبح كثيرٌ من المسلمين لا يعرفها في السنة إلا مرةً واحدة؛ ألا وهي عبادة قيام الليل، سوف نتكلم في هذا اللقاء إن شاء الله تعالى عن:
(فضائل قيام الليل)
فأول فضيلة من فضائل قيام الليل أنَّ الله جلَّ وعلا مدح أهله، الله أكبر! الملك العظيم سبحانه وتعالى يمدح من يقوم بين يديه سبحانه وتعالى في الليل، قال الله جلَّ وعلا: (تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ المَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ * فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ)، هؤلاء الله سبحانه وتعالى مدحهم، جمعوا بين العبادات والقربات اللازمة والعبادات والقربات المتعدِّية، فهم يقومون الليل: هذه عبادة لازمة للشخص نفسه، وهناك العبادات المتعدِّية أي نفعها متعدٍّ: وهو الإنفاق في سبيل الله سبحانه وتعالى، فانظروا -رحمكم الله- كيف أنَّ هؤلاء يجتهدون في العبادة، ويبذلون ما يستطيعون من التقرُّب إلى الله سبحانه وتعالى، ومع ذلك هم في حالة بين الخوف والرجاء، وهكذا المؤمن، المؤمن يعمل ويخاف، المنافق لا يعمل ولا يخاف، ولهذا قال الحسن البصري -رحمه الله تعالى- في هذه الآية: أي أنَّهم لمَّا أخفوا أعمالهم -لأنَّ قيام الليل بينك وبين الله، لا أحد يعلم أنَّك تقوم الليل- أخفى الله لهم من النعيم ومن اللذَّات ما لم ترَ عين ولم تسمع أذن، هذه الفضيلة الأولى.

الفضيلة الثانية من فضائل قيام الليل أنَّها من علامات المتَّقين، الله أكبر! يقول ربُّنا جلَّ في علاه: (إِنَّ المُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ * آَخِذِينَ مَا آَتَاهُمْ رَبُّهُمْ إِنَّهُمْ كَانُوا قَبْلَ ذَلِكَ مُحْسِنِينَ) الآن الله سبحانه يصفهم (كَانُوا قَلِيلاً مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ)، اعرض هذه الصفة على نفسك، على واقعك، على حياتك، (كَانُوا قَلِيلاً مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ * وَبِالأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ) الله أكبر! يقومون الليل، كما قال الإمام الحسن البصري: يعني لا ينامون من الليل إلا قليلاً، فهم يكابدون الليل في القيام والركوع والسجود، ومع ذلك يختمون هذه العبادة بالاستغفار، سبحان الله! وقدوتهم في ذلك سيِّدهم محمَّدٌ صلى الله عليه وسلم، حيث كان صلى الله عليه وسلم يقوم الليل حتى تتفطَّر قدماه. فانظروا -يا رعاكم- الله كيف هذا الإنسان الذي قام من الليل..، طبعًا قيام الليل يحتاج إلى جهاد نفس؛ لأنَّ قيام الليل -كما قال بعض أهل العلم- من أشقِّ العبادات على النفس، فقيامها يحتاج إلى جهد، يحتاج إلى بذل، يحتاج إلى تمرين وتدريب، بعض الناس يسأل يقول: أنا كيف أقوم الليل؟ أقول: لا بدَّ في الأيام الأولى لا بدَّ أن تشعر بالتعب وتشعر بالمشقَّة، لكن مع التدريب والتمرين والممارسة يصبح عندك قيام الليل جزءٌ من حياتك، ما تستطيع أن تستغني عنه، هؤلاء الذين يقومون الليل وصفهم الله سبحانه وتعالى أو جعلهم من المتَّقين، بل من أبرز علامات المتَّقين.

ثالثًا: كذلك من فضائل قيام الليل أنَّهم لا يستوون عند الله، نعم لا يستوون عند الله كما قال الله جلَّ وعلا: (أَمْ مَّنْ هُوَ قَانِتٌ آَنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا يَحْذَرُ الآَخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ) هل يستوي إنسانٌ قضى ليله غافلاً هائمًا نائمًا بين السهرات والقيل والقال والفضائيات والأفلام والمسرحيات ومضيعة الأوقات، بين إنسان قائمٍ في ليله يدعو ربه سبحانه وتعالى ويبكي من خشية الله جلَّ وعلا ويخضع لله سبحانه وتعالى، لا يستوون عند الله، وهكذا القلب الحي، سبحان الله! القلب الحي إذا سمع آيات الله عزَّ وجلَّ تُتلى عليه فتجده -سبحان الله- يتفكَّر ويتدبَّر ويتأمَّل ويخضع ويخشع وينصت ويستمع ويطبِّق، هذا هو القلب الحي. أمَّا القلب الميت -نسأل الله السلامة والعافية- فهو يسمع آيات الله تُتلى عليه آناء الليل وأطراف النهار ولا يتأثَّر ولا يتفاعل، بل تجده -والعياذ بالله- مُعرضًا عنها ولا حول ولا قوة إلا بالله.http://ia700704.us.archive.org/1/items/graphics_01/110.gif

رابعًا: كذلك من فضائل قيام الليل أنَّ صلاة الليل أفضل من صلاة النهار، جاء في صحيح مسلم من حديث أبي هريرة -رضي الله تعالى عنه- قال صلى الله عليه وسلم: "أفضل الصلاة بعد الفريضة صلاة الليل" -أي المقصود في التطوُّعات- ما هو السرُّ، وما هو السبب أنَّ صلاة الليل أفضل من صلاة النهار -أقصد في التطوُّعات-؟ قال الحافظ ابن رجب الحنبلي -رحمه الله تعالى- لثلاثة أمور: أولاً: لأنَّ فيها الإسرار فهي أقرب إلى الإخلاص، إذا أردت الإخلاص، إذا أردت أن تقوِّي إخلاصك لله عزَّ وجلَّ فعليك بقيام الليل، فقيام الليل لا أحد يعلم عنك، لا أحد يدري عنك، أقرب الناس إليك لا يدري عنك، إذن هي أقرب إلى الإخلاص. ثانيًا: قال: ولأنَّ صلاة الليل فيها مشقَّة، فيها مشقَّة على النفوس؛ لأنَّ الإنسان يقوم من فراشه الدافئ الجميل ويقوم بين يدي الله سبحانه وتعالى، فهذا فيه مشقَّة، فيه تعب، فيه معاناة، بينك وبين نفسك وبين شيطانك. ثالثًا: قال: لأنَّ صلاة الليل القراءة فيها أقرب إلى التدبُّر والتفكُّر والخشوع؛ لأنَّ الإنسان بينه وبين الله سبحانه وتعالى فهو تجده يتأمَّل ما يقرأ.

