سلفى | مصر - مقالات | الأستاذ محمد كمال الباز يكتب :الإعلام فى خدمة الإسلام " #...

[S.N.N]

?سلفى | مصر - مقالات | الأستاذ محمد كمال الباز يكتب :
الإعلام فى خدمة الإسلام " #Salafi

جريدة عريقة تنشر خبرا تعلم أنه كذب صريح، وتعلم تماما أنها ستصدر تكذيبا لما تنشر لاحقا، وتنشر التكذيب، تكذِّب نفسها، ولا وجود لحمرة الخجل. قناة تليفزيونية تسجل حوارا مع أحد الدعاة وتقطِّعه (مونتاج) وتحذف منه ما شاءت، وتضمن فى ثناياه ما يسيئ للمتحدث دون أن يشعر، والقائمون عليها يعلمون أن هذا هو الزور بعينه، ولكنها الصنعة الإعلامية، وأصول الشغل.
الصدق فى الإعلام ليس دروشة ولا هذيان ولا محض حلم، الصدق إعمال للشريعة على نشاط من الأنشطة الإنسانية، التى ينبغى أن تضبط كلها بحكم الله، وأبناء الدعوة اليوم مطالبون بتقدم هذا النشاط بضوابطه الشرعية، كما فعل المصطفى -صلى الله عليه وسلم- فى معركته الإعلامية مع أهل الباطل.
وكل الخطأ من الإسلاميين أن يظنوا أن الضوابط الشرعية بذاتها تصنع إعلاما، فهى ليست إلا "ضوابط"، ولكى ينتج الإسلاميون إعلاما لابد أن يكون إعلاما قيما من كافة جوانبه، بداية من الإهتمام بالتأصيل الشرعى للقضايا الإعلامية وأساليب الطرح، ثم الاهتمام بالدراسة الإعلامية التى تحوى سر الصنعة، والاهتمام بالدراسة التقنية فى كافة مدخلات العملية، واكتشاف وتدريب الكوادر المؤهلة على الأداء الإعلامى المتقن حرفيا، والاستفادة من أرباب المهنة المخضرمين، مع إعادة تقديم القوالب والأطر بشكل يواكب الصور الحديثة، حيث لم يعد يكف إعادة إنتاج دروس المساجد من خلال النوافذ الإعلامية على ذات صورتها الأولى، فما ذلك إلا تقصير فى تحصيل أسباب القوة، وتسليم لعقول من علق الله أمانتهم فى أعناقنا إلى كل صاحب فكر مدمر خبيث.
وأسأل بحكم احتكاكى وعملى فى الإعلام وإدراكى لعظم دوره، لماذا لا يُوجَه أصحاب الأموال الذين يبتغون النفقة فى سبيل الله إلى إنشاء أوقاف فى صورة مؤسسات إعلامية راسخة، وأن ينفقوا محتسبين على هداية وصيانة عقول المسلمين وقلوبهم؟
فى عصر السماوات المفتوحة، واليوتيوب، تقل قوة المنع والتقنين، وتبرز أهمية الجودة والحرفية فى المنافسة والمسابقة إلى قلوب الخلق، ولا تظن أن المحتوى الشرعى يعد قيدا على التجويد الفنى والحرفى، بل يعد تحديا للإسلاميين لإنتاج عمل على غير مثال سابق، يكونوا هم رواده والسابقون إلى إرساء معالمه.
مالم نبدأ الآن فى المشروع الإعلامى الإسلامى المتكامل من كافة الجوانب، فسنظل لأعوام نشكو قلة التأثير، ونبكى على الإستغفال الذى نتعرض له، والذى يطيل الطريق على الدعاة فى الوصول بالدعوة إلى الناس.?