العودة   منتدى رياض الجنة - Riad Al-Ganah > الرياض العامة > روضة اخر الاخبار > اخبار شبكة سلفي الاخبارية | S.N.N

إضافة رد

 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 07-31-2012, 09:45 PM
S.N.N S.N.N غير متواجد حالياً
خدمة RSS ناقلة للاخبار
 
تاريخ التسجيل: Sep 2011
المشاركات: 31,658
Icon2 #سلفي| #خاص| #مصر #القاهرة| #مقالات| وسام الشاذلي يكتب: تغريبة "الملتحي"! #s...

?#سلفي| #خاص| #مصر #القاهرة| #مقالات| وسام الشاذلي يكتب:
تغريبة "الملتحي"! #SALAFY #Y


يدخل إلي المسجد في صلاة الفجر، يشعر برهبة كبيرة وأحاسيس متناقضة... لم يصلي الفجر في المسجد، بل لم يدخل المسجد لسنوات طويلة... أجواء رائعة وسكون غريب... يحمل سنوات عمره التسعة عشر، عمر قصير وذنوب كثيرة وقلب قلق ومريض! المسجد الذي كثيراً ما شاهده من الخارج أو في صلاة الجمعة يدخله الآن في صلاة الفجر بعد أن ضاقت به الدنيا وضاقت عليه نفسه وقادته قدماه المتعثرة له!

يصلي الفجر ويستشعر كل كلمة قرأها الإمام، يسجد فيشعر باطمئنان واقتراب ورغبة في البكاء! يسلم الإمام، يجلس صاحبنا لايدري مايفعل... ماهذه الوجوه المنيرة الهادئة الطيبة؟! أغلبهم "لحيته طويلة ومرسلة"! من أين أتيتم وكيف لم أركم من قبل وأنا جار المسجد؟! يتعرف عليه أحدهم ويتحدث معه ويدعوه إلي الحضور في كل الصلوات... لا أحتاج إلي دعوة، فأنا قد وجدت نفسي "التائهة" وعرفت الطريق "الحق" ودخلت إلي ذلك العالم الرائع الذي يشرح الصدر ويهدئ القلب ويطمئن الروح!

شباب رائع ورجال رائعين، أصحاب دين وخلق... بعد أسابيع قليلة دعاه أحدهم إلي بيته في منطقتهم "الراقية"، كان بيته بسيطاً من ناحية الأثاث، ولكنه كان "مبهراً " من ناحية السكينة والطمأنينة... دخل إلي بيته وجلس في الصالون... كان القرآن ينساب من جهاز التسجيل بصوت خافت، وذهب صديقه "الجديد" وأحضر الشاي والحلوي، وجلس يتحدث معه، ثم جاءت صغيرته تزحف وتصعد علي ركبته بوجهها الهادئ المتناغم مع هذا البيت الهادئ... كان صاحبنا حديث عهد بالبيوت "المطمئنة" علي كثرة البيوت "الفخمة" الصاخبة التي دخلها فيما مضي وسهر فيها مع الأصدقاء، لكن كان هذا بيت مختلف! بيت بسيط ولكن كان ليدفع عمره كله ليحصل علي مثله في هذا الوقت... ومازال صاحبنا منبهراً في هذا العالم "المختلف"!

من هؤلاء الشباب الرائع "الملتحي"؟ من هم فعلاً؟ يحفظون القرآن ويراجعون الأحاديث، يرتدون "الجلاليب" البيضاء، ويتطوعون في عمل الخير! نجلس معاً فلا نسمع إلا الطيب من الكلام، تقوم وتتركهم فلا يتحدثون عنك إلا بكل حب وود! يحبونك فعلاً بلا أي مصلحة! لا أحد يخونك أو يسبك أو يعتدي عليك! مازال يذكر تلك الأيام الرائعة... صلاة الفجر، والأذكار، وحفظ القرآن، وأحياناً يفطرون معاً، نوم قليل، مذاكرة وقراءة، ثم لقاء في المسجد قبل المغرب، ذهاب إلي درس علم أو زيارة صديق أو مريض أو مقرأة نتعلم فيها أحكام القرآن!

حتي "أفراحهم" مختلفة، عندما تم دعوته إلي زواج شاب منهم، كان "الفرح" علي سطح أحد المنازل، الرجال في ناحية والنساء في ناحية! لم يعتد صاحبنا هذه "الأفراح" وقد سمع بأذنه أحد أقارب العريس عندما رأي كم الشباب الملتحي يقول "هو ده فرح ولا ميتم؟!"، وبعد انتهاء "الفرح" لاأعتقد أن صاحبنا شعر بمثل هذه السعادة في أي من الأفراح "الراقية الصاخبة" التي حضرها! لاأحد يسخر من ملابس "العروسة" ولا من رقص "العريس" لا أحد يعيب الطعام ويسخر من كل الحاضرين! بساطة ومحبة من القلب وسعادة حقيقية في "أبسط" الأشياء، إنه "فرح" حقيقي داخل القلب وليس "ميتم" ياصديقي ولكنها "الغربة"!