خامسًا: كذلك من فضائل قيام الليل أنَّ قيام الليل سببٌ من أسباب دخول الجنة، روى الإمام الترمذي -رحمه الله تعالى- في سننه من حديث عبد الله بن سلام قال صلى الله عليه وسلم: "أطعموا الطعام، وصِلُوا الأرحام، وصَلُّوا بالليل والناس نيام، تدخلوا الجنة بسلام" الله أكبر! "تدخلوا الجنة بسلام" يعني: بلا عذاب، فذكر أهل العلم قالوا: أنَّ من أسباب دخول الجنة قيام الليل.

سادسًا: كذلك من فضائل قيام الليل أنَّه شرف المؤمن، تصوَّر شرفك! بعض الناس يظنُّ أنَّ شرفه بماله ومنصبه وأصله وفصله أو شهادته، لا؛ شرفك كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: "واعلم أنَّ شرف المؤمن قيامه بالليل" رواه الطبراني، فصرَّح النبي صلى الله عليه وسلم أنَّ قيام الليل شرف المؤمن؛ لأنَّ فيه دليل على قوَّة إخلاصه، دليل على قوَّة ثقته بالله، دليلٌ على قوَّة إيمانه، فالله عزَّ وجلَّ يرفعه ويعلي من مكانته ومنزلته عند الله سبحانه وتعالى، ولهذا سُئل الإمام الحسن البصري -رحمه الله تعالى-: ما بال المتهجِّدين -الذين يصلُّون بالليل- وجوههم فيها النور، فيها الضياء؟ فقال الإمام -رحمه الله-: لأنَّهم خلوا بالرحمن فأعطاهم من نوره.
http://ia700704.us.archive.org/1/items/graphics_01/110.gif

سابعًا: كذلك -أحبابي الكرام- من فضائل قيام الليل أنَّ الإنسان إذا قام الليل سوف يوافق الثلث الأخير من الليل، ربُّنا ربُّ العزَّة تبارك وتعالى ربُّ السماء والأرض ينزل إلى السماء الدنيا في الثلث الأخير من الليل، هذا الوقت الإلهي قال صلى الله عليه وسلم: "ينزل ربُّنا إلى السماء الدنيا كلَّ ليلة في الثلث الأخير من الليل" متى يبدأ الثلث الأخير من الليل؟ تحسب من أذان المغرب إلى صلاة الفجر -مثلاً- اثنا عشر ساعة، فتقسِّم اثني عشر ساعة إلى ثلاثة أثلاث فتُعتبر آخر أربع ساعات هي الثلث الأخير من الليل، وهذا يختلف باختلاف الصيف والشتاء، فتصوَّروا -يا رعاكم الله- أنَّ الملك العظيم الكبير المتكبِّر الرحمن الرحيم الوهَّاب المنَّان ينزل إلى السماء الدنيا في الثلث الأخير من الليل، ماذا يقول ربُّنا سبحانه وتعالى؟ فيقول: "هل من داعٍ فأستجيب له، هل من سائلٍ فأعطيه، هل من مستغفرٍ فأغفر له" الله أكبر! يا لها من لحظات مباركة، الله عزَّ وجلَّ وهو الغنيُّ عنَّا ونحن الفقراء إليه، الله عزَّ وجلَّ ينادي عباده: "هل من مستغفرٍ فأغفر له، هل من سائلٍ فأعطيه"، وتجد هذا الإنسان البني آدم العبد المذنب المقصِّر العاصي، مع ذلك تجده -والعياذ بالله- في سابع نومة -كما يقال- والله عزَّ وجلَّ ينادي، ألا يستحي أحدنا من ربِّه جلَّ في علاه، الله يناديك الرحمن الرحيم الوهَّاب المنَّان يناديك: "هل من داعٍ فأستجيب له، هل من مستغفرٍ فأغفر له" وتجد هذا الإنسان نائمًا غافلاً ساهيًا ولا حول ولا قوة إلا بالله.
ولهذا نجد أنَّ طاووس بن كيسان -رحمه الله تعالى، أحد التابعين أو تابعي التابعين- مرَّ على رجلٍ في وقت السَّحَر فضرب عليه الباب فقال أهله: إنه نائم، فتعجَّب طاووس قال: كيف ينام؟! هل هناك إنسان ينام في هذا الوقت؟! أي: وقت النزول الإلهي، وقت استجابة الدعاء.

