منتدى رياض الجنة - Riad Al-Ganah

منتدى رياض الجنة - Riad Al-Ganah (https://montada.khaledbelal.com/index.php)
-   روضة الفتاوى (https://montada.khaledbelal.com/forumdisplay.php?f=50)
-   -   أيّ عَمَل نَقوم به يجب أن يُصَاحبه نية لوجه الله تعالى ، وإلاَّ أصبح لا قيمة له . ما صحة ذلك ؟ (https://montada.khaledbelal.com/showthread.php?t=3257)

المشتاقة للجنة 01-19-2011 07:59 PM

أيّ عَمَل نَقوم به يجب أن يُصَاحبه نية لوجه الله تعالى ، وإلاَّ أصبح لا قيمة له . ما صحة ذلك ؟
 
أيّ عَمَل نَقوم به يجب أن يُصَاحبه نية لوجه الله تعالى ، وإلاَّ أصبح لا قيمة له . ما صحة ذلك ؟




السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
فضيلة الشيخ...... ما صحة هذا الكلام .......؟

عَلَّمَنَا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن الأعمال بالنيات ، أي أنّ أيّ عَمَل نَقوم به يجب أن يُصَاحبه نية لوجه الله تعالى ، وإلاَّ أصبح لا قيمة له . فَـ نِـيَّة + عادة = عبادة

فجددوا نواياكم إخواني وأخواتي وشاركوا بها معنا ، فالدال على الخير كفاعله .

وهذه هي نيتي في هذا العمل .

الجواب

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

ثَبَت في الصحيحين مِن حديث عمر رضي الله عنه قال : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : إِنَّمَا الأَعْمَالُ بِالنِّيَّةِ ، وَإِنَّمَا لامْرِئٍ مَا نَوَى ؛ فَمَنْ كَانَتْ هِجْرَتُهُ إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ فَهِجْرَتُهُ إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ ، وَمَنْ كَانَتْ هِجْرَتُهُ إِلَى دُنْيَا يُصِيبُهَا أَوْ امْرَأَةٍ يَتَزَوَّجُهَا فَهِجْرَتُهُ إِلَى مَا هَاجَرَ إِلَيْهِ .



والـنِّـيَّة تَكون رُكْنـًا في العَمَل ، وتَكون شَرْط صِحَّـة ، وتَكون شَرْط كَمَال .


ففي الحَجّ والعُمْرَة الـنِّـيَّة رُكْن .


وفي كثير مِن العِبَادات كالطهارة والصلاة والصيام تكون الـنِّـيَّة شَرْط صِحَّـة ، أي لا يَصِحّ العَمَل إلاَّ بِها .


وفي أداء الزَّكاة – ومثلها أداء الدَّين – تكون الـنِّـيَّة شَرْط كَمَال .


أي من أُخِذَتْ مِنه الزَّكاة بَرئت ذِمّته ، ولو لَم يَنوِ أداء الزَّكاة ، ومثله من أدَّى دينا عليه أو على غيره ، تحقق المقصود ولو لم تُوجَد الـنِّـيَّة ، إلاَّ أن احتِساب ذلك يُحقق تَرتّب الأجر على ذلك العَمَل .



كَمَا أنه ليس كُلّ عَمَل تُوجَد فيه الـنِّـيَّة يُؤجر صاحِبه ، فلو تَقَرَّب إلى الله بغير ما شَرَع لم يترتّب عليه الأجر ولو وُجِدت الـنِّـيَّة .


وذلك لأنّ شَرْط قبول العَمَل : الإخْلاص لله ، والْمُتَابَعَة لِرَسُوله صلى الله عليه وسلم .


قال ابن القيم رحمه الله : لَو نَفَع العِلْم بِلا عَمَل لَمَا ذَمّ الله سبحانه أحْبَار أهل الكِتاب ، ولو نَفَع العَمَل بِلا إخْلاص لَمَا ذَمّ الْمُنَافِقِين . اهـ .


أقول : ولو نَفَع العَمَل بِلا مُتابَعة للنبي صلى الله عليه وسلم لَمَا ذَمّ الله أصحاب الوُجُوه الخاشِعة

فلا بُـدّ من اجتِماع الأمرين في العَمَل : الإخْلاص والْمُتَابَعَة .


قال تعالى : (لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً) .