لم يحدثه أحد عن "غض البصر"، رآهم "يغضون أبصارهم" فتعلمه منهم، وجدهم لا يغتابون أحداً من الناس فتوقف لسانه، عهدهم لا يسبون احداً أبداً فلم يملك إلا أن يكون مثلهم، ألفهم يقولون الصدق، فألهمه الله قول الصدق، كانوا دائماً يجتهدون ويعملون ويستذكرون فتغيرت حياته وصار حريصاً علي النجاح والإجتهاد، رأي منهم من يتصدق في الخفاء ويصلي في الليل بعد أن يناموا فتعلم الإخلاص! وجدهم بجانبه دائماً في أفراحه وفي أحزانه، حتي عندما تعرضتم للبلاءات والتشديدات الأمنية كنتم هناك دائماً تدعمون وتدعون بإخلاص وتحاولون قدر ماتستطيعون! بشر كغيركم من البشر لكم أخطاءكم وعثراتكم ولكنكم كنتم في الأغلب أصحاب أرقي الأخلاق وأنبلها وكنتم في الأغلب تحبون الخير للناس، كل الناس... وتكرهون الظلم وتحفظون الغيبة وتصونون الأعراض وتحبون الله ورسوله!

أحب "إبن القيم" و "إبن تيمية" و "ابن كثير"، وعاش مع كتب التربية للإمام "أبو حامد الغزالي"، انبهر بكتابات "إبن الجوزي"، وسهر مع "البخاري" و"مسلم"! حتي عندما اعترضتم علي قراءاته لـ "سيد قطب" و"محمد الغزالي" و "يوسف القرضاوي" و "محمد قطب" و "عبد الوهاب المسيري" و غيرهم واختلفتم ساعتها ، كان يعلم أنكم تحبون الخير له من وجهة نظركم ولكنه عشق القراءة وأحب التنوع.

التيار الإسلامي –بدون تعصب- هو تيار رائع ومتنوع تعيش معه أحلي أيام العمر... تحفظ القرآن وتطلب العلم وتعيش مع السلف الصالح ومجاهداتهم وعباداتهم مع السلفيين، تتعلم الدعوة واللين والرحمة والغوص في قصص الصحابة ومحبتهم مع التلبيغ، وعندما تصادق شباب الإخوان تفهم الواقع وتتعلم السياسة وتنبهر لنظامهم ووعيهم السياسي وبذلهم للجهد والتربية لمن هو أصغر منهم بكل تضحية ويقين، تحس بهموم غيرك من المسلمين وأن الأمة أمة واحدة مع التيارات الحركية والجهادية، وتتعلم مجاهدة النفس ودوام الذكر ومحبة الله ورسوله من المتصوفة "الحقة"، وحتي من أهل المساجد الغير منتمين لأي تيار تتعلم حسن الخلق و "الدين المعاملة"... وجدتهم في الأغلب راغبين في الخير محبين للغير باذلين جهدهم ومالهم في سبيل مايعتقدونه! أغلبهم أصحاب دين وخلق ولايطعنونك في ظهرك ولا يخونون أبداً ويصدقونك القول وتأمن علي نفسك ومالك وأهل بيتك بينهم، مع بقاء زلاتهم وأخطائهم لكن في الأغلب الأعم كانوا رائعين وقد اعتدت الإنصاف وعدم الغلو في حكمي علي الأخرين.

الإسلام هو لحمي ودمي، أعشق ديني وأفهمه بلا تعصب ولا تطرف وأكره الغلو! شخصياً، دخلت هذا العالم الرائع وتعرفت فيه في مرحلة التسعينات علي شباب من أروع مايكون، ساروا عكس التيار وقتها عندما كان الكل يهاجم التدين، وكان كل ملتحي إرهابي أو متطرف، كانت "تغريبة" حقيقية داخل الوطن وكان التدين "مغرم" ولم يكن "مغنم" بلغة المصالح! ولكنه كان كل "المغنم" بلغة الآخرة والقرب من الخالق! رأيتهم يدعون إلي الله ويسعون في تزكية أنفسهم، رأيتهم يعتقلون بلا أي ذنب ويخرجون كما هم بنفوسهم الزكية، رأيتهم يحاربون في أرزاقهم ويمنعون من وظائفهم فيصبرون ويبتسمون ويدفعونك لفهم "الرضا بالقضاء والصبر" بلا أي خطب أو مواعظ! لم يكونوا عملاء لأمن الدولة أو مسبحين بحمد النظام! كانوا يخافون علي الشباب الصغير فيتجنبون الإصطدام في وقت كان من يذهب لايعود ولا بواكي له!