ثامنًا: كذلك -أحبابي الكرام- من فضائل قيام الليل أنَّه يوصف من قام الليل بـ[نِعم الرجل]، جاء في صحيح البخاري من حديث عبد الله بن عمر -رضي الله تبارك وتعالى عنهما- أنَّ نبيَّنا محمد صلى الله عليه وسلم قال: "نِعم الرجل عبد الله لو كان يصلِّي من الليل" -يعني يقصد عبد الله بن عمر- شوف الكلمة هذه "نِعم الرجل عبد الله لو كان يصلِّي من الليل"، أتدرون ما الذي حدث لعبد الله بن عمر؟ انظر إلى الصحابة كيف كانوا يتأثَّرون بالكلمات، ليس خطب ودروس، لا؛ كلمة واحدة يسمعها من رسول الله صلى الله عليه وسلم مباشرةً يتأثَّر ويتفاعل ويطبِّق، أتدرون ما الذي حدث لعبد الله بن عمر -رضي الله تعالى عنه-؟ قال سالم: فكان لا ينام من الليل إلا قليلاً عندما سمع هذه الكلمة "نِعم الرجل عبد الله"، الحافظ ابن حجر -رحمه الله تعالى- يعلِّق على هذا الحديث، قال: فمقتضى هذا الحديث أنَّ من كان يقوم الليل يوصف بأنَّه (نِعم الرجل). ويا لها من منقبةٍ عظيمة! تصوَّر الرسول عليه الصلاة والسلام يصفك بـ(نِعم الرجل) الله أكبر! لأنَّك تقوم تصلِّي من الليل.
لو كان الإنسان حتى لو يصلِّي نصف ساعة، ساعة، المهم تطبِّق ما كان الرسول يفعله صلى الله عليه وسلم، تحاول في كل ليلة تطبِّق أمرين -انتبهوا يا إخوة!-، كل ليلة تحاول تحرص على أمرين تصلِّي إحدى عشر ركعة أو ثلاث عشر ركعة، كما ورد ذلك عن رسولنا عليه الصلاة والسلام؛ أخبرت عائشة: أنَّ النبي عليه الصلاة والسلام كان يصلِّي كل ليلة -في رمضان وفي غير رمضان- إحدى عشر ركعة. هذا أول أمر لا بدَّ أن تحافظ عليه كل ليلة، لكن قد تطيل في الركعات قد تقصر على حسب ظروف الإنسان، الإنسان قد يكون متعبًا، الإنسان قد يكون مريضًا، قد يكون عنده ظروف أخرى، لكن تحافظ كل ليلة على هذا العدد إحدى عشر ركعة، فإما أن تطوِّلها وإما أن تقصرها، تستطيع تصلِّي في نصف ساعة، تكتفي بالجزء الثلاثين الذي تحفظه، بركة وخير ونعمة.
الأمر الثاني تحاول أن تقرأ مائة آية، فقد قال الرسول عليه الصلاة والسلام: "من قام بمائة آية في ليلة كُتب من القانتين" الله أكبر! تكتب عند الله من القانتين -أي: القائم بأمر الله سبحانه وتعالى-، مائة آية سهلة؛ يعني عندك سورة (عمَّ يتساءلون) تقريبًا 42 آية، عندك سورة (النازعات) 46 آية، كذلك (عبس) تقريبًا 40 آية، عندك سورة (المرسلات) 50 آية، جزء (29) وجزء كذلك (30) هذه كلها آياتها قصار، فتستطيع تختار سورة أو سورتين وتجزئها إلى ركعتين، وهنا طبقت هذا الحديث "من قام بمائة آية كُتب من القانتين" تكتب عند الله سبحانه وتعالى من القانتين، هذا شرف وكرامة لك عند الله سبحانه وتعالى.
http://ia700704.us.archive.org/1/items/graphics_01/110.gif
تاسعًا: كذلك من فضائل قيام الليل أنَّه سبب من أسباب رحمة الله سبحانه وتعالى، قال صلى الله عليه وسلم: "رحم الله رجلاً قام من الليل فأيقظ امرأته..." فصلَّيا جميعًا أو صلَّى كل واحد منهما لوحده أو كما قال النبي صلى الله عليه وسلم، ولهذا عائشة -رضي الله تعالى عنها- الصدِّيقة بنت الصدِّيق توصينا بوصيةٍ عظيمةٍ تقول -معنى وصيتها-: يا عبد الله لا تدع قيام الليل فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يدع قيام الليل؛ فإذا كان مريضًا أو كسل -يعني أصابه مرض أو تعب عليه الصلاة والسلام- صلَّى قاعدًا صلى الله عليه وسلم.

الآن نأتي -أحبابي الكرام- نتكلم عن الأسباب التي تُعين الإنسان على قيام الليل:

أولاً: أول سبب من أسباب قيام الليل ترك الذنوب والمعاصي؛ لأنَّ الذنوب والمعاصي تحجب الإنسان عن ربه تبارك وتعالى، الذنوب والمعاصي هي سبب كل بلاءٍ وشقاءٍ ونكدٍ وحرمانٍ في الدنيا والآخرة، ولهذا قال الفضيل بن عياض -رحمه الله تعالى-: إذا لم تستطع على صيام النهار ولا قيام الليل فاعلم أنك محروم مكبَّل كبَّلتك ذنوبك، ولقد شكى بعض الناس لعبد الله بن مسعود -رضي الله تعالى عنه- الصحابي الجليل قالوا: إنَّنا لا نستطيع أن نقيم الليل، قال: أقعدتكم ذنوبكم. حتى قال الإمام الحسن البصري: إنَّ الرجل ليذنب الذنب فيُحرم قيام الليل، فإذا حُرمت قيام الليل يا عبد الله ففتِّش عن نفسك، فتِّش عن واقعك، عن حياتك، ما الذي فعلته في نهارك؟ لعلك اغتبت أحدًا، لعلك وقعت في النظر إلى حرام، لعلك فعلت ذنب أو معصية، هذا الذنب وهذه المعصية تجعلك تُحرَم من قيام الليل.

ثانيًا: ومن أسباب قيام الليل قلَّة الأكل، حتى قال أحدهم: من أكل كثيرًا شرب كثيرًا فنام كثيرًا فتحسَّر كثيرًا، فلا شكَّ أن كثرة الأكل تُثقل جسد الإنسان.

ثالثًا: كذلك من أسباب قيام الليل الدعاء؛ لأنَّ قيام الليل توفيقٌ من الله، هبةٌ ربَّانيَّةٌ، عطيَّةٌ رحمانيَّةٌ، فالله عزَّ وجلَّ لا يهب هذه العبادة -التي قلَّ من يطبِّقها- إلا بعد توفيق الله عزَّ وجلَّ، فتدعو الله سبحانه وتعالى وتتضرَّع إلى الله أنَّ الله يوفِّقك ويعينك، قبل أن تنام تدعو الله وتتضرَّع: يا ربّ، يا الله، يا حي يا قيوم، يا ذا الجلال والإكرام، يا ربّ العرش العظيم، اللهم أعنِّي في هذه الليلة، اللهم أكرمني ووفِّقني وأعنِّي في هذه الليلة على الوقوف بين يديك.

رابعًا: كذلك من أسباب قيام الليل أكل الحلال والابتعاد عن الحرام، قال الله جلَّ وعلا: (يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ) يقول الإمام ابن كثير: فأكل الحلال -اسمع شوف الاستنباط-، فأكل الحلال يعين على العمل الصالح.

خامسًا: كذلك من أسباب قيام الليل القيلولة، أي: أنَّ الإنسان ينام في وسط النهار، ولهذا جاء في بعض الآثار: استعينوا بالقيلولة على قيام الليل، فلا بدَّ أنَّ الإنسان ينام في وسط النهار؛ لأنَّ الإنسان لو قام من الصباح -من الفجر مثلاً- إلى بعد صلاة العشاء، ما نام إلا بعد صلاة العشاء بساعتين أو ثلاث، كيف يستطيع أن يقوم الليل وهو في طيلة النهار يعمل ويكدح؟! لا شكَّ أنَّه لا يستطيع أن يقوم الليل إلا إذا شاء الله.

