العودة   منتدى رياض الجنة - Riad Al-Ganah > الرياض العامة > روضة اخر الاخبار > اخبار شبكة سلفي الاخبارية | S.N.N

إضافة رد

 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 12-27-2011, 05:54 AM
S.N.N S.N.N غير متواجد حالياً
خدمة RSS ناقلة للاخبار
 
تاريخ التسجيل: Sep 2011
المشاركات: 31,658
Icon2 سلفي | د.محمد يسري سلامة - يكتب : " بوكو حرام - الثورة المصرية " #salafi & .. ه...

?سلفي | د.محمد يسري سلامة - يكتب : " بوكو حرام - الثورة المصرية " #SALAFI & ..

هل سنشهد موجة اتهاماتٍ وحملة اعتقالاتٍ قبل الخامس والعشرين من يناير القادم، تعيد إلى الأذهان أمجاد سنة 46 و49 و54 و59 و61 و65 و77 و81، وثلاثين سنة متصلة من حكم مبارك؟ ربما كان هذا السيناريو قريبًا من الحدوث. ولكن لأني لا أريد الاستغراق في تخيل مثل هذا المشهد المروع المفعم بالكآبة، فسأهرب اليوم من صولات المجلس العسكري وجولاته إلى أبعد مكانٍ ممكن، إلى قلب أفريقيا السمراء، وإلى نيجيريا تحديدًا، لأستخلص شيئًا من دروس التاريخ التي لا نتعلمها ولا نريد أن نتعلمها، برغم قرب عهدها بنا وعهدنا بها.

فقبل سنواتٍ ظهرت في شمال نيجيريا جماعة عُرفت باسمٍ طريف هو (بوكو حرام)، و(بوكو) اسم لنمطٍ من التعليم العلماني والمناهج الدراسية الجديدة التي أرادت السلطات الحكومية إدخالها إلى المناطق الإسلامية في نيجيريا بديلاً عن التعليم الديني المتوارث في تلك الأنحاء، فكان أن نشأت مجموعة من الشباب النيجيري المسلم مناهضة لهذا التوجه رافعةً هذا الشعار: (بوكو حرام) أي هذا النظام (التعليمي) حرام. وصار هؤلاء الشباب يمنعون دخول الكتب والمعلمين إلى مدارسهم، ثم تطورت الأمور قبل سنتين تقريبًا إلى اشتباكاتٍ مع قوات الأمن، أضرمت بوكو حرام على إثرها النار في بعض المدارس والمنشآت الحكومية، فما كان من السلطة الحاكمة في البلاد سوى أن دفعت بقوات الجيش إلى تلك المناطق، ونجح الجيش ببراعةٍ منقطعة النظير في إخماد (الفتنة) والقضاء على تلك القلة المتطرفة بعد أن أعدم نحو ألفٍ من أعضاء الحركة في الشوارع من دون محاكمات، بما في ذلك قائدها ومؤسسها. وما علينا إن كنا نتفق مع تلك الجماعة وأهدافها أو نختلف، المهم في الأمر أنها أبيدت عن بكرة أبيها أو هكذا ظنَّ الجميع، ولم ينبس أحدٌ حينها ببنت شفةٍ بشأن الإعدامات وانتهاكات حقوق الإنسان التي حدثت، لأن الإنسان في تلك الحالة كان مجرد مسلم متطرف متشدد متعصب. حتى فوجئنا منذ أشهر قليلة بتلك الجماعة تعود إلى الوجود مرةً أخرى، لكن بصورةٍ أقوى وأشد عنفًا وضراوة، حين قام المنتسبون إليها بتنفيذ سلسلة من التفجيرات وأعمال القتل راح ضحيتها العشرات بل المئات، ولا أشك في أن الجيش سيُستدعى في هذه المرة أيضًا، لتدخل نيجيريا بذلك في حقبةٍ جديدة دامية من العنف والعنف المضاد الذي سيستمر حتى يقضي الله أمرًا كان مفعولا.