كانوا قدوة رائعة وأصدقاء حقيقيين ونماذج مشرفة، لذلك عندما أسمع الآن من يعمم في الحكم عليهم فيقول: رجعيين، متطرفين، وهابيين، إرهابيين، متشددين، منغلقين، طلاب دنيا، عملاء، متأسلمين، إلخ...! أتعجب أشد العجب وأقول بدون أي تعصب: نعم قد يوجد بهم نماذج سلبية كغيرهم، وقد تجد فيهم من يدعي أنه منهم وهو ليس منهم وخاصة في هذه الأيام، ولكنهم في الأغلب الأعم كانوا من أروع من قابلت في حياتي -علي عثراتهم وأخطاءهم وخلافي مع بعضهم- ولكن ليس من سمع كمن عرف وليس من عاش الحقائق كمن قرأ عنها!

الآن وأنا أقترب من الأربعين، وعندما أذكر هذه الأيام ينشرح الصدر ويقشعر البدن وينفتح ألف باب للسعادة، أتذكر أول مرةً سمعت فيها "وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا " وقفت منبهراً ومندهشاً أمام الأية وقلت لهم أنا أعرف ماهي المعيشة "الضنك" ولا أحتاج لتفسير! فقد كنت أعيشها قبل أن يمنحني ربي تلك الفرصة الهائلة! مازلت أحاول السير إلي الله بجسدي المنهك وخطواتي المتعثرة، بقلب شاب عشريني أراد الله أن يغير حياته وبجسد رجل يقترب من الأربعين يحمل صحائف أعماله، يستمع خجلاً إلي كلام ربه " أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيمًا فَآوَى" ، "وَوَجَدَكَ ضَالًّا فَهَدَى"، " وَوَجَدَكَ عَائِلا فَأَغْنَى"، نعم يارب كنت يتيماً فأويتني وكنت ضالاً فهديتني وكنت عائلاً فأغنيتني، ومازلت أذكر فضلك علي ورحمتك بي وبغيري من عبادك وأخجل من عطاياك وأخاف من الوقوف بين يديك ولاعزاء لي إلا أن رحمتك سبقت غضبك وأنك وعدت التائبين بالعفو والستر وأنك ستدخل الناس الجنة برحمتك، وأنا أحسن الظن بك وأحاول السير إليك وأحب الصالحين وأفرح بالحق وأكره الظلم والظالمين ولكني كثيراً ما أتعثر، كثيراً ما أتعثر!

وسام الشاذلي?


رد مع اقتباس
إضافة رد


« الموضوع السابق | الموضوع التالي »

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
#سلفي| #خاص| #مصر #القاهرة| #مقالات| وسام الشاذلي يكتب عن "مشهد من أروع مشاهد رح... S.N.N اخبار شبكة سلفي الاخبارية | S.N.N 0 07-22-2012 08:04 PM
#سلفي| #خاص| #مصر| #التوعية_عنوان_المرحلة| #مقالات| #salafy #y وسام الشاذلي يكت... S.N.N اخبار شبكة سلفي الاخبارية | S.N.N 0 05-28-2012 03:30 AM
#سلفي | #مصر | وسام الشاذلي "أبو الفتوح" إن شاء الله! #salafy #kراقبت خالقي و... S.N.N اخبار شبكة سلفي الاخبارية | S.N.N 0 05-20-2012 03:25 PM
#سلفي| #خاص| #مصر| #مقالات| وسام الشاذلي يكتب: "الشهداء يدفعون أحلامهم!!" #sala... S.N.N اخبار شبكة سلفي الاخبارية | S.N.N 0 04-15-2012 08:42 PM
سلفى | مقالات | وسام الشاذلي يكتب : جنب الحيط!!..... #salafy $خرج من بيته يحمل... S.N.N اخبار شبكة سلفي الاخبارية | S.N.N 0 02-08-2012 07:30 PM

استضافة الحياة

الساعة الآن 01:16 AM.


Powered by vBulletin® v3.8.4, Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. , TranZ By Almuhajir
النسخة الفضية
Ads Management Version 3.0.1 by Saeed Al-Atwi

SlamDesignzslamDesignzEdited by Riad Al-Ganah Team - جميع الحقوق محفوظة لشبكة رياض الجنة

Privacy Policy Valid XHTML 1.0 Transitional By SlamDesignz Valid CSS Transitional By SlamDesignz