سادسًا: كذلك من أسباب قيام الليل الإكثار من ذكر الله جلَّ وعلا؛ لأنَّ الإكثار من ذكر الله يعطي الإنسان قوَّةً، ويعطي الإنسان توفيقًا، وانتصارًا على النفس والهوى والشيطان، ولهذا أوصى رسول الله صلى الله عليه وسلم عليَّ بن أبي طالب وفاطمة -رضي الله تعالى عنهما- قبل النوم أن يسبِّحا الله سبحانه وتعالى عندما طلبت فاطمة خادمة أن تعمل في البيت لها، فالرسول صلى الله عليه وسلم أوصاهما أن يسبِّحا التسبيحات المعروفة سبحان الله 33، والحمد لله 33، والله أكبر 34.
أقول -أحبابي الكرام- أخيرًا من أسباب قيام الليل -ولا بدَّ أن نضع هذا الأمر في بالنا- طهارة القلب، سلامة النفس من الحقد والحسد والضغينة، فلا شكَّ أنَّ أصحاب القلوب المريضة لا يوفَّقون إلى أجلِّ الطاعات وأعظم العبادات، فلا بدَّ أنَّ الإنسان ينقِّي قلبه، يصفِّي نفسه من هذه الأمراض: الحقد والحسد والأنانية والبغضاء والكراهية، حتى يوفِّقه ربُّه سبحانه وتعالى إلى هذه العبادة العظيمة.

أسأل الله العظيم ربَّ العرش الكريم أن يوفِّقني وإيَّاكم لما يحبُّ ويرضى.
وآخر دعوانا أن الحمد لله ربِّ العالمين.
http://ia700704.us.archive.org/1/items/graphics_01/110.gif
http://www.youtube.com/watch?v=t7e1SGR3Jpo

أم عبد المنعم
07-15-2012, 02:39 AM
http://ia700704.us.archive.org/1/items/graphics_01/163.gif

فضل الحمد ورفعة العبد بسببه :

*هو من أعظم المفاخر يوم القيامة ولشدة عظمته جعل لواء الحمد يوم القيامة بيد النبي صلى الله عليه وسلم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أنا سيّد ولد آدم يوم القيامة ولا فخر، وبيدي لواءُ الحمد ولا فخر، وما من نبيٍّ يومئذ آدم فمَن سواه إلاّ تحت لوائي، وأنا أول شافعٍ، وأوّل مشفّعٍ ولا فخر"
المسند (3/2)، وسنن ابن ماجه (رقم:4308)، وسنن الترمذي (3615).
* "يقول سعيد بن جُبير رحمه الله .:"أوَّلُ من يُدعى إلى الجنّة الحمَّادون، الذين يحمدون الله في السرّاء والضرّاء " رواه ابن المبارك في الزهد بسند صحيح
* أنه قد يندرج في أدعية يعظم أجرها بسببه حتى أن الملائكة لتعجز أحيانا أن تعرف مقدار عظم أجر هذه الكلمات روي عن ابن عمر رضي الله عنهما عن رسول صلى الله عليه وسلم قال من قال :الحمد لله رب العالمين حمداً كثيراًطيباً مباركاًفيه على كل حال حمـداً يوافي نعمه ويكافئ مزيده ثلاث مرات ،فتقول الحفظه :ربنا لا نحسن كنه ماقدسَك ٌعبدك هذا وحمدك ،وما ندري كيف نكتبه؟فيوحى الله إليهم أن اكتبوه كما قال عبدي"رواه البخاري في الترغيب والترهيب
*عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حدثهم :"أن عبدا من عباد الله قال : "يا رب لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك "فعَضَلت بالملكين فلم يدريا كيف يكتبانها فصعدا إلى السماء وقالا : يا ربنا إن عبدك قد قال مقالة لا ندري كيف نكتبها، قال الله عز وجل وهو أعلم بما قال عبده، ماذا قال عبدي؟ قالا : يا رب إنه قد قال " يا رب لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك " . فقال الله لهما : اكتباها كما قال عبدي حتى يلقاني فأجزيه بها .
* عن أبي موسى الأشعري رضي اللّه عنه": أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قال‏:‏ ‏ "‏إذا مَاتَ وَلَدُ العَبْدِ قالَ اللَّهُ تَعالى لِمَلائِكَتِهِ‏:‏ قَبَضْتُمْ وَلَدَ عَبْدِي‏؟‏ فَيَقُولُونَ‏:‏ نَعَمْ، فَيَقُولُ‏:‏ قَبَضْتُمْ ثَمَرَة فُؤَادِهِ‏؟‏ فَيَقُولُونَ‏:‏ نَعَمْ، فَيَقُولُ‏:‏ فَمَاذَا قالَ عَبْدِي‏؟‏ فَيَقُولُونَ‏:‏ حَمِدَكَ وَاسْتَرْجَعَ، فَيَقُولُ اللَّهُ تَعالى‏:‏ ابْنُوا لِعَبْدِي بَيْتاً في الجَنَّةَ وَسَمُّوهُ بَيْتَ الحَمْدِ‏"
* عن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم أنه قال‏:‏ ‏"‏كُلُّ أمْر ذِي بالٍ لا يُبْدأُ فِيهِ بالحَمْدِ لِلَّهِ أقْطَعُ‏"‏ وفي رواية ‏"‏بَحَمْدِ اللَّهِ‏"‏ وفي رواية‏:‏ ‏"‏بالحَمْدِ فَهُوَ أقْطَعُ‏"‏ وفي رواية ‏"‏كُل كَلامٍ لايُبْدأُ فِيهِ بالحَمْد لِلَّهِ فَهُوَ أجْذَمُ‏"‏ وفي رواية‏:‏ ‏"‏كُلُّ أمْرٍ ذِي بالٍ لا يُبْدأُ فِيهِ بِبِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ فَهوَ أقْطَعُ‏"‏
* عَنْ مُعَاذِ بْنِ أَنَسٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "مَنْ أَكَلَ طَعَامًا فَقَالَ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَطْعَمَنِي هَذَا وَرَزَقَنِيهِ مِنْ غَيْرِ حَوْلٍ مِنِّي وَلَا قُوَّةٍ غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ".
* عن جابر رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " مَنْ قَالَ : سُبْحَانَ اللهِ العَظِيمِ وَبِحَمْدِهِ ، غُرِسَتْ لَهُ نَخْلَةٌ فِي الجَنَّةِ"
* عن أنس بن مالك قال :قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"إن الله ليرضى عن العبد أن يأكل الأكلة فيحمده عليها أو يشرب الشربة فيحمده عليها".
* روى مسلم في صحيحه من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لأن أقول : سبحان الله , والحمد لله , ولا إله إلا الله , والله اكبر أحب إلي مما طلعت عليه الشمس"
* عن أم هانئ بنت أبي طالب قالت : مر بي رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت : إني قد كبرت وضعفت ، أو كما قالت ، فمُرني بعمل أعمله وأنا جالسة . قال : " سبٍّحي الله مائة تسبيحه ، فإنها تعدل لك مائة رقبة تعتقينها من ولد إسماعيل ، واحمدي الله مائة تحميدةٍ ، تعدل لك مائة فرس مسرجة ملجمة تحملين عليها في سبيل الله وكبري الله مائة تكبيرة فإنها تعدل لك مائة بدنه مقلدة متقبلة ، وهلّلي مائة تهليلة . قال ابن خلف : ( الراوي عن عاصم ) أحسبه قال : ـ تملأ ما بين السماء والأرض ، ولا يرفع يومئذٍ لأحد عمل إلا أن يأتي بمثل ما أتيتٍ به"

