الموضوع: " لنحيي قلوبنا"
عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 07-06-2012, 03:26 AM
الصورة الرمزية أم عبد المنعم
أم عبد المنعم أم عبد المنعم غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2011
المشاركات: 1,256
افتراضي


علامات مرض القلب وأسبابها

كما أن القلب المادي له علامات على مرضه يستدل بها على مرضه في الفحوصات الطبية ،كذلك الامر للقلب المعنوي له علامات وأعراض تدل على مرضه عليه أن يبادر لعلاجها قبل ان يتمكّن المرض فيموت القلب (مثال : الرجل العجوز الذي انكر عليه بوبدر أخذه للربا وان رجله متدليه في القبر فقال :أعطني الربا واقذفني في القبر ، فمات بعج أسابيع قليلة) .

علامات وأعراض مرض القلب :

1- اتباع المتشابه من القرآن :لأنه لايقصد الوصول للحق بل يفتش عن مايؤيد باطله ويبرر شهوته وضلاله ،أما الراسخون في العلم فيقولون آمنا به كل من عند ربنا.
2- النفاق: وهو ان يبطن الزيغ والفسوق والكفر ويظهر الايمان والصلاح لدواع عدة.
3- التمرد على أحكام الشرع: قال تعالى :" وإذا دعوا الى الله ورسوله ليحكم بينهم إذا فريق منهم معرضون وإن يكن لهم الحق يأتوا اليه مذعنين أفي قلوبهم مرض أم ارتابوا أم يخافون أن يحيف الله عليهم ورسوله بل أولئك هم الظالمون " روي أن منافقا اسمه بشر كانت بينه وبين يهودي خصومة فدعاه اليهودي للتحاكم لرسول الله صلى الله عليه وسلم فأبى وقال: إن محمدا يحيف علينا فلنحتكم كعب الاشرف ،فنزلت الايات ، وجاء التعقيب بعدها بقوله تعالى:"إنما كان قول المؤمنين اذا دعوا الى الله ورسوله ليحكم بينهم أن يقولوا سمعنا وأطعنا وأولئك هم المفلحون"(51 النور)
4- الطمع في المعصية والرغبة اليها والاستجابة لدواعيها:
قال تعالى:"يانساء النبي لستن كأحد من النساء إن اتقيتن فلا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض وقلن قولا معروفا"
5- الرياء وفساد النية : نتيجة ضعف ايمانه بالله واليوم الاخر تضعف دواعي الرجاء بما عند الله ،ورقابة الله في قلبه ،وتقوى دواعي حب المدح والثناء من الناس وطلب الدنيا من وراء عمله. أُولَـئِكَ الَّذِينَ يَعْلَمُ اللّهُ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَعِظْهُمْ وَقُل لَّهُمْ فِي أَنفُسِهِمْ قَوْلاً بَلِيغاً {
6- اتباع الهوى : لعدم مجاهدة النفس فيصبح مريض القلب عبدا لهواه ، قال تعالى:" أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَى بَصَرِهِ غِشَاوَةً فَمَن يَهْدِيهِ مِن بَعْدِ اللَّهِ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ {23}
7- طول الامل : فلا يذكر ولايحب ان يذكر الموت والاخرة،"وَمَا كَانَ لَهُ عَلَيْهِم مِّن سُلْطَانٍ إِلَّا لِنَعْلَمَ مَن يُؤْمِنُ بِالْآخِرَةِ مِمَّنْ هُوَ مِنْهَا فِي شَكٍّ وَرَبُّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ حَفِيظٌ {21}
8- قسوة القلب والجرأة على الله: لايتأثر بموعظة ولا بآية ولابحدث مؤثر ولايرق قلبه لصدقة او يتيم او مسكين (مثال : من قال لايسعدني ان يتعلم ابنائي القرآن ) ،وسبب القسوة البعد عن ذكر الله ، قال تعالى:"فويل للقاسية قلوبهم من ذكرالله" ،قال مالك بن دينار:"ماضرب عبد بعقوبة أعظم من قسوة قلب، وماغضب الله على قوم الا نزع الرحمة من قلوبهم "
9- الحسد والحقد: الحديث "إياكم والحسد فان الحسد يأكل الحسنات كم تأكل النار الحطب"(ابوداود)
10- بغض الصالحين
11- اليأس من رحمة الله : "يَا بَنِيَّ اذْهَبُواْ فَتَحَسَّسُواْ مِن يُوسُفَ وَأَخِيهِ وَلاَ تَيْأَسُواْ مِن رَّوْحِ اللّهِ إِنَّهُ لاَ يَيْأَسُ مِن رَّوْحِ اللّهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ {87}
12- والكبر ومكابرة الحق: "كذلك يطبع الله على كل قلب متكبر جبار " وقال سبحانه:"قلوبهم منكرة وهم مستكبرون "
13- لايتدبر القرآن : قال تعالى :"أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب اقفالها" تليت الاية امام شاب من اليمن اما الرسول صلى الله عليه وسلم فقال: بل على قلوب اقفالها حتى يكون الله يفتحها ، فوقعت في نفس عمر فاستعان به بعد خلافته