كثيرٌ من الأنظمة الحاكمة إذن في أوطاننا المنكوبة لا تريد أن تعترف بحقيقة أن (الخناق) أو (العراك) ليس بضخامة الجسم، لكنه (بالقلب) كما يقولون، وأن الأفكار سواءٌ أكانت حسنةً أم سيئةً لا يمكن وأدها كما كان يفعل بعض العرب ببناتهم الوليدات في الجاهلية الأولى، وأنها تختفي فقط لتظهر من جديد، لكن بشكلٍ لا يمكن احتواءه أو حتى تفهمه.
وإنني في هذا السياق مدينٌ بالشكر إلى أحداث الثورة المصرية التي جعلتني أفهم كثيرًا مما لم أكن لأفهمه من قبل أو لأستوعبه؛ فحينما كنت أحاور في الماضي -على سبيل المثال- بعض قيادات الإخوان المسلمين والجماعات الإسلامية الجهادية كنت أتعجب من تركيبتهم النفسية والصورة الذهنية الغالبة عليهم، حتى أدركت الآن العلة في ذلك، وكيف أن ما كنت أتعجب له ومنه هو نتاج سنواتٍ طوالٍ من القمع والقهر المصحوب بتجاهل الآخرين أو تواطئهم في قمعهم وقهرهم؛ ذلك أن النظام حين يشرع في اضطهاد جماعةٍ من الأشخاص مؤمنةٍ بفكرةٍ ما وتصورٍ ما، لمجرد إيمانها بتلك الفكرة وهذا التصور، ثم يمعن في السخرية منها وتشويهها، ثم في تخوينها والطعن فيها والحطِّ من شأنها، ثم في قتلها وسحلها وحبسها، كل ذلك مصحوبًا بدعمٍ وإقرارٍ من كثيرٍ من فئات المجتمع عمدًا أو بغير عمد في بعض الأحيان، أو بلا مبالاةٍ وعدم اكتراثٍ بما تتعرض له في أحسن الأحوال؛ فإن تلك الجماعة تأخذ في الانسحاب تدريجيًّا من ولاءها وانتماءها للدولة والمجتمع الذي تعيش فيه إلى نمطٍ من (العزلة الشعورية) التي شرح أصولَها باستفاضة الأستاذ سيد قطب رحمه الله، ثم يصبح هذا الولاء والانتماء خالصًا للجماعة دون غيرها، حيث لم يجد أبناؤها تفهمًا أو تعاطفًا أو مساندةً تُذكر من أحدٍ حينما تعرضوا لما تعرضوا إليه، ويبقى الإحساس العميق بانعدام الثقة في الآخرين وسوء الظن بهم مسيطرًا على العقل الجمعي لهذه الجماعة أو تلك. لقد بدأ هذا النمط من العزلة الشعورية والغربة الحالكة يسيطر على كثيرٍ من أذهان المنتمين إلى الثورة المصرية المستمسكين بها، بحيث صاروا يصنفون الناس بحسب مواقفهم من هذا الحدث أو ذاك، أو هذا المشهد أو ذاك، أو هذه الشخصية أو تلك، ويزدادون في الوقت نفسه التحامًا ببعضهم البعض لتعويض تلك الغربة والعزلة، وفي مقابل القسوة والعنف الممنهج الذي يواجهونه. أقول ذلك لا نقدًا لهم، بل لأنني واحدٌ من أبناء تلك الفئة الضالة، وأجد ذلك من حال نفسي كما أراه باديًا على وجوه كثيرين وفي كلامهم وأفعالهم.

لقد كان من المفترض في دولةٍ طبيعيةٍ وفي ثورةٍ طبيعيةٍ أن يصبح يوم الخامس والعشرين من يناير المقبل يومًا للبهجة والاحتفال في عموم الوطن بما حققه هذا الشعب من استعادةٍ للكرامة والقدرة على الفعل والتغيير، ومناسبةً للاحتفاء بشهدائنا وجرحانا، أو هكذا كنت أمني نفسي طيلة العام الفائت، حتى نجح القابعون على كرسي السلطة (المزدحم) في تحويله إلى ذكرى حزينة، غارقةٍ في الدماء المهدورة التي لم يقتص لها أحد، والفشل الذريع على المستويات كلِّها، والألغاز الغامضة التي لا نجد لها تفسيرًا مقبولاً، ثم لم يكفهم هذا، بل يحفُّون هذا اليوم العظيم بالتحذيرات والتهديدات والإرجافات ليزداد الناس له بغضًا، ومنه تخوفًا.

ولا أملك هنا سوى أن أصرخ في هؤلاء بأعلى الصوت: ... بوكو، حرام الثورة المصرية!

الأحد 25-12-2011?


رد مع اقتباس
إضافة رد


« الموضوع السابق | الموضوع التالي »

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
سلفى | مصر - مقالات | الكاتب: محمد كمال الباز يكتب : " الأناركيون " #salafi & ..... S.N.N اخبار شبكة سلفي الاخبارية | S.N.N 0 12-26-2011 11:22 PM
سلفي | مصر | محمد القاعود يكتب : سقطة مهنية وأخلاقية فاضحة ل "المصري اليوم"#sala... S.N.N اخبار شبكة سلفي الاخبارية | S.N.N 0 12-08-2011 06:02 PM
سلفي | مقالات | محمد عبدالرحيم يكتب | سكوت ..هنصور "سيناريو المواجهة " #salafi S.N.N اخبار شبكة سلفي الاخبارية | S.N.N 0 11-24-2011 03:12 PM
سلفي | حافظ سلامة: كان يجب رجم "جرابيل" وليس تسليمه=#salafi....................... S.N.N اخبار شبكة سلفي الاخبارية | S.N.N 0 10-29-2011 10:51 AM
سلفي | دعوة لتظاهر إلكتروني ضد "العسكري" تمهيدًا لجمعة "استرداد الثورة" #salafi... S.N.N اخبار شبكة سلفي الاخبارية | S.N.N 0 09-26-2011 10:53 PM

استضافة الحياة

الساعة الآن 06:00 PM.


Powered by vBulletin® v3.8.4, Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. , TranZ By Almuhajir
النسخة الفضية
Ads Management Version 3.0.1 by Saeed Al-Atwi

SlamDesignzslamDesignzEdited by Riad Al-Ganah Team - جميع الحقوق محفوظة لشبكة رياض الجنة

Privacy Policy Valid XHTML 1.0 Transitional By SlamDesignz Valid CSS Transitional By SlamDesignz