المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : حادث أليم وابتلاء عظيم - قصة حقيقية من حياة فضيلة الشيخ محمود عبد الرازق الرضواني


khaledbelal
02-27-2010, 12:39 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

هذه القصة من ترجمة الشيخ محمود عبد الرازق الرضواني حفظه الله اقتبستها منها واليكم القصة

حادث أليم وابتلاء عظيم

سافر الشيخ مع أولاده في سيارته الخاصة إلى مكة في رمضان لعمل العمرة والاعتكاف في المسجد الحرام في العشر الأواخر، وبعد قضاء ليلة السابع والعشرين وبعد صلاة الفجر توجه الشيخ عائدا إلى أبها لإنجاز متعلقات الكلية وتجهيز نسخة من جداول الأساتذة وإرسالها إليهم استعدادا لبداية الدراسة بعد العيد، وفي منتصف الطريق بعد الظهر في بلدة يقال لها المخواة صلى الشيخ مع أولاده صلاة الظهر والعصر جمعا وقصرا ، ثم ركب سيارته وواصل سيره . وبعد قليل وجد الشيخ سيارة نقل متوسطة محملة بخزان كبير أراد أن يتجاوزها، لكن سائقها وهو صبي صغير لم يتجاوز الحادية عشر من عمره ، وليست له رخصة تؤهله للقيادة، انحرف بشكل عمودي ومفاجئ على الطريق ظنا منه أنه لا أحد سيمر بجانبه ، وأن الطريق طريقه وحده، فقطع الطريق على الشيخ وأدرك الشيخ في لحظتها أن الموت قريب فنطق بالشهادة ، وحاول إيقاف السيارة بكل قوته لكنها اصطدمت بمنتصف السيارة النقل عند مخزن الوقود ، فاشتعل حريق هائل أحرقها وطالت النيران بعضا من سيارة الشيخ ، وأصيب الشيخ بغيبوبة ظن من اجتمعوا حوله أنه توفي ، فتركوه وتركوا أهله لتأكلهم النار ، وأصيبت زوجته بكسور شديدة في الرأس وفي الفخذ، وكانت تنادي على الناس من حولها وتشير إليهم ليخرجوها ، وهم يقولون لها ولابنتها الكبرى : الأمر انتهى قولي : لا إله إلا الله. وبقي الناس ينتظرون الدفاع المدني، ولا يريدون إنقاذ أحد خوفا على أنفسهم من النيران، فلما استيقظ الشيخ من غيبوبته وجد نصف بدنه قد احترق ، ووجد ولده عبد الرزاق قد انكسرت ساقه ، وكذلك بنته الكبرى انكسرت رجلها ، والصغرى أصيبت بكسر في رأسها، وفك الشيخ حزام الأمان وفتح باب السيارة ونزل منها دون أذى أو كسور غير ما أصابه من حروق شديدة، فوجد الصبي الذي يسوق السيارة الأخرى ينادي عليه لينقذه و، الناس لا يريدون أن ينقذوه خوفا على أنفسهم وظنا منهم أنه سيموت حرقا، فتقدم الشيخ بقوة لإنقاذه فجذبوه ومنعوه حتى لا يهلك هو الآخر ، فأغمي على الشيخ ، وظل الصبي يحترق حتى توفي . وكان منظرا أليما وابتلاء عظيما، كان الشيخ يقول : لو فتحوا علي باب السيارة أو حاولوا إيقاظي من غيبوبتي أو أخرجوني لما أصبت بشيء ، ولكنها أسباب ليمضي قدر الله كما كتب في اللوح المحفوظ وتقع عين الحاسد كابتلاء للناس . وجد الشيخ نفسه مصابا في مستشفى الباحة هو وزوجته وأولاده الثلاثة، وهو أشدهم معاناة بسبب الحروق الشديدة التي قاربت نصف الجسد . ثم نقلوه إلى مستشفى عسير لعدم وجود الإمكانيات في الباحة، ومكث قرابة الشهرين تحت إشراف أطباء من غير ذوي الخبرة فتأذى الشيخ كثيرا من طريقة علاجهم، ومن شدة الألم الذي يشعر به يوميا عن تطهير جروحه وكان يقول لهم : يستحيل أن تكون هذه طريقة للعلاج من الجروح بل هي طريقة للموت . وكانت المستشفى في عسير لا يوجد بها الأجهزة الكافية لإجراء العمليات الجراحية في الحروق الكبيرة، ورفض الشيخ علاجهم ، وطلب أن يعالج على نفقته الخاصة في مشفى خاص أو ينقل إلى بلده، فتدخل كثير من الناس لنقله إلى جده وآخرون كانوا يرغبون في نقله إلى الرياض، وكان أغلب زملائه في الكلية يرجحون أن الشيخ سيموت بسبب سوء حالته الصحية ، وذهاب نصف جلده عن بدنه ، وقال له بعضهم لما عوفي : كنا على يقين أنك ستموت وكنا نرتب لك أمور دفنك ونقل جسمانك إلى بلدك. وقد اشتكت المستشفى من كثرة زواره يوميا من إخوانه الأساتذة وطلاب العلم وكثير من معارفه ، وكثير منهم من كانت له مواقف جيده ، وخصوصا وكيل الكلية الذي كانت عينه سببا فيما ألم به . ونقل الشيخ إلى الرياض وبدأت رحلة معاناة جديدة استمرت قرابة الشهرين تحت إشراف أساتذة من ذوي الكفاءة والخبرة تمكنوا من إجراء عمليات جراحية عديدة ، ومعالجة الأخطاء التي وقع فيها الأطباء في مستشفى عسير، وبفضل الله ثم بإيمان الشيخ بقضاء الله وقدره ووجود بعض المحبين له من بلده تحمل الشيخ الآلام وتجاوزها، وكان كل ليلة وهو راقد طريح الفراش على ظهره طوال تلك الفترة ، يشرح لمحبيه وزاره مسائل التوحيد والعقيدة ، ويرد على استفساراتهم في مسائل الأسماء والصفات وقضايا التوحيد والإيمان . تجاوز الشيخ بفضل الله محنته وشفاه الله وعاد إلى أبها في كلية الشريعة وأصول الدين بعد رحلة طويلة من الألم رأى الشيخ فيها أمورا ما تصورها في حياته ، فقد كان يتأمل في خلق الله وهو يرى نصف جسده يوميا لحما أحمر دون جلد يغطيه، وهم يغسلونه بأنواع المطهرات المختلفة، وكان يدعوا الله أن تكون كفارة لذنوبه وسببا في رفعة منزلته ودرجته عند الله. ومن الله أيضا على زوجته وبرئت بحول الله وقوته مما أصابها من كسور شديدة في رأسها وفي فخذها إذ مكثت قرابة الأربعة أشهر قعيدة لا تتحرك، وكذلك أبرأ الله أولاده جميعا وعادوا إلى ما كانوا عليه من صحة وعافية . غير أن الشيخ كان يعاني كثيرا من إمكانية الحركة والوقوف ، لاسيما وأنه كان نائما على ظهره كل تلك الفترة التي قضاها دون حركة ، فأخذ وقتا طويلا حتى تمكن من الحركة بوضعها السابق وقد بترت بعض أصابعه في يده اليسرى ، وشوهت يده بسبب شدة الحروق .