:علامات القلب الحي


1- الانابة السريعة لله تعالى: "هذا ماتوعدون لكل أواب حفيظ من خشي الرحمن بالغيب وجاء بقلب منيب " (موقف ابي لبابة بعد ان أشار الى حلقه لليهود فربط نفسه بسارية المسجد)
2- سلامته من الحقد والغل والحسد : هو القلب المخموم "عن عبد الله بن عمرو، قال: قِيلَ لرسولِ الله: أَيُّ النَّاسِ أَفْضَلُ؟ قَالَ: "كُلُّ مَخْمُومِ الْقَلْبِ، صَدُوقِ اللِّسَانِ".قالوا: صدوقُ اللسان، نعرفُه. فما مخمومُ القلبِ؟ قال: " هُوَ التَّقِيُّ النَّقِيُّ. لاَ إِثْمَ فِيهِ وَلاَ بَغْيَ وَلاَ غِلَّ وَلاَ حَسَدَ". (1) وفي ذلك يقول إياس بن معاوية: " كان أفضلهم عندهم، يعني الماضين، أسلمهم صدراً وأقلهم غيبة". (4) - رضي الله عنهم - .ولهذا كان من دعاء النبي: " وأسْألُكَ لِسَاناً صَادِقاً وَقَلْباً سَلِيماً" (

3- مطمئن لأمر الله وقدره: "الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم لذكر الله الا بذكر الله تطمئن القلوب" وقال سبحانه :" ومن يؤمن بالله يهد قلبه" يهديه للايمان بقضاء الله وقدره والرضا به "هو الذي انزل السكينة في قلوب المؤمنين ليزدادوا ايمانا مع إيمانهم"

4- ومن علامات صحة القلب أن يرتحل عن الدنيا حتى ينزل بالآخرة: ويحل فيها حتى يبقى كأنه من أهلها وأبنائها، جاء إلى هذه الدار غريبا يأخذ منها حاجته، ويعود إلى وطنه قول النبي صلى الله عليه وسلم لعبدالله بن عمر"كن في الدنيا كأنك غريب او عابر سبيل". لأن القلب الحي يشتاق للموطن الاصلي وهو الجنة

فحى على جنات عدن فإنها *** منازلنا الأولى وفيها المخيم
ولكننا سبى العدو فهل ترى *** نعود إلى أوطاننا ونسلم

5- ومن علامات صحة القلب أنه لا يزال يضرب على صاحبه حتى ينيب إلى الله ويخبت إليه، ويتعلق به تعلق المحب المضطر إلى محبوبه، الذى لا حياة له ولا فلاح ولا نعيم ولا سرور إلا برضاه وقربه والأنس به، فبه يطمئن، وإليه يسكن، وإليه يأوى، وبه يفرح، وعليه يتوكل، وبه يثق، وإياه يرجو، وله يخاف.

6- ومن علامات صحة القلب أن لا يفتر عن ذكر ربه، ولا يسأم من خدمته، ولا يأنس بغيره، إلا بمن يدله عليه، ويذكره به، ويذاكره بهذا الأمر."والذاكرين الله كثيرا والذاكرات اعد الله لهم مغفرة واجرا عظيما"

7- ومن علامات صحته أنه إذا فاته وِرْدُه وجد لفواته ألما أعظم من تألم الحريص بفوات ماله وفقده.كان الصحابة يعزون من فاتته صلاة الجماعة

8- ومن علامات صحته أن يكون همه واحدا، وأن يكون فى الله"قل ان صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لاشريك له وبذلك أمرت وأنا أول المسلمين"،قال صلى الله عليه وسلم: (من كانت الآخرة همه جمع الله شمله، وجعل غناه في قلبه، وأتته الدنيا راغمة، ومن كانت الدنيا همه فرق الله عليه أمره، ولم يأته من الدنيا إلا ما كتب الله له)(ابن ماجة باسناد صحيح).

9- ومن علامات صحته: أنه إذا دخل فى الصلاة ذهب عنه همه وغمه بالدنيا، واشتد عليه خروجه منها،ووجد فيها راحته ونعيمه، وقرة عينه وسرور قلبه.

10- ومن علامات صحته: ان تكون لديه حساسية من الذنوب الصغيرة فضلا عن الكبائر ،ففي الحديث: عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: ” إن المُؤمنَ يَرى ذَنبَهُ كأنَّهُ في أصل جَبَل يَخافُ أن يَقَعَ عَليه وإنّ الفاجرَ يَرى ذُنوبَهُ كَذُباب وَقَعَ عَلى أنفه فقال لَهُ هكذا ” رواه الترمذي وأحمد" . ويتحلى صاحبه بالورع والتنزه عن الصغائر فضلا عن الكبائر

11- ومنها: أن يكون اهتمامه بتصحيح العمل أعظم منه بالعمل، فيحرص على الإخلاص فيه والنصيحة والمتابعة والإحسان، ويشهد مع ذلك منة الله عليه فيه وتقصيره فى حق الله.قال تعالى:"ويؤتون ماآتوا وقلوبهم وجلة أنّهم الى ربهم راجعون،أولئك يسارعون في الخيرات وهم لها سابقون "