http://ia700704.us.archive.org/1/items/graphics_01/110.gif

فضائل الشكر:

* زيادة النعم من الله مرتبطة بالشكر "وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِن شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِن كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ"إبراهيم7
*الشكر سبب من أسباب منع العذاب "مَّا يَفْعَلُ اللّهُ بِعَذَابِكُمْ إِن شَكَرْتُمْ وَآمَنتُمْ وَكَانَ اللّهُ شَاكِراً عَلِيماً "النساء147
* جعل الله الشكر دليل على العبادة "واشكروا لله إن كنتم إياه تعبدون " البقرة 172
*الشكر من أجل مظاهر بر الوالدين " أن اشكر لي ولواديك إلي المصير" لقمان 14
*هم أبليس الأكبر أن يصرف العباد عن الشكر لعظيم أجر الشاكرين "ثُمَّ لآتِيَنَّهُم مّن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَـٰنِهِمْ وَعَن شَمَائِلِهِمْ وَلاَ تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَـٰكِرِينَ" الاعراف 17
*عن ابن عطاء تقول :" من لم يشكر النعمة فقد تعرض لزوالها ومن شكرها فقد قيدها بعقالها"
http://ia700704.us.archive.org/1/items/graphics_01/110.gif
كلمات عن الحمد وعن الشكر






*قال ابن القيم رحمه الله : " مبنى الدين على قاعدتين: الذكر والشكر، وهذان الأمران هما جماع الدين؛ فذكره مستلزم لمعرفته، وشكره متضمن لطاعته وهذان هما الغاية التي خلق لأجلها الجن والإنس، أن يذكر وأن يشكر، يذكر فلا ينسى، ويشكر فلا يكفر، وهو سبحانه ذاكر لمن ذكره شاكر لمن شكره، فذكره سبب لذكره وشكره سبب لزيادته من فضله"
يقول محمد جمال الدين القاسمي عن السبب الصارف للخلق عن الشكر

* اعلم أنه لم يقصر بالخلق عن شكر النعمة إلا الجهل والغفلة ، فإنهم منعوا بالجهل والغفلة عن معرفة النعم ، ولا يتصور شكر النعمة إلا بعد معرفتها . ثم إنهم إن عرفوا نعمة ظنوا أن الشكر عليها أن يقول بلسانه : "الحمد لله الشكر لله " ، ولم يعرفوا أن معنى الشكر أن يستعمل النعمة في إتمام الحكمة التي أريدت بها وهي طاعة الله عز وجل ، فلا يمنع من الشكر بعد حصول هاتين المعرفتين إلا غلبة الشهوة واستيلاء الشيطان .

*عن بعض التابعين رضي الله عنهم : إنه قال " من تظاهرت عليه النعم فليكثر ذكر الحمدلله ومن كثرة همومه فعليه بلإستغفار ومن ألح عليه الفقر فليكثر لا حول ولا قوه إلا بالله العظيم "
* قال الحسن: ما من نعمة إلا والحمد لله أفضل منها.
* قال بعضهم : "خير عيش أدركه السعداء بصبرهم , وترقوا إلى أعلى المنازل بشكرهم ، فساروا بين جناحي الصبر والشكر إلى جنات النعيم ، وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء ، والله ذو الفضل العظيم "
*قال كعب الأحبار : ما أنعم الله على عبد نعمة في الدنيا فشكرها لله ، وتواضع بها لله ، إلا أعطاه الله نفعها في الدنيا ، ورفع له بها درجة في الآخرة ، وما أنعم الله على عبد من نعمة في الدنيا فلم يشكرها لله ، ولم يتواضع بها لله إلا منعه الله نفعها في الدنيا ، وفتح له طبقات من النار يعذبه إن شاء أو يتجاوز عنه"
**عن ابن عطاء تقول :" من لم يشكر النعمة فقد تعرض لزوالها ومن شكرها فقد قيدها بعقالها"
*قال شقيق بن إبراهيم في تفسير "الحمد لله" قال: هو على ثلاثة أوجه: أولها إذا أعطاك الله شيئا تعرف من أعطاك. والثاني أن ترضى بما أعطاك. والثالث ما دامت قوته في جسدك ألا تعصيه، فهذه شرائط الحمد
*عن أبي عبد الرحمن الجبائي قال : الصلاة شكر ، والصيام شكر ، وكل خير تفعله لله شكر ، وأفضل الشكر الحمد .
http://ia700704.us.archive.org/1/items/graphics_01/110.gif

تعالوا معنا نبحر في هذا الشوق العظيم
http://www.youtube.com/watch?v=YWordXsrFbM (http://www.youtube.com/watch?v=YWordXsrFbM)

أم عبد المنعم
07-16-2012, 02:54 AM
http://ia700704.us.archive.org/1/items/graphics_01/163.gif

قال الإمام القيم ابن القيم رحمه الله :

السنة شجرة , والشهور فروعها , و الأيام أغصانها ,و الساعات أو راقها , و الأنفاس ثمراتها , فمن كانت أنفاسه في طاعة فثمرة شجرته طيبة , و من كانت في معصية فثمرته حنظل .
إنما يكون الجَدَادُ يوم المعاد , فعند الجداد يتبين حلو الثمار من مرها .
و الإخلاص و التوحيد شجرة في القلب ,فروعها الأعمال ,وثمرُها طيب الحياة في الدنيا و النعيم المقيم في الأخرة , و كما أن ثمار الجنة لا مقطوعة و لا ممنوعة فثمرة التوحيد و (http://www.maroc-quran.com/vb/t9692.html)الإخلاص في الدنيا كذلك .

