العودة   منتدى رياض الجنة - Riad Al-Ganah > الرياض الاسلامي والعلم الشرعي > روضة العقيدة

إضافة رد

 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 01-04-2010, 06:25 PM
ابو تسنيم ابو تسنيم غير متواجد حالياً
مراقب عام
 
تاريخ التسجيل: Dec 2009
المشاركات: 1,726
افتراضي الدرس الرابع ( كفارة من فاه بلفظ منهي عنه )


القاعدة الشرعية أن من ارتكب منهياً عنه في الشرع المطهَّر فكفارته التوبة منه ، بشروطها المعروفة .


وهذا بجانب ما فرضته الشريعة من كفارات لمن تلبَّس ببعض ما حرم الله ، وذلك في : القتل الخطأ ، والظهار ، واليمين ، والمجامع في نهار رمضان ، والوطء في الحيض ، وكفارة تأخير قضاء رمضان بعد رمضان آخر . في تفاصيل كفارتها المعلومة- أيضاً - في كتب الفقهاء .
ولذا فإن على من فاه بلفظ منهي عنه ، أن يستغفر الله ويتوب إليه منه ؛ لعموم قول الله تعالى : { وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} [ النور: من الآية31] .
وعلى من وقع فيما نهى الله عنه من نزغات الشيطان ، أن يستعيذ بالله ، فقد أرشد اللهُ عباده إلى ذلك بقوله : {وَإِمَّا يَنْزَغَنَّك َ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ}[لأعراف: من الآية200] .
وقال – سبحانه - : { وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِر ُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ}[ آل عمران:135] .
وقد جاء الإرشاد إلى بعض الكفارات لمن فاه ببعض الألفاظ المنهي عنها كما في حديث أبي هريرة – رضي الله عنه – عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( من حلف فقال في حلفه باللات والعزى ، فليقل : لا إله إلا الله. ومن قال لصاحبه: تعال أقامرك ، فليتصدق ))[ متفق عليه ] .

وسائل حفظ المنطق

يعيش المرء بين السكوت ، والتكلم ، وكل واحد منهما له ثلاث حالات بين الإباحة ، والترغيب بنوعيه : الواجب والمندوب ، والترهيب بنوعيه : المحرم ، والمكروه .
فالسكوت : قد جاءت النصوص في الترغيب في كف اللسان والسكوت ، والصمت عن كل ما لا يعني المرء ، وترك الخوض فيه ؛ لأنه خُذْلان للعبد ، ومقت له من الله – تعالى – وأن اللسان هو أحق الأعضاء بالتطهير ، وطُول السجن ، وخزْنِهِ عما لا ينفع ، وأن مكابدة الصمت سِتْرٌ للجاهل ، وزينة للعالم ، وقلة الكلام مكرمة في الإسلام ؛ إذ اللسان سبُعٌ ؛ من أرسله أكله ، وأن سكوت المرء دائر بين الإباحة ، وبين النهي ، وبين المشروعية ، فالسكوت عن الحق آفة تقابل التكلم بالباطل ؛ يهضم الحق ، ويجلب الإثم ، ويهدم صالح الأعمال .
وهجر الكلام الباطل ، والسكوت عن اللغا ، ورفث التكلم : مكرمة في الإسلام ، مترددة بين الوجوب ، والاستحباب .
وأما الكلام : فقد حفَّهُ الشرع بضوابط ، حتى يسير في طريق المباح ، أو الواجب ، أو المسنون ، وجماع ضوابطه في لزوم : (( الصدق )) و (( العدل )) :
أما (( الصدق في القول )) فقد مدح الله الصادقين وأثنى عليهم ، فقال سبحانه : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَع َ الصَّادِقِينَ} [ التوبة:119] .
وهو قاعدة التعايش بين العباد ، والنصوص في لزومه أكثر من أن تذكر .
وهو سِمةٌ للإنسان مميزة له عن الحيوان ، وفارق بين النبي والمتنبي ، وبين المؤمن والمنافق ، وهو أصل البر ، وعلى الصادق تتنزل الملائكة ، وهو أساس السلوك إلى الله ، والدار الآخرة .
وأما لزوم العدل بالقول ، فقال تعالى : { وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُوا} [الأنعام: من الآية152] . (( والأقوال التي ذمها الله في كتابه أكثر من أن تعد كالقول الخبيث ، والقول الباطل ، والقول عليه بما لا يعلم القائل ، والكذب ، والافتراء ، والغيبة ، والتنابز بالألقاب ، والتناجي بالإثم والعدوان ومعصية الرسول ، وتبييت ما لا يرضى من القول ، وقول العبد بلسانه ما ليس في قلبه ، وقوله ما لا يفعله ، وقول اللغو ، وقول ما لم ينزل الله به سلطاناً ، والقول المتضمن للشفاعة السيئة ، والقول المتضمن للمعاونة على الإثم والعدوان ، وأمثال ذلك من الأقوال المسخوطة والمبغوضة للرب تعالى التي كلها قبيحة لا حسن فيها ولا أحسن ))
وقد حثت الشريعة على طِيب الكلام ، فقال تعالى : { وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِلْمُؤْمِنِينَ} [الحجر: من الآية88] .
وفي الصحيحين ع ن عدي بن حاتم – رضي الله عنه – أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (( اتقوا النار ولو بشق تمرة ، فمن لم يجد فبكلمة طيبة )) .
ولهذا كان النبي صلى الله عليه وسلم يعجبه الفأل ، وتعجبه الكلمة الطيبة .
وللمحافظة على هذا المسلك القويم ، والصراط المستقيم ؛ جاء النهي يتلوه النهي ، والتحذير يتبعه الترهيب ، عن أقوال ، وألفاظ ، وعبارات ، تُكوِّنُ بمجموعها وسائل الشريعة لحفظ المنطق ، وصيانته عن كل لفظ ، محرم ، أو مكروه ، أو الوصول إلى ما يقارب المكروه من فضول الكلام ، ونحوه .
وهذا موقفنا اليوم وفي الغد باذن الله الاهم في امر أدب المرء مع ربه – سبحانه وتعالي ان قدر الله لنا البقاء واللقاء والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته



التعديل الأخير تم بواسطة المشتاقة للجنة ; 09-08-2010 الساعة 06:01 PM
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 03-18-2010, 09:26 PM
الصورة الرمزية المشتاقة للجنة
المشتاقة للجنة المشتاقة للجنة غير متواجد حالياً

مراقبة عامة

 
تاريخ التسجيل: Nov 2009
المشاركات: 4,422
افتراضي

اعزكم الله ورفع قدركم شكرا لكم


توقيع : المشتاقة للجنة


اللهم اغفر لي ولوالدي وللمؤمنين والمؤمنات والمسلمين والمسلمات الاحياء منهم والاموات

اللهم صل وسلم وبارك على حبيبنا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 09-08-2010, 05:59 PM
الصورة الرمزية المشتاقة للجنة
المشتاقة للجنة المشتاقة للجنة غير متواجد حالياً

مراقبة عامة

 
تاريخ التسجيل: Nov 2009
المشاركات: 4,422
افتراضي

نفعكم الله بما افدتونا به


توقيع : المشتاقة للجنة


اللهم اغفر لي ولوالدي وللمؤمنين والمؤمنات والمسلمين والمسلمات الاحياء منهم والاموات

اللهم صل وسلم وبارك على حبيبنا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين

رد مع اقتباس
إضافة رد


« الموضوع السابق | الموضوع التالي »

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
ما هي كفارة الكذب ؟؟ عاشقة مسجدها روضة الفتاوى الخاصة بشبكة رياض الجنة 2 11-24-2009 09:08 AM

استضافة الحياة

الساعة الآن 06:19 PM.


Powered by vBulletin® v3.8.4, Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. , TranZ By Almuhajir
النسخة الفضية
Ads Management Version 3.0.1 by Saeed Al-Atwi

SlamDesignzslamDesignzEdited by Riad Al-Ganah Team - جميع الحقوق محفوظة لشبكة رياض الجنة

Privacy Policy Valid XHTML 1.0 Transitional By SlamDesignz Valid CSS Transitional By SlamDesignz