12- وبالجملة فالقلب الصحيح: هو الذى همه كله فى الله، وحبه كله له، وقصده له، وبدنه له، وأعماله له، ونومه له، ويقظته له، وحديثه والحديث عنه أشهى إليه من كل حديث، وأفكاره تحوم على مراضيه ومحابه، والخلوة به آثر عنده من الخلطة إلا حيث تكون الخلطة أحب إليه وأرضى له، قرة عينه به، وطمأنينته وسكونه إليه

كيف نحيي قلوبنا ...؟


الحل والعلاج الشامل الذي أوصى به النبي صلى الله عليه وسلم من استوصاه:"قل آمنت بالله ثم استقم"
وعلى التفصيل :
1- تعاهد القرآن الكريم تلاوة وتدبرا وحفظا:
قال تعالى:" وننزل من القرآن ماهو شفاء ورحمة للمؤمنين" فهو يزيل الجهل ويبدد الشك وينير القلب لاستقبال الهدى والرشاد، كما انه طارد للشيطان مبدد لوسوسته ،وخاصة في ترداد بعض آياته وسوره: كآية الكرسي والمعوذات والفاتحة.وقصة توبة الفضيل معلومة عند سماعه قارئا يقرأ:"ألم يأن للذين آمنوا ان تخشع قلوبهم لذكر الله ومانزل من الحق"

2- كثرة الذكر :
ففيه تذكر الله جل وعلا ،وهذا أساس الفلاح وقوة القلب وحياته ،"واذكروا الله كثيرا لعلكم تفلحون" والحديث :" سبق المفردون ،قيل :وماالمفردون ؟ قال:" الذاكرين الله كثيرا والذاكرات" وهناك الاذكار المخصوصة في اليوم والليلة ومنها مارواه ابو هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال (( من قال لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير في يوم مائة مرة كانت له عدل عشر رقاب وكتبت له مائة حسنة ومحيت عنه مائة سيئة وكانت له حرزا من الشيطان يومه ذلك حتى يمسي ولم يأت أحد بأفضل مما جاء به إلا أحد عمل أكثر من ذلك ) )* البخاري
والحديث :"لاتكثروا الكلام بغير ذكر الله فان كثرة الكلام بغير ذكر الله قسوة للقلب ، وان أبعد الناس من الله القلب القاسي"(الترمذي) "مثل الذي يذكر ربه والذي لايذكره كمثل الحي والميت"

3- الاستجابة لأوامر الله :
قال تعالى :"ياأيها الذين آمنوا استجيبوا لله ورسوله اذا دعاكم لما يحيكم واعلموا أن الله يحول بين المرء وقلبه وأنه اليه تحشرون"

4- تذكر الموت :
هو الذي يرقق القلب ويخشعه فتخف وطأة الكبر والشهوات ويستعد للقاء الله ، ففي الحديث :" كنت قد نهيتكم عن زيارة القبور الا فزوروها فإنها تذكر الاخرة"

5- طلب العلم وسماع المواعظ :
قال تعالى :" قد جاءكم من الله نور وكتاب مبين يهدي به الله من اتبع رضوانه سبل السلام ويخرجهم من الظلمات الى النور بإذنه ويهديهم الى صراط مستقيم" والحديث :"اذا مررتم برياض الجنة فارتعوا ، قيل :ومارياض الجنة ،قال: حلق الذكر "(رواه الترمذي –حسن- )

6- ترك مواطن الغفلات :
" وَاذْكُر رَّبَّكَ فِي نَفْسِكَ تَضَرُّعاً وَخِيفَةً وَدُونَ الْجَهْرِ مِنَ الْقَوْلِ بِالْغُدُوِّ وَالآصَالِ وَلاَ تَكُن مِّنَ الْغَافِلِينَ " وقال تعالى:" وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللّهِ يُكَفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلاَ تَقْعُدُواْ مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُواْ فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذاً مِّثْلُهُمْ إِنَّ اللّهَ جَامِعُ الْمُنَافِقِينَ وَالْكَافِرِينَ فِي جَهَنَّمَ جَمِيعاً {140}

7- التوبة والاستغفار:
" ومن تاب وعمل صالحا فانه يتوب الى الله متابا " وقال سبحانه:" وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُواْ فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُواْ أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُواْ اللّهَ فَاسْتَغْفَرُواْ لِذُنُوبِهِمْ وَمَن يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ اللّهُ وَلَمْ يُصِرُّواْ عَلَى مَا فَعَلُواْ وَهُمْ يَعْلَمُونَ {135}،كان يحصى لرسول الله صلى الله عليه وسلم في المجلس الواحد مئة مرة يقول:" اللهم اغفر وتب علي إنك انت التواب الرحيم"

8- الاحسان للخلق ومسح رأس اليتيم:
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رجلا شكا إلى النبي صلى الله عليه وسلم قسوة قلبه، فقال: امسح رأس اليتيم، وأطعم المسكين. (رواه أحمد بإسناد حسن)

9- صحبة وملازمة الصالحين : " وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّه،ُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطاً {28}


توقيع : أم عبد المنعم


رد مع اقتباس