و الشرك و الكذب و الرياء شجرة في القلب , ثمرها في الدنيا الخوف و الغم وضيق الصدر و ظلمة القلب , و ثمرها في الآخرة الزقوم و العذاب المقيم , و قد ذكر الله هاتين الشجرتين في سورة إبراهيم . [الفوائد : ص - 214 ] .

أشار رحمه الله إلى قوله تعالى :

[أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاء (24) تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا وَيَضْرِبُ اللّهُ الأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ (25) و َمَثلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ اجْتُثَّتْ مِن فَوْقِ الأَرْضِ مَا لَهَا مِن قَرَارٍ (26) يُثَبِّتُ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللّهُ مَا يَشَاء (27) ] ( سورة إبراهيم الآية 24 -27 )
______________
الجَداد : قطف الثمر

رحمة الله عليك يا إمام
______________
http://ia700704.us.archive.org/1/items/graphics_01/113.gif
وقال سفيان الثوري : ما عالجت شيئاً أشدّ عليَّ من نيتي لأنها تتقلب عليَّ في كل حين .
وقال يوسف بن أسباط : تخليص النية من فسادها أشد على العاملين من طول الاجتهاد.
وقال بعض السلف : من سرَّه أن يُكمَّل له عمله فليُحسِّن نيته فإنَّ الله عز وجل يأجر العبد إذا أحسن نيته حتى باللقمة يأكلها
قال سهل بن عبدالله التستري : ليس على النفس شيءٌ أشقُّ من الإخلاص لأنه ليس لها فيه نصيب .
وقال ابن عيينة : كان من دعاء المطرِّف بن عبد الله : اللهم إني أستغفرك مما زعمت أني أريد به وجهك ، فخالط قلبي منه ما قد علمت .
وهذا خالد بن معدان رحمه الله إذا عظمت حلقته من الطلاب ، قام خوف الشهرة والرياء.
وهذا محمد بن المنكدر يقول : كابدت نفسي أربعين سنة حتى استقامت على طاعة الله.
وهذا أيوب السختياني كان يقوم الليل كله فإذا جاء الصباح رفع صوته كأنه قد استيقظ من حينه .
وكان رحمه الله إذا حدَّث بحديث النبي صلى الله عليه وسلم يشتدُّ عليه البكاء وهو في حلقته ، فكان يشدُّ العمامة على عينه ويقول : ما أشدَّ الزكام.. ما أشدَّ الزكام..
وهذا عبد الواحد بن زيد يخبرنا بحديث عجيب حصل لأيوب وقد عاهده ألاَّ يخبر إلا أن يموت أيوب ـ إذ لا رياء يومئذ ـ ، قال عبدالواحد : كنت مع أيوب فعطشنا عطشاً شديداً حتى كدنا نهلك ، فقال أيوب : تستر علي ، قلت : نعم إلا أن تموت، قال : عبد الواحد فغمز أيوب برجله على حِراءٍ فتفجَّر منه الماء فشربت حتى رويت وحملت معي.
كانت بينهم وبين الله أسرار لو أقسم منهم على الله أحد لأبرَّه إلا لإخلاصهم وصدقهم مع الله تبارك وتعالى
http://ia700704.us.archive.org/1/items/graphics_01/113.gif
http://www.youtube.com/watch?v=1Q26JC-jNlg

أم عبد المنعم
07-18-2012, 04:41 AM
http://ia700704.us.archive.org/1/items/graphics_01/163.gif
ـ ومما ينبغي الحرص الشديد عليه في هذه العشر :الإعتكاف في المساجد التي تصلي فيها فقد كان هدى النبي صلى الله علية وسلم المستمر الإعتكاف في العشر الأواخر حتى توفاه الله كما في الصحيحين عن عائشة .

وانما كان يعتكف في هذه العشر التي تطلب فيها ليلة القدر قطعاً لانشغاله وتفريغاً للياليه وتخلياً لمناجاة ربه وذكره ودعائه ,وكان يحتجز حصيراً يتخلى فيه عن الناس فلا يخالطهم ولا ينشغل بهم .

وقد روى البخاري أنه عليه الصلاة والسلام اعتكف في العام الذي قبض فيه عشرين يوما.

قال الإمام الزهري رحمة الله عليه : { عجباً للمسلمين تركوا الإعتكاف مع أن النبي > صلى الله عليه وسلم <ما تركه منذ قدم المدينة حتى قبضه الله عز وجل } .
http://ia600704.us.archive.org/1/items/graphics_01/113.gif
ومن أسرار الإعتكاف صفاء القلب والروح إذ أن مدار الأعمال على القلب كما في الحديث ( إلا و أن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب )

فلماكان الصيام وقاية للقلب من مغبة الصوارف الشهوانية من فضول الطعام و الشراب و النكاح فكذلك الإعتكاف ينطوي على سر عظيم وهو حماية العبد من أثار فضول الصحبة وفضول الكلام وفضول النوم وغير ذلك من الصوارف التي نفرق أمر القلب ونفسدُ اجتماعه على طاعة الله .

ومما يجدر التنبة علبه هنا أن كثيراً من الناس يعتقد أنه لا يصح له الإعتكاف إلا إذا اعتكف كل أيام العشر ولياليها , وبعضهم يعتقد أنه لابد من لزوم المسجد طيلة النهار والليل وآلا م يصح اعتكافه , وهذا ليس صواباً إذ أن الإعتكاف وإن كانت السنة فيه اعتكاف جميع العشر إلا أنه يصح اعتكاف بعض العشر سواءً نهاراً أو ليلها كما يصح أن يعتكف الإنسان جزءً من الوقت ليلاً أو نهاراً إن كان هناك ما يقطع اعتكافه من المشاغل فإذا ما خرج لا مر مهم أو لوظيفة مثلاً استأنف نية الإعتكاف عند عودته , لأن الإعتكاف في العشر مسنون أما إذا كان الإعتكاف واجباً كأن نذر الإعتكاف مثلاً فأنه يبطل بخروجه من المسجد لغير حاجة الإنسان من غائط وما كان في معناه كما هو مقرر في موضعه من كتب الفقه
http://ia600704.us.archive.org/1/items/graphics_01/113.gif

فلا تشتغل إلا بما يكسب العلا ******** ولا ترض للنفس النفسية بالردى
وفي خلوة الإنسان بالعلم أُنسه******** ويسلم دين المرء عند التوحد
ويسلم من قال وقيل ومن أذى******** جليس ومن واش بغيظ وحسدِ
وخير مقام قمت فيه وحلية ******** تحليتها ذكر الإله بمسجد
ومن أهم الأعمال في هذا الشهر وفي العشر الأواخر منة على وجه الخصوص تلاوة القرآن الكريم بتدبر وخشوع ,واعتبار معانية وأمره ونهيه قال تعالى . ( شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان) فهذا شهر القرآن , وقد كان النبي صلى الله علية وسلم يدارسه جبريل في كل يوم من أيام رمضان حتى يتم ما أنزل علية من القرآن وفي السنة التي توفي فيها قرأ القرآن على جبريل مرتين .

وقد أرشد النبي صلى الله عليه وسلم إلى فضل القرآن وتلاوته فقال ( إقروا القرآن فان لكم بكل حرف حسنة والحسنة بعشر أمثالها أما إني لا أقول ألم حرف ولكن ألف حرف ولام حرف وميم حرف)رواه الترمذي وإسناده صحيح واخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن القرآن يحاج عن صاحبه يوم العرض الأكبر فقال( يوتى يوم القيامة بالقرآن وأهله الذين كانوا يعملون به في الدنيا تقدمه سورة البقرة وآل عمران تحاجان عن صاحبهما) رواه مسلم
http://www.youtube.com/watch?v=v5C-mLlic1I

أم عبد المنعم
07-18-2012, 05:01 AM
http://ia700704.us.archive.org/1/items/graphics_01/163.gif

كيف تكسب ليلة القدر؟





الحمد لله الذي فرض صيام هذا الشهر وسنَّ لنا قيامه، والصلاة على خيرة خلقه محمد صلى الله عليه وسلم والذي لم يترك خيراً إلا ودل أمته عليه، فروى عنه أبو هريرة -رضي الله تعالى عنه- أنه صلى الله عليه وسلم قال:"من صام رمضان إيماناً واحتساباً غُفر له ما تقدم من ذنبه، ومن قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غُفر له ما تقدم من ذنبه"(1)وروي عنه أيضاً أنه قال:"من قام رمضان إيماناً واحتساباً غُفر له ما تقدم من ذنبه"(2)وإن من الحرمان أن نرى كثيراً من المسلمين يقضون هذه اللحظات والفرص النادرة فيما لا ينفعهم، فإذا جاء وقت القيام كانت أحوالهم ما بين:
(أ) نائمون.
(ب) يتسامرون ويقعون في غيبة إخوانهم المسلمين.
(ج) يقضون أوقاتهم في المعاصي من مشاهدة القنوات الفضائية الهابطة، ومشاهدة الأفلام والمسلسلات الرمضانية – كما يسمونها- وحاشا رمضان أن يكون له أفلام، أو مسلسلات مع ما فيها من اختلاط النساء بالرجال، والموسيقى، وما هو أشنع من ذلك.

لذلك لا بد من تجديد التوبة في هذا الشهر، فهذه فرصتنا للأسباب التالية:
أ. لأن مردة الشياطين تصفد، كما روى أبو هريرة -رضي الله تعالى عنه- مرفوعاً "أتاكم رمضان شهر مبارك فرض الله عز وجل عليكم صيامه، تفتح فيه أبواب السماء، وتغلق فيه أبواب الجحيم، وتغل فيه مردة الشياطين، لله فيه ليلة خير من ألف شهر من حرم خيرها فقد حرم"(3).

http://ia600704.us.archive.org/1/items/graphics_01/113.gif
لإقبال النفسي على فعل الخيرات في هذا الشهر ما لا تستطيعه في الأشهر الأخرى.
ج. أن الصوم في نهار رمضان يمنع من القيام بكثير من المعاصي.
ولو كان أمام أعيننا أنه قد يكون آخر رمضان نصومه لسهلت علينا التوبة، فكم من شخص مات قبل أن يبلغه، أما نحن فقد بلغناه الله عز وجل فلندعوه أن يعيننا على صيامه وقيامه.
مقارنة بين أعمارنا وأعمار الأمم السابقة:
قال صلى الله عليه وسلم فيما رواه عنه أبو هريرة رضي الله تعالى عنه:"أعمار أمتي ما بين الستين إلى السبعين وأقلهم من يجوز ذلك"(4).
كان أعمار السابقين مئات السنين، فهذا نوح -عليه السلام- لبث في قومه يدعوهم ألف سنة إلا خمسين عاماً، وعن أبي هريرة –رضي الله عنه- قال: قال صلى الله عليه وسلم نحن الآخرون السابقون يوم القيامة".
فكيف يكون لنا السبق، ونحن أقل أعماراً؟! يكون ذلك باستغلال الفرص والتسابق عليها كما يتسابق الناس على الوظائف، والتسجيل في الجامعات، وعلى التخفيضات أيضاً.
ومن أعظم هذه الفرص، الحرص على ليالي العشر الأواخر من رمضان، فإن لم يكن، فعلى الأقل ليلة 21، 23، 25، 27، 29 لأن ليلة القدر لن تتعدى إحدى هذه الليالي كما قال صلى الله عليه وسلم:"تحروا ليلة القدر في الوتر من العشر الأواخر من رمضان".
إلا إذا كان هناك اختلاف بين دول العالم الإسلامي في دخول رمضان، فإن الأحوط العمل كل ليالي العشر.
قال سبحانه وتعالى:"ليلة القدر خير من ألف شهر".
منذ أن يؤذن المغرب إلى أن يؤذن الفجر في الغالب لا يتجاوز 12 ساعة.
فكم سنة تعدل ليلة القدر؟ أكثر من ثلاث وثمانين سنة!! فلو حرصت كل الحرص على هذه الليلة فلا تفوتك، وذلك بقيام كل ليالي العشر الأخيرة، واستغلال كل ليلة منها كأحسن ما يكون الاستغلال كقدوتنا وحبيبنا محمد -صلى الله عليه وسلم- كما روت عنه عائشة رضي الله عنها:"أنه إذا دخل العشر شد المئزر وأحيا ليله وأيقظ أهله".
ولنحسب عمر واحد منا حرص على القيام في ليالي الوتر لمدة عشر سنوات، إن هذا يساوي أكثر من 830 سنة بإذن الله، ولو عشت عشرين سنة بعد بلوغك، وكنت ممن يستغل كل ليالي العشر بالعبادة، لكان خير من 1660 سنة بإذن الله، وبهذا نحقق السبق يوم القيامة، وذلك باستغلال فرص لم تكن للأمم السابقة من اليهود والنصارى.
لذلك منذ أن يدخل شهر رمضان ادع الله أن يعينك ويوفقك لقيام ليلة القدر، فمن أعانه الله فهو المعان، ومن خذله فهو المخذول.
http://ia600704.us.archive.org/1/items/graphics_01/113.gif

ماذا تفعل في هذه الليلة؟
- الاستعداد لها منذ الفجر، فبعد صلاة الفجر تحرص على أذكار الصباح كلها، ومن بينها احرص على قول:"لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير" مئة مرة، لماذا؟ لما رواه أبو هريرة -رضي الله تعالى عنه- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"من قال لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير في يوم مئة مرة كان له عدل عشر رقاب، وكتبت له مئة حسنة، ومحيت عنه مئة سيئة، وكانت له حرزاً من الشيطان يومه ذلك حتى يمسي، ولم يأت أحد بأفضل مما جاء به إلا أحد عمل أكثر من ذلك"(5).
الشاهد: "كانت له حرزاً من الشيطان يومه ذلك حتى يمسي" حتى لا يدخل عليك الشيطان فيصرفك عن الطاعة.
- احرص على أن تفطر صائماً، إما بدعوته، أو بإرسال إفطاره، أو بدفع مال لتفطيره، وأنت بهذا العمل تكون حصلت على أجر صيام شهر رمضان مرتين لو فطرت كل يوم منذ أن يدخل الشهر إلى آخره صائماً لما رواه زيد بن خالد الجهني عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنه قال:"من فطر صائماً كتب له مثل أجره لا ينقص من أجره شيء"(6).
- عند غروب الشمس ادع أيضاً أن يعينك ويوفقك لقيام ليلة القدر.
- جهز صدقتك لهذه الليلة من ليالي العشر، وليكن لك ادخار طوال السنة لتخريجه في هذه الليالي الفاضلة فلا تفوتك ليلة من ليالي الوتر إلا وتخرج صدقتها، فالريال إذا تقبله الله في ليلة القدر قد يساوي أكثر من ثلاثين ألف ريال، و 100 ريال تساوي أكثر من 300 ألف ريال وهكذا، وقد روى أبو هريرة -رضي الله تعالى عنه- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"من تصدق بعدل تمرة من كسب طيب ولا يقبل الله إلا الطيب، وإن الله يتقبلها بيمينه، ثم يربيها لصاحبه كما يربي أحدكم فلوه(7)، حتى تكون مثل الجبل"(8) وروى أبو هريرة أيضاً قال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: يا رسول الله، أي الصدقة أعظم أجراً؟ قال:" أن تصدق وأنت صحيح شحيح تخشى الفقر، وتأمل الغنى ولا تمهل حتى إذا بلغت الحلقوم قلت: لفلان كذا، ولفلان كذا، وقد كان لفلان"(9). http://ia600704.us.archive.org/1/items/graphics_01/113.gif
- لا يفتر لسانك من دعائك بـ "اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني".
- إن كان لك والدان فبرهما وتقرب منهما، واقض حوائجهما وافطر معهما.
ثم إذا أقيمت الصلاة صل بخشوع، فكلما قرأ الإمام آية استشعر قراءته، وكن مع كلام ربك حتى ينصرف الإمام.
- ثم عد إلى بيتك، ولا يكن هذا هو آخر العهد بالعبادة حتى صلاة القيام، بل ليكن في بيتك أوفر الحظ والنصيب من العبادة سواء بالصلاة أو بغيرها.
- ولا تنس -قبل خروجك من المسجد- أن تضع صدقة هذه الليلة، وإذا كان يصعب عليك إخراج صدقة كل ليلة من هذه الليالي فمن الممكن أن تعطي كل صدقتك قبل رمضان أو قبل العشر الأواخر جهة خيرية توكلها بإخراج جزء منها كل ليلة من ليالي العشر.
- ولا تنس وأنت في طريقك من وإلى المسجد أن يكون لسانك رطباً من ذكر الله، ولا تنس سيد الاستغفار هذه الليلة:"اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت خلقتني وأنا عبدك، وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت، أعوذ بك من شر ما صنعت، أبوء لك بنعمتك علي، وأبوء بذنبي فاغفر لي إنه لا يغفر الذنوب إلا أنت. قال صلى الله عليه وسلم:"من قاله فمات من يومه أو ليلته دخل الجنة"(16)، وما بين تهليل وتسبيح وتحميد وتكبير وحوقلة؛ لما رواه أبو سعيد الخدري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:" استكثروا من الباقيات الصالحات، قيل وما هن يا رسول الله؟ قال: التكبير والتهليل والتسبيح والحمد لله ولا حول ولا قوة إلا بالله"(17)وما بين صلاة على رسولنا محمد -صلى الله عليه وسلم- ثم الدعاء بخيري الدنيا والآخرة، فإذا دخلت بيتك تلمَّس حاجة من هم في البيت، سواء والداك أو زوجتك أو إخوانك أو أطفالك، فقم بخدمة الجميع بانشراح الصدر واحتساب واستغل القيام بحوائجهم بقراءة القرآن عن ظهر قلب، فقل هو الله أحد تعدل ثلث القرآن في الأجر، كما روى أبو الدرداء عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال:"أيعجز أحدكم أن يقرأ في ليلة ثلث القرآن؟ قال:"وكيف يقرأ ثلث القرآن؟ قال: قل هو الله أحد ثلث القرآن"(18). فإذا قرأتها ثلاث مرات حصلت على أجر قراءة القرآن كاملاً
http://www.youtube.com/watch?v=MdHpBMCpC94