فتح من الله بعد المحنة

بعد أن استعاد الشيخ عافيته بفضل الله وحده أقدم على بحثه في أسماء الله الحسنى واستخراجها من القرآن والسنة ، وكانت قضية الأسماء الحسنى من القضايا الشائكة التي كان يواجهها الشيخ عبر سنين الدعوة ، فتمييز الأسماء الحسنى أمر شاق على نفس كل شيخ لكن البداية الفعلية اجتمعت فيها ثلاثة مواقف متراكمة كانت السبب المباشر في القيام بهذا البحث: الموقف الأول كثرة الأسئلة المحرجة التي كان يوجهها الأستاذ عماد الدين أديب عند استضافته للشيخ برفقة الدكتور عمر بن عبد العزيز والشيخ خالد الجندي ، إذ كان يسأل عن الأسماء المشهورة ، وهل هي نص نبوي مرفوع ؟ ومن الذي جمعها ؟ وكيف جمعها ؟ ومتى رتبها ؟ ولماذا رتبها على هذا النحو المشهور؟ مما أحرج المشايخ ولم يتمكنوا من الإجابة . الموقف الثاني أن سائلا جاء إلى الشيخ وهو معتكف في الحرم بصحبة الشيخ علي حشيش والشيخ مصطفى العدوي يسأل عن بعض الأسماء الحسنى كالجميل والنظيف والسخي والنور فكان كل منهم يحيل على الآخر ، ولا يتمكن السائل من الخروج بإجابة محددة ، فأحس الشيخ وقتها بحرج شديد وأن الأمر يفتقر إلى بحث جديد. الموقف الثالث أن أحد العاملين بكلية الشريعة وأصول الدين بأبها ولد له مولود ، فأراد أن يسميه عبد العال ، فرفض موظف السجلات أن يكتب الاسم ؛ لأنه ليس من أسماء الله الحسنى وحدث نزاع بينهما وطلب الموظف فتوى بالتسمية ، فلما جاء الرجل إلى قسم العقيدة في مكتب الشيخ محمود الرضواني ، وكان معه فضيلة الشيخ سالم القرني وبعض الأساتذة أحال كل منهم على الآخر مسئولية الحكم بأن العال اسم أو ليس باسم ، وكان موقفا محرجا كل ذلك دعا الشيخ على الإقدام على بحث الأسماء الحسنى إذ كانت وسائل البحث سهلة وميسورة والشيخ متمكن فيها بحمد الله

المصدر (http://www.alridwany.com/cv.html#a13)

المشتاقة للجنة
03-08-2010, 08:07 PM
فعلا انه حادث اليم حفظ الله جميع المسلمين
شكرا لك اخي

khaledbelal
03-09-2010, 12:40 AM
اللهم امين

جزاكم الله خيرا