قال الفضيل بن عياض في هذه الآية : أخْلَصُه وأصْوَبه ، فإنه إذا كان خَالِصا و لم يكن صَوابا لَم يُقْبَل ، وإذا كان صوابا ولم يكن خَالِصا لم يقبل حتى يكون خَالِصا ، والْخَالِص إذا كان لله ، والصَّوَاب إذا كان على السُّـنَّة .

ولا تَكْفي الـنِّـيَّـة وَحْدها دون العَمَل ؛ إلاَّ في حال عدم الاستطاعة على أداء العمل .


كمَا أنه لا بُـدّ مع الـنِّـيَّـة مِن إحْسَان العَمَل ؛ ليَكون مَقْبُولا عند الله .

وفي الحديث : إن الرجل ليصلي سِتِّين سَنة ومَا تُقبل له صلاة ؛ لعله يُتمّ الركوع ولا يُتمّ السجود ، ويُتمّ السجود ولا يُتمّ الركوع .


ولا شَكّ أنَّ صَلاح الـنِّـيَّـة في الأعمَال الدنيوية واحتِسَاب الأجْر فيها مما يُؤجَر عليه الْمُسْلِم عدا ما جاء استثناؤه .


وفي خَبَر أبي موسى رضي الله عنه مَع مُعاذ رضي الله عنه : فَقَالَ مُعَاذ لأَبِي مُوسَى : كَيْفَ تَقْرَأُ الْقُرْآنَ ؟ قَالَ : قَائِمًا وَقَاعِدًا وَعَلَى رَاحِلَتِي ، وَأَتَفَوَّقُهُ تَفَوُّقًا . قَال مُعاذ : أَمَّا أَنَا فَأَنَامُ وَأَقُومُ فَأَحْتَسِبُ نَوْمَتِي كَمَا أَحْتَسِبُ قَوْمَتِي . رواه البخاري ومسلم .

ولا يَجوز التَّلَفُّظ بالـنِّـيَّـة ؛ لأنَّ الـنِّـيَّـة مَحَلّها القَلْب ، ولأنَّ التَّلَفُّظ بها أمْـرٌ مُحْدَث ، ولا يُتقرَّب إلى الله إلاَّ بِمَا شَرَع .


ولِذا لَمَّا سَِمع ابنُ عُمر رَجُلاً يَقُول عِند إحْرَامِه : اللهم إني أريد الحج والعمرة . فقال له : أتُـعَلِّم الناس ؟! أوَ ليس الله يَعْلَم مَا في نَفْسِك ؟


فلا يَقول مَن يُريد عَملا مِن الأعمال : نَوَيْتُ كذا ، ولا أنوي كذا . لأن هذا من البِدَع الْمُحْدَثَة

لا في صَلاة ، ولا في طهارة ، ولا في صيام ولا في حَجّ .

و الـنِّـيَّـة عَمَل قَلْبي وليستْ من أعمال الجوارِح حتى تظهر عليها .


وتَعاهُد الـنِّـيَّـة أمْر مُطلوب .

قال سُفيان الثوري : ما عَالَجْتُ شيئا أشَدّ عليّ مِن نِيَّتِي ؛ لأنها تَتَقَلّب عَليّ .

وقال يوسف بن أسباط : تخليص النية مِن فَسادها أشد على العَامِلين مِن طُول الاجتهاد .

وقيل لنافع بن جبير : ألا تشهد الجنازة ؟ قال : كَمَا أنْتَ حتى أنْوِي . قال : فَفَكَّر هُنَيْهَة ، ثم قال : امْضِ !

أي أنه لَم تَكُن له نِيَّـة لِشُهُود الجنازة .

وقال مطرف بن عبد الله : صلاح القلب بِصَلاح العَمَل ، وصَلاح العَمَل بِصَلاح النِّـيَّة .

والله تعالى أعلم .

فضيلة الشيخ / عبد الرحمن السحيم

شبكة مشكاة الإسلامية

ابو تسنيم 01-20-2011 04:11 PM

جزاكِ الله خيراً ونفع الله بكِ
اللهم ارزقنا الاخلاص في القول والعمل

المشتاقة للجنة 01-27-2011 07:16 PM

اللهم آمين بارك الرحمن بكم اخانا الفاضل


الساعة الآن 06:36 AM.

Powered by vBulletin® v3.8.4, Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. , TranZ By Almuhajir
النسخة الفضية

Ads Management Version 3.0.1 by Saeed Al-Atwi

a.d - i.